المرشّح لولاية ثانية ومرشّحة اليمين المتطرّف مارين لوبان . وقد تصدر ماكرون نتائج الجولة الأولى بحصوله على 27,85 % من الأصوات .
لم ترقى الزيارة التي أداها الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الأراضي المحتلة إلى مستوى الآمال التي علقها عليها الفلسطينيون ، إذ لاقى ما سمي بـ’’إعلان القدس’’ تنديدا وانتقادات داخلية حادة لما حمله من إنحياز واضح من إدارة البيت الأبيض لسلطات الإحتلال الإسرائيلي.وجاء التنديد من الفصائل الفلسطينية التي اعتبرت الاتفاق الأمريكي الإسرائيلي الذي وقعه الرئيس جو بايدن ورئيس حكومة الإحتلال الإسرائيلية يائير لبيد، عدوانا على الشعب الفلسطيني وحقوقه.
وبعد لقاء جمع الرئيس الأمريكي ورئيس سلطات الإحتلال الإسرائيلي تمّ الإعلان عن ماسمي بـ’’إعلان القدس للشراكة الإستراتيجية ‘’، قامت عبره الولايات المتحدة الأمريكية بإظهار دعمها علنيا وبشكل مباشر لسلطات الإحتلال الإسرائيلي وزيادة نسق مساعيها لدمج حليفتها المدللة في المنطقة من خلل الإستمرار في سياسة التطبيع التي تحاول واشنطن تكريسها بين الدول العربية والجانب الإسرائيلي.
أمال مهدورة
ولئن حمل المجتمع الدولي آمالا كبيرة من الزيارة الهامة التي قام بها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن إلى منطقة الشرق الأوسط منتصف الشهري الجاري والتي قادته إلى القدس المحتلة والضفة الغربية المحتلة والمملكة العربية السعودية في أول زيارة له إلى المنطقة منذ دخوله إلى البيت الأبيض خلفا للرئيس السابق دونالد ترامب ، إلاّ أن الزيارة لم تكن على الأقل في مستوى تطلعات الجانب الفلسطيني .
ووفق تقارير إعلامية فإنّ بحث بايدن القضية الفلسطينية مع مسؤولين فلسطينيين ومسؤولين من حكومة الإحتلال الإسرائيلي، وذلك في اجتماع بين الأطراف المعنية وضّح الرؤية الأمريكيّة للصراع العربي الإسرائيلي وكرس سمة الإنحياز الواضح من الجانب الأمريكي لسلطات الإحتلال وذلك بعد قراءات سابقة كانت قد أكدت إنحياز سياسة الإدارة الأمريكيّة لـ ‘’إسرائيل’’ .
يشار إلى أن معظم التقديرات اعتبرت زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط، تصب في خانة خدمة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة العربية . باعتبار أن أمريكا تعتبر «اسرائيل’’ جنديا لها في الشرق الأوسط في وجه التمدد والنفوذ الإيراني المتزايد. ويرى مراقبون أن واشنطن تعمل على ترميم العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة خاصة الخليجية ، عقب ما أصاب هذه العلاقات من شروخ في إثر الحرب في أوكرانيا والعقوبات التي فرضها الغرب على روسيا، والتوترات المتصاعدة مع الصين بسبب تايوان.
يشار إلى أنّ القضية الفلسطينية كانت من أكثر القضايا تأثرا بسياسة ترامب المنحازة للجانب الصهيوني بدءا بقرار الولايات المتحدة الأمريكية إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ردّا على محاولات فلسطينية لفتح تحقيق في المحكمة الجنائية الدولية يدين جرائم الحرب التي ارتكبها كيان ‘’إسرائيل’’ ضد أصحاب الأرض. ولم يقتصر الردّ الأمريكي على إغلاق مكتب المنظمة بل وصل إلى حد تهديد واشنطن للمحكمة الجنائية الدولية في حال ملاحقة ‘’إسرائيليين’’.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد أكّدت على إغلاق البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن، متهمة القادة الفلسطينيين بعدم إجراء ‘’مفاوضات مباشرة ومهمة مع إسرائيل’’ ويعتبر متابعون أنّ القرار الذي اتخذته إدارة ترامب آنذاك كان هدفه القضاء نهائيا على العلاقات مع السلطة الفلسطينية يضاف إلى سياسة البيت الأبيض العدائية ضد الفلسطينيين بدءا بقرار قطع الدعم النهائي والرسمي عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا).
كما كان إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن القدس عاصمة لـ’’اسرائيل’’ والذي أثار ردود فعل دولية غاضبة ، خطوة جدية وواضحة في سياق السياسة التي اتبعتها إدارة الرئيس السابق ترامب والتي كان لها تأثير كبير على دور الولايات المتحدة الأمريكية كعرّاب لعمليّة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين كما أنها أفقدها شرعية قيادة أي مسار تفاوضي مُستقبلي بين الطرفين ،ورغم التفاؤل الذي رافق وصول الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن إلى سد الحكم إلاّ أنّ القرارات و››إعلان القدس›› الأخير واستمرار مساعي إدارته لمزيد توسيع رقعة التطبيع العربي الإسرائيلي تؤكد إستمرار بايدن في النهج الذي رسمه سلفه دونالد ترامب الداعم للكيان المحتل.
مواقف منددة وانتظارات
في الأثناء قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة ، إن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى فلسطين تحمل معاني ومضامين كثيرة، بعد انقطاع منذ إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.وأضاف أبو ردينة، في تصريح صحفي، أن فلسطين هي أول دولة عربية يزورها الرئيس الأمريكي منذ توليه الإدارة، مُبينًا أن لهذه الزيارة معاني رمزية، وتحمل رسالة للجانب الإسرائيلي بأن القضية الفلسطينية هي محور الصراع في المنطقة.
وأشار إلى أن الرئيس محمود عباس كان شديد الوضوح بشأن الثوابت والحقوق الفلسطينية، حيث أكد أنه لا حل ولا سلام في المنطقة من دون القدس، وأنها مُفتاح الأمن والسلام والاستقرار، كما أكد أن حدود عام 67 هي الخط الأحمر، وعلى رأسها القدس الشرقية، وهي الطريق الوحيدة لأمن وسلام الجميع.واعتبر أبو ردينة الموقف الأمريكي خطوة مُتقدمة عن سابقاتها، ويجب البناء عليها، حيث بدأت زيارة الرئيس الأمريكي من القدس، دون أي تواجد إسرائيلي، وانتهت في بيت لحم، مُشيرًا إلى أنه جرى الاتفاق على التواصل بين الجانبين، لتطوير العلاقة بما يخدم المصالح العامة الفلسطينية.
وأوضح أن فلسطين والقدس والقيادة التاريخية للشعب الفلسطيني أثبتوا خلال هذه الزيارة أنهم العنوان في المنطقة، كما أن القضية الفلسطينية أثبتت مرة أخرى أنها حية لا تموت، وأن أية حلول لا تستطيع أن تتجاوزها.
وذكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الإعلان بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل يمثل «إمعانا في العدوان على شعبنا وحقوقه المشروعة؛ لن نمنحه شرعية مزعومة على أرضنا».وأضافت «نعلن رفضنا لوثيقة ما يسمى إعلان القدس التي جاءت تكريسا لنهج واشنطن في الانحياز له (الاحتلال) ودعم عدوانه على شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته الإسلامية والمسيحية».
وفي هذا السياق، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن «محاولات واشنطن إعادة هندسة المنطقة بدمج الكيان المحتل فيها ستبوء بالفشل».ودعا هنية إلى حوار إستراتيجي بين مكونات الأمة ودولها يفضي إلى تحالف سياسي يحمي المنطقة، مؤكدا أن «شعبنا الفلسطيني لن يقع مجددا في حبائل الوهم وسراب المفاوضات التي ضربت القضية، خيارنا الاستمرار في المقاومة حتى يندحر المحتل ويعود الشعب لوطنه وللقدس المباركة».
بدورها، رأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن «وثيقة إعلان القدس هي استمرار للعدوان على الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، وإطلاق يد الكيان الصهيوني في توسيع مشروعه الاستعماري وتعميقه في فلسطين والتمدّد إلى خارجها».
من جانبها، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن «إعلان القدس دعوة مفتوحة لإشعال الحروب الإقليمية في المنطقة، وتعزيز الدور العدواني لإسرائيل على حساب مصالح شعوب المنطقة عبر إغراقها بالخراب والدمار والويلات بذريعة دفاع إسرائيل عن نفسها».ودعت الجبهة شعوب المنطقة العربية والحكومات إلى «تحمل مسؤولياتها السياسية والوطنية لإجهاض إعلان القدس واستحقاقاته، والحرص بالمقابل على صون مصالحنا الوطنية والقومية شعوبًا وحكومات».
بعد «إعلان القدس» وجولة بايدن الشرق أوسطية: انحياز أمريكي للاحتلال وآمال فلسطينية مهدورة
- بقلم وفاء العرفاوي
- 10:18 19/07/2022
- 1188 عدد المشاهدات
تتجه الأنظار في فرنسا الى يوم 24 افريل موعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية وسط استقطاب حاد ومنافسة شرسة بين الرئيس الوسطي إيمانويل ماكرون