جولة رئيس الوزراء العراقي الخارجية: ومساعي تقريب العلاقات بين الرياض وطهران

حملت زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الى طهران والى الرياض في طياتها بوادر لتهدئة في الملفات الإقليمية الحساسة

في المنطقة مثل الملف اليمني وغيره . فقد كان من أهم عناوين هذه الجولة هو محاولة التقريب بين الرياض وطهران في اطار التحولات الدائرة إقليميا وعالميا. و قد ترأس مصطفى الكاظمي الحكومة الانتقالية مند ماي 2020 وقد تولى هذا المنصب في خضم حركة الاحتجاجات التي عمت الشارع العراقي وغداة استقالة حكومة عادل عبد المهدي.
وتأتي هذه الجولة في اطار الجهود العراقية للدفع باتجاه التهدئة وذلك في اطار الوساطة العراقية التي بدأها العراق منذ سنة 2021 لإعادة تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران. وعُقدت خمس جولات من المحادثات بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين بوساطة عراقية بعد ان تكللت جهود الحكومة العراقية وأطراف إقليمية أخرى، منها سلطنة عُمان، بجمع الطرفين على طاولة واحدة. وكانت الجولة الرابعة من المحادثات قد عقدت أواخر سبتمبر الماضي.
تهدئة قريبة؟
وأعلنت وكالة الأنباء العراقية أن «جولة الكاظمي إلى السعودية وإيران تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين البلدين، في إطار مشاورات الوساطة التي جرت في العاصمة العراقية بغداد». وفي مؤتمر صحفي مشترك، بين الجانبين قال رئيسي، «لدينا أكثر العلاقات بين دول الجوار مع العراق، وهي علاقات ليست عادية أو تقليدية، بل علاقات عميقة جدا».
وأضاف أن «إيران والعراق عازمان على تعزيز الأواصر بين دول المنطقة، ونعتقد أن الحوار بين قادة الدول الإقليمية من شأنه أن يحل المشاكل الراهنة، مع تأكيدنا على أن التدخل الأجنبي لا يحل مشاكلنا، بل يزيد الأمور تعقيدا». وتابع رئيسي: «أكدنا خلال الاجتماع على ضرورة انطلاق حوار بين دول المنطقة لتسوية مشاكلها، كما أكدنا على ضرورة استمرار الهدنة في اليمن، وضرورة وجود حوار يمني يمني لإنهاء الأزمة».
اما في ما يتعلق بزيارته للسعودية فقد ذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، أن الجانبين بحثا العلاقات الثنائية، وأهمية تطويرها بما يحقق مصالح شعبي البلدين.
وحضر جلسة المباحثات، رئيس الاستخبارات السعودية خالد بن علي الحميدان، الذي سبق أن قاد مفاوضات بلاده مع الجانب الإيراني في عدة جولات لإعادة تطبيع العلاقات بوساطة عراقية.
ولعل النقطة الأهم تلك التي تتعلق بإمكانية إعادة فتح سفارتي البلدين في طهران والرياض . حيث اكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن بلاده «تؤيد جهود العراق في «تعزيز حسن الجوار ودوره البناء في المعادلة الإقليمية والحوار بين إيران والسعودية».
وفي ختام هذه الجولة من المحادثات ، قال الكاظمي إنه مقتنع بأن «التفاهم بات قريبا» بين الرياض وطهران.
كما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، التقارير الإعلامية حول عقد الجولة الخامسة من المحادثات، قائلا إن «المحادثات كانت إيجابية».
سياسة دبلوماسية جديدة
هناك مؤشرات عديدة لسياسة جديدة تتبناها المملكة السعودية خارجيا وتهدف الى حلحلة عديدة الخلافات . فخلال مارس الماضي أطلق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تصريحات دافع خلالها عن سياسة «التعايش» مع إيران، ولقي تصريحه ترحيبا من وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي رأى فيه «استعدادا» من الرياض لإعادة العلاقات مع بلاده.
وجاءت زيارة ولي العهد السعودي الى تركيا في اطار صفحة جديدة من العلاقات تقوم على حل الخلافات المتصاعدة منذ فترة . ويرى عديد المحللين ان زيارة الكاظمي إلى السعودية وإيران هي في اطار التحضيرات للقمة العربية الأمريكية المرتقبة في جدة منتصف جويلية المقبل ، ودعا إليها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز تضم الدول الخليجية الست وكل من مصر والأردن والعراق والولايات المتحدة الأمريكية.
دور عراقي
رغم الدور الذي يحاول لعبه العراق خارجيا عبر محاولات الوساطة بين ايران وطهران اما في الداخل فيزداد المشهد تعقيدا بعد استقالة الكتلة الصدرية من البرلمان . في هذا السياق يعتبر المحلل السياسي العراقي قاسم آل جابر لـ«المغرب» ان الوضع في العراق بعد انسحاب الصدريين لم يتغير باعتبار ان الصدريين لما قدموا استقالتهم كان البرلمان في عطلة تشريعية مدتها شهر لذلك فان الاطار التنسيقي للجهة الشيعية الأخرى المناوئة للصدر أيضا أعلنت عن انها تمنح الصدر شهرا كامل لمراجعة قراره والعجول عنه والعودة للبرلمان وتشكيل الحكومة . وأشار الى ان وضع الشارع مرتبك بسبب نقص الخدمات والكهرباء والماء وحالة الجفاف التي مر بها العراق وهي مشاكل لا تعد ولا تحصى وصعب حلها.»
وقال ان العراق اليوم أمام خيارين ، فإما عدول الصدر وعودته للبرلمان وتشكيل حكومة توافقية، او العودة لانتخابات مبكرة وهذا الأمر سيدخل بلاد الرافدين في دوامة . واكد محدثنا ان أزمة الحكومة مستمرة ولن تنته لان العراق الأن اصبح بيد الأحزاب المتعددة الشيعية والسنية والكردية وكل منها مختلفة فيما بينها .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115