الأمم المتحدة تحذر : الصراع والإرهاب في ليبيا يقوّضان جهود السلام

أكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بأنّ النزاع والإرهاب في ليبيا أديا إلى تقويض عملية و جهود السلام لبلوغ الحل السلمي..

وقال غوتيريش خلال اجتماع لجنة الأمم المتحدة لتنسيق الاتفاق العالمي لمكافحة الإرهاب أنّ الجماعات الإرهابية تستغل النزاعات وهشاشة الدولة ، مضيفا ان الارهاب في الدول المتضررة مثل ليبيا والكونغو والصومال أدى إلى تقويض جهود السلام وإعاقة التنمية وتصعيد العنف.
إلى ذلك يشهد الراهن الليبي حالة من الجمود داخليا وغموض خارجي بعد انتهاء» صلاحية» خارطة الطريق الأممية التي جاءت بحكومة الوحدة الوطنية والمجلس الرئاسي وفشلت في إجراء الانتخابات نهاية العام الماضي و بلوغ قاعدة دستورية للانتخابات..جمود يطبع المشهد المحلي ومأزق سياسي تمثل في رفض رئيس حكومة الوحدة الوطنية تسليم الأعمال مشترطا ليقوم بالتسليم السلمي للمهام بوجود حكومة منتخبة بينما يصر رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب منذ مطلع شهر مارس الفارط على رضوخ جميع المؤسسات السيادية لسلطة حكومته بما في ذلك مصرف ليبيا المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط الرافضتين الى حد الآن الإذعان لحكومة باشاغا.
معلوم أنّ الموقف الدولي من التطورات السياسية وصراع الحكومتين على الشرعية بقي لحد اللحظة غامضا وهو غير داعم لأي طرف،ويرى متابعون بأنّ الأمم المتحدة والدول المؤثرة أرادت منح فرصة لمستشارة الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني وليامز عسى أن تنجح في انتزاع توافق بين مجلس النواب ومجلس الدولة في التوافق على قاعدة دستورية للانتخابات عبر جولات من المشاورات والمفاوضات بالعاصمة المصرية القاهرة لكن لا مؤشرات على نجاح مفاوضات المسار الدستوري.
تطورات ميدانية
ميدانيا يبدو أنّ الرياح لا تسير وفق ما تطمح إليه الأمم المتحدة الوضع الأمني في طرابلس و الغرب الليبي عموما أقل ما يمكن وصفه به أنه متوتر وثمة احتقان متزايد من خلال إقالة الدبيبة لرئيس المخابرات اللواء أسامة جويلي الرجل القوي غرب ليبيا وبقائه آمرا عسكريا للمنطقة الغربية. كذلك إقالة مصطفى قدور وهو مسؤول بجهاز المخابرات إضافة إلى ذلك سجلت طرابلس والزاوية عدة مواجهات مسلحة سقط فيها ضحايا.
كل هذه التطوّرات أوجدت حالة من التخوّف في الخارج من القادم وإمكانيّة انزلاق ليبيا إلى صراع مسلح على نطاق واسع لذلك تتالت الدعوات للقوى الليبية الموجودة على الأرض حكومة الدبيبة كما وجهت حكومة باشاغا والمجلس الرئاسي ومجلسي النواب والدولة دعوات للحفاظ على الهدوء والاستقرار خلال اجتماع ضم خمس دول بتونس بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وايطاليا وتركيا..
الكل يخشى تطوّر الوضع نحو الأسوإ لذلك طالبوا بتفعيل المسار العسكري بأسرع وقت ممكن، وعودة اللجنة العسكرية للاجتماع مكتملة أي بمشاركة وفد القيادة العامة الذي سبق وأن قام بتعليق مشاركته في أعمال اللجنة العسكرية المشتركة بسبب معلن وهو حجب مالية حكومة الدبيبة لرواتب العسكريين التابعين للقيادة العامة للجيش و من ثمة تطورت مطالب وفد القيادة العامة بطلب غلق موانئ النفط و حقول النفط وهو ما تم تنفيذه لاحقا. ويجمع أغلب المراقبين المحليين على أنّ ستيفاني ويليامز أمام اختبار حقيقي لانجاز انفراج في الأزمة الليبية، وربما فرصتها في البقاء كمستشارة للامين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا مرتبطة بنجاح مفاوضات المسار الدستوري في جولتها الثالثة والأخيرة بالعاصمة المصرية القاهرة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115