تجاذبات سياسية تعصف بالمملكة المتحدة: منافسة حادة بين المرشحين لخلافة رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون

دخلت بريطانيا في هذه الآونة في مرحلة من البحث عن خليفة لرئيس الوزراء المستقيل بوريس جونسون وذلك بعد سلسلة من الفضائح التي أجبرته على التخلي بصعوبة عن منصبه ،

و بعد تصاعد حدة المطالب بضرورة استقالته من رئاسة حزب المحافظين وبالتالي من رئاسة الوزراء.
يشار إلى أنّ اختيار بوريس جونسون عام 2019 كرئيس لوزراء بريطانيا أثار الكثير من الجدل لا فقط على الصعيد الداخلي في المملكة المتحدة، بل كذلك على الساحة السياسية الدولية. وانتخب جونسون رئيسا لحزب المحافظين خلفا لتيريزا ماي التي أعلنت تنحيها عن منصبها بعد انتقادات لأدائها الحكومي وفشلها في وضع خطة «بريكست» تضمن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي .

وجاءت تسمية جونسون الذي كان وزيرا للخارجية في حكومة ماي على رأس حزب المحافظين، وسط مساع لضمان خروج بريطانيا من القلعة الأوروبية وفق اتفاق يتوافق حوله ساسة بريطانيا وساسة القارة العجوز . ويرى مراقبون أن الجدل انذاك على تسمية جونسون رئيسا للوزراء مرده طبيعة شخصيته المثيرة للجدل اذ يشبهه البعض بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريحاته ومواقفه السياسية . فيما قالت بعض وسائل الإعلام البريطانية أن الشارع البريطاني منقسم بين مؤيد لجونسون ورافض له إذ ترى فئة أنه منقذ البلاد فيما يتعلق باتفاق «بريكست» ، إلا أن البعض الآخر يرى أن مواقفه وسلوكاته الشبيهة بترامب ستزيد من تعقيدات المشهد السياسي.
ولطالما واجه جونسون الذي خلف تيريزا ماي، معضلات جمة في ما يتعلق بالخلافات القائمة في المشهد السياسي البريطاني حول «البريكست». وقد طالما تمسّكت المعارضة بالخروج وفق اتفاق في حين كان بوريس جونسون يسعى إلى الخروج ولو بدون التوافق حول خطة وإستراتيجية للخروج.وطالب برلمانيون الحكومة بنشر وثائق سرية تتعلق بدراسة حول تداعيات البريكست دون اتفاق وسط اتهامات لها بمحاولة طمس الحقيقة والتقليل من مخاطر مثل هذه الخطوة.

وكثيرا ما مارست دول الاتحاد الأوروبي ضغطا كبيرا على بريطانيا للإسراع بإجراءات الخروج من القلعة الأوروبية ، فيما تسعى الحكومة البريطانية برئاسة المثير للجدل بوريس جونسون الحصول على ضمانات أكثر عبر سلسلة من المشاورات والزيارات واللقاءات إلى بعض الدول الأوروبية .وبحثت بريطانيا على امتداد 4 سنوات عن حلول بديلة بعد فشل مستمر في الخروج من الاتحاد الأوروبي رغم مرور سنوات على التصويت مع مغادرة البلاد للقلعة الأوروبية . وكان من المقرر أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، إلاّ أنّ حكومة تيريزا ماي فشلت في الحصول على موافقة البرلمان وبالتالي قدمت استقالتها آنذاك بعد مطالبات داخلية بتنحيها بتعلة الفشل في إدارة المرحلة الحساسة التي دخلتها البلاد بعد ‘’بريكست›’.

ولم تخل فترة تولي بوريس جونسون من الفضائح السياسية والشخصية حيث يرى مراقبون أنها عجلت بخروجه من المشهد السياسي رغم دفاعه المستميت عن نفسه. ففي البداية لاحقت فضيحة ‘’حفلات داونينغ ستريت’’ رئيس الوزراء جونسون والتي اتهمته وحكومته بخرق قواعد الإغلاق المشددة خلال فترة تفشي وباء ‘’كوفيد 19 ‘’ في المملكة، وذلك بعد صدور تقرير داخلي يدينه فيما بات يعرف بفضيحة «بارتي غيت».

وقال جونسون للنواب «أتحمّل المسؤولية كاملة عن كل ما حصل تحت أنظاري»، ليستقيل اثر ذلك رضوخا للانتقادات والدعوات لتنحيه. وحمل تقرير داخلي يتعلق بفضيحة حفلات داونينغ ستريت، أعدته الموظفة الحكومية سو غراي ونشر سابقاً ، قادة الحكومة المسؤولية، جاء فيه:» على القادة السياسيين وكبار المسؤولين في بريطانيا أن «يتحملوا مسؤولية» العديد من الحفلات التي انتهكت تدابير الإغلاق».

وقال بعض من حضروا الحفلات في داونينغ ستريت أثناء الإغلاق إن الحفلات كانت مزدحمة لدرجة أن بعض الحاضرين جلسوا على أرجل بعضهم البعض، في انتهاك لقواعد التباعد الاجتماعي وقتها وقدغرمت الشرطة رئيس الوزراء ووزير الخزانة بسبب مخالفة قواعد الإغلاق التي كانت تهدف لمنع تفشي كورونا.

من سيخلف بوريس جونسون؟

ومن بين المرشحين لخلافة جونسون نجد وزيرة الخارجيّة البريطانيّة ليز تراس التي ألعنت ترشّحها. وكتبت تراس (46 عامًا) في صحيفة «ديلي تلغراف»، «سأتنافس في هذه الانتخابات بصفتي مُحافِظة وسأحكُم بصفتي مُحافِظة’’.
وبذلك، تنضمّ تراس إلى تسعة مرشّحين آخرين في السباق على زعامة حزب المحافظين، وبالتالي على منصب رئاسة الوزراء،باعتبار أنّ المحافظين يتمتّعون بالغالبيّة في مجلس العموم.
كما أطلق تسعة نواب بريطانيين محافظين حملتهم لخلافة رئيس الوزراء بوريس جونسون، مع حرص العديد منهم على التمايز عن وزير المالية السابق ريشي سوناك في القضايا الضريبية.
وكانت وزيرة الدولة للتجارة الدولية بيني موردونت (49 عاماً)، آخر من أعلن ترشّحه .وأعلن الوزيران السابقان جيريمي هانت وساجد جاويد في مقالَين في صحيفة «صنداي تلغراف» المحافظة.وتبع ساجد جاويد (52 عاماً) وزير المالية ريشي سوناك بعد تسع دقائق. لكنّه أكّد أنّهما لم ينسّقا القيام بهذه الخطوة.
المرشّح الجدي الآخر هو ناظم الزهاوي الذي قاد برنامج التطعيم البريطاني ضدّ كوفيد عندما كان وزيراً للدولة.

المنافسون الآخرون الذين تبدو فرص نجاحهم أقل بكثير، هم وزير النقل غرانت شابس ورئيس لجنة الشؤون الخارجية توم توجندهات، وكذلك المدعية العامة - المسؤول عن تقديم المشورة القانونية للحكومة - سويلا برافرمان ووزيرة الدولة السابقة للمساواة كيمي بادنوك.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115