جولة بايدن المرتقبة في الشرق الأوسط: القضية الفلسطينية على طاولة النقاش... والمصالح الأمريكية في المنطقة على رأس الأولويات

«بايدن سيعمل خلال جولته على تشجيع قيام حلف دفاعي إقليمي مرتبط بالولايات المتحدة»

أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي عن أنّ الرئيس عبد الفتاح السيسي أجرى مكالمة هاتفية مع رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا محمد يونس المنفي، جرى فيها استعراض تطورات الملف الليبي ..وقد نقل السفير تأكيد السيسي على أنّ مصر لن تدخر أي جهد لتكريس الحل السلمي والحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا كذلكوضع تجربتها التنموية على ذمة الدولة والشعب الليبي.
يترقب المجتمع الدولي الزيارة الهامة التي سيقوم بها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن إلى منطقة الشرق الأوسط منتصف الشهري الجاري والتي ستقوده إلى القدس المحتلة والضفة الغربية المحتلة والمملكة العربية السعودية في أول زيارة له إلى المنطقة منذ دخوله إلى البيت الأبيض خلفا للرئيس السابق دونالد ترامب.

ووفق تقارير إعلامية سيبحث بايدن القضية الفلسطينية مع مسؤولين فلسطينيين ومسؤولين من حكومة الإحتلال الإسرائيلي، وذلك في اجتماع سيوضّح الرؤية الأمريكيّة للصراع العربي الإسرائيلي بعد قراءات سابقة تؤكّد إنحياز الإدارة الأمريكيّة لـ «إسرائيل» . كذلك سيشارك بايدن في قمة افتراضية مع قادة مجموعة I2-U2 التي تضم الهند و «إسرائيل» والإمارات والولايات المتحدة خلال زيارته إلى الشرق الأوسط. بالإضافة إلى زيارته إلى المملكة العربية السعودية لأول مرة في خطوة لاقت جدلا كبيرا ، حيث سيلتقي بايدن مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رغم أن أجهزة الاستخبارات في واشنطن اتّهمت الأخير بإصدار أمر قتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول مع الغموض الذي شاب الحادثة الشنيعة.

من جانبها قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أمس الأربعاء، إن ‘’سلطات الاحتلال تستبق الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة بمزيد من عمليات الإعدام الميداني، وتصعيد عدوانها الشامل ضد أبناء الشعب الفلسطيني، بتوجيهات وتعليمات المستوى السياسي الإسرائيلي التي تبيح لجنود الاحتلال إعدام الفلسطيني دون أي مبرر أو سبب’’.

وحملّت الوزارة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة وغيرها، مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بتحمل مسؤولياتها في ملاحقة ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، والإسراع بتحقيقاتها في جرائم الاحتلال ومستوطنيه وإصدار مذكرات توقيف بحق الجناة والقتلة والمخربين.

خدمة المصالح الأمريكية
من جهته قال الكاتب الفلسطيني نهاد أبو غوش لـ «المغرب» أنّ معظم التقديرات تذهب إلى أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط، وبالتحديد لـ «إسرائيل» والأراضي الفلسطينية المحتلة والمملكة العربية السعودية، تهدف بالأساس إلى خدمة المصالح الأمريكية في المنطقة، وترميم العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة عقب ما أصاب هذه العلاقات من شروخ في إثر الحرب في أوكرانيا والعقوبات التي فرضها الغرب على روسيا، والتوترات المتصاعدة مع الصين بسبب تايوان.
وتابع محدثنا «بحكم العلاقات الخاصة والمتميزة التي تربط الولايات المتحدة بإسرائيل، من المتوقع أن يسعى بايدن لتجديد التزام بلاده بأمن «إسرائيل»، وتعزيز مكانتها في المنطقة، وتشجيع قيام حلف دفاعي إقليمي مرتبط بالولايات المتحدة، وبمشاركة «إسرائيل» وعدد من الدول العربية. وقال الكاتب الفلسطيني ‘’أما بشأن فرص استئناف جهود التسوية بين «إسرائيل» والفلسطينيين فتبدو ضئيلة جدا ليس بسبب التطورات السياسية في إسرائيل وانفراط عقد «حكومة التغيير»، بل لأن القضية برمتها لم تحظ بأي أهمية لدى هذه الإدارة الديمقراطية التي لم تنفذ خلال عام ونصف العام معظم وعودها التي قطعتها خلال الانتخابات، وأقصى ما يمكن أن تقدمه للفلسطينيين ولمسيرة التسوية، هو معاودة التأكيد على التزامها بحل الدولتين من دون أي التزامات عملية’’.

آمال متواضعة من الزيارة
وعن آمال الفلسطينيين من الزيارة أكد أبو غوش أن « آمال الفلسطينيين تبدو متواضعة من زيارة الرئيس بايدن، على الرغم من شمول الزيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث من المقرر زيارة الرئيس بايدن مستشفى أوغستا فيكتوريا (المطّلع) في القدس الشرقية، إلى جانب زيارة مدينة بيت لحم ولقائه فيها الرئيس محمود عباس، الذي علّق على الزيارة بتصريح دبلوماسي أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) في 21/6/2022 وقال فيه «نتطلع لأن تكون الزيارة محطة لتعزيز العلاقات الثنائية وأن تسهم في تهيئة الأجواء لخلق أفق سياسي يحقق السلام العادل والشامل القائم على حل الدولتين وحدود العام 1967».

وتابع محدثنا ‘’إدارة الرئيس بايدن تراجعت عن معظم الوعود التي قطعتها خلال الحملة الانتخابية، ومن بينها إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، وبررت ذلك بالحرص على منح حكومة بينيت- لبيد فرصة للثبات وتحاشي إحراجها، كما أنها امتنعت عن فتح مكتب التمثيل الفلسطيني في واشنطن بحجة وجود عوائق قانونية، وفي المقابل استأنفت واشنطن تقديم جزء من مساعداتها المالية للفلسطينيين بعدما قطعها الرئيس السابق ترامب’’.
وأضاف ‘’كما يغيب الفلسطينيون عن اللقاء الإقليمي ذي الطابع الأمني الذي سيعقده بايدن مع الزعماء العرب في جدة، ومع أن إسرائيل ليست طرفا في هذا اللقاء إلا أنها كانت قد استبقت الموقف وعارضت بشدة أي مشاركة فلسطينية في الصيغة الأولية لهذا اللقاء التي طرحها بايدن في البداية بلقاء «سياسي» يضم زعماء المنطقة، وذلك امتدادا لموقف رئيس الحكومة المنتهية ولايته بينيت برفض أي لقاء مع الرئيس عباس، واقتصار لقاءات وزرائه مع المسؤولين الفلسطينيين على بحث القضايا الأمنية والاقتصادية دون السياسية.’’

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115