وساطة أمريكية لحل النزاع بين لبنان و«إسرائيل» حول ترسيم الحدود البحرية

يشتد النزاع المتزايد بين الحكومة اللبنانية وسلطات الاحتلال حول ملف شائك عالق منذ سنوات بخصوص ترسيم الحدود، ويثير المخاوف من صدام مرتقب بين الطرفين ،

وذلك بسبب انسداد أفق المشاورات وقد طالب لبنان بوساطة أمريكية لحل هذا النزاع طويل الأمد في وقت تشهد فيه المنطقة وضعا متفجرا سياسيا واقتصاديا.
وزادت حدة الخلافات مؤخرا بعد تعمد سلطات الإحتلال إرسال سفينة تعتزم بدء إنتاج الغاز لصالحها في المنطقة البحرية المتنازع عليها بين البلدين.
وقد دعا لبنان إلى وساطة أمريكية لاستكمال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع إسرائيل والعمل على إنهائها في أسرع وقت ممكن، واصفا أي تنقيب تقوم به تل أبيب في المنطقة المتنازع عليها بـ«الـعدواني».
وفي سياق الوساطة التي طالبت بها حكومة لبنان قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة سترسل مبعوثا إلى لبنان الأسبوع المقبل لمناقشة أزمة الطاقة في البلاد وتأكيد أمل واشنطن في أن تتمكن بيروت و«إسرائيل» من التوصل إلى قرار بشأن ترسيم حدودهما البحرية.
وأضافت وزارة الخارجية في بيان إن عاموس هوشستين كبير مستشاري وزارة الخارجية لأمن الطاقة سيزور لبنان يومي 13 و14 جوان . وتأتي المحادثات التي تستمر منذ سنتين هذه المرة برعاية واشنطن بعد فشل الطرفين في التوصل الى اتفاق يستجيب لمطالبهما . وقال البيان إن «الادارة الأمريكية ترحب بالروح التشاورية والصريحة للطرفين للتوصل الى قرار نهائي من شأنه أن يؤدي الى قدر أكبر من الاستقرار والأمن والازدهار لكل من لبنان وإسرائيل والمنطقة».
تجاذبات داخلية
ويتزامن هذا الخلاف حول الحدود مع الأزمة السياسية والإجتماعية والإقتصادية الحادة التي يمر بها بلد الأرز منذ عقود والتي زادتها المحاولات الصعبة لتشكيل الحكومة تعقيدا وضبابية . ولعل انطلاق المباحثات بين لبنان و«اسرائيل» حول ترسيم الحدود البحرية كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وزادت من حدة الإضطرابات في الشارع السياسي اللبناني خاصة وأن ذلك يتزامن مع تأزم المشهد وسط مخاوف من فراغ سياسي على مستوى رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية.
وجاء موضوع ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان و«إسرائيل» ليثير مجددا ردود أفعال محلية وخارجية متباينة بين من اعتبر الخطوة متوقعة، فيما كان موقف حزب الله المدعوم من إيران التأكيد مرارا وتكرارا على أن المفاوضات التي بدأت لا تعني بالضرورة نوعا من المصالحة أو التطبيع بين البلدين .
ركود سياسي
هذا ويعاني لبنان منذ عقود من حالة من الركود السياسي والإقتصادي رغم تعاقب الحكومات عليه ، وزادت من ذلك حدة الفراغ الذي تعانيه مؤسسات الدولة منذ حادثة الانفجار المريع الذي هز مرفأ العاصمة بيروت وماخلفه من خسائر مادية ومعنوية كارثية تلاها إسقاط الحكومة وتكليف مصطفى أديب بتشكيل حكومة جديدة قبل أن يستقيل الأخير وتعود البلاد من جديد إلى مرحلة البحث عن حكومة ناجعة وناجحة قادرة على إدارة المرحلة الحساسة التي يعيشها لبنان تلاها تعيين نجيب ميقاتي مكلفا بتشكيل حكومة جديدة .ورغم النجاح في إجراء انتخابات برلمانية قبل فترة قصيرة كانت نتائجها مزلزلة بعد تراجع تمثيلية حزب الله بشكل ملحوظ ،يعيش لبنان تجاذبات حادة على علاقة بتشكيل الحكومة واختيار رئيس للحكومة.
ويعيش الشارع السياسي اللبناني حراكا غير مسبوق وسعيا حثيثا لتشكيل حكومة جديدة ، فإلى جانب الوضع المالي الصعب ومخلفات انفجار مرفأ بيروت المروع يواجه لبنان توتر شعبيا رافقته احتجاجات اجتماعية غاضبة زادت من تفجر المشهد الداخلي وسط اتهامات من الشارع الغاضب للطبقة السياسية بالفساد والمحسوبية، وسط مطالب بضرورة إرساء حكومة تلبي احتياجات الشعب دون خلفيات طائفية أو دينية وهو ما يعتبر صعبا في ظل طبيعة التعدد السياسي الغالب في لبنان من مختلف الطوائف والديانات وفي ظل واقع إقليمي تحكمه الاستقطابات السياسية الحادة مما يجعل بقاء لبنان محايدا أمرا صعب الحدوث.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115