سواء لتدريبهم أو لاستغلالهم كدروع بشريّة. في الآونة الأخيرة ونتيجة المتغيرات المتسارعة التي عاشت على وقعها دول عدة ،تم تسجيل ارتفاع في عدد الأطفال المستغلين أطلقت إثرها المنظمات الدولية التي تعنى بالطفولة وبحقوق الإنسان ،صرخة فزع واستهجان من صمت المجتمع الدولي إزاء تفشي هذه الظاهرة .
آخر التّقارير المُندّدة صدرت أمس عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جاء فيها أن ما لا يقل عن 20 ألف طفل ما زالوا محاصرين داخل الفلوجة ويواجهون خطر التجنيد القسري والانفصال عن أسرهم . وصدرت في الغرض تقارير أخرى سواء عن ضحايا التّجنيد القسري من الأطفال في دول من الشرق الأوسط مثل سوريا، العراق، اليمن، أو دول افريقية أيضا على غرار مالي نيجيريا التشاد وغيرها مثل السودان، سيراليون ،الكامرون وأيضا في أفغانستان وباكستان وغيرها من الدول . كما تحذّر المنظمات الدولية من إمكانية وصول هذه الظاهرة الى ليبيا بعد انتشار تنظيم «داعش» الارهابي وبروز ظاهرة تهريب البشر والهجرة غير الشرعية والتي يكون فيها الأطفال الضحية الأبرز .
الظاهرة وخفاياها
وقالت المنظمة أيضا إن الصراع الدائر في سوريا منذ اكثر من 5 سنوات فاقم المعاناة الإنسانية للمدنيين سواء الظروف المعيشية او الصحية فقد أوجد 2.4 مليون طفل لاجئ وتسبّب في مقتل الكثيرين، كما أدى إلى تجنيد أطفال للقتال لا تزيد أعمار بعضهم عن سبع سنوات. وأوضحت المنظمة أن من اخطر مايحدث اليوم في مناطق الحروب والنزاع اتجاه أطراف الصراع نحو تشجيع الأطفال على الانضمام الى الحرب مقابل هدايا وأجور شهرية مغرية. الظاهرة تخفي وراءها أسبابا مباشرة وأخرى غير مباشرة وتحيلنا إلى تداعيات بعضها على المدى القريب والآخر على المدى البعيد ولفهم الظاهرة وإرهاصاتها وجب أولا إلقاء الضوء على الأسباب الأساسية لتجنيد الأطفال في الصراعات المسلحة واستغلالهم لخدمة أطراف معينة إذ تتعدد أساليب وطرق التجنيد وتختلف من التجنيد الطوعي إلى التجنيد القسري.
ويرى مراقبون انّ التجنيد القسري يختلف عن التجنيد الذي تتبعه التنظيمات المتطرفة عبر اعتماد وسائل .....