الحرب الروسية ... وسلاح الأمن الغذائي

منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا منذ قرابة أربعة اشهر ، دق العديد من الخبراء ناقوس الخطر من تبعات إطالة أمد الحرب في هذين البلدين اللذين يمثلان

قوة اقتصادية وزراعية كبرى وهما مصدّران أساسيان للقمح للعالم. وقد تبين بالكاشف ان العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية على موسكو كانت سلاحا ذا حدين، فروسيا ايضا تمتلك كل أدوات القوة من أجل فرض شكل غير مباشر من العقوبات والحصار على خصومها .
وقد أطلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحذيرا امس الى أن ملايين الأشخاص حول العالم قد يتضورون جوعا إذا لم تسمح روسيا لأوكرانيا بتصدير الحبوب الغذائية من موانئها وذلك بسبب حصار القوات الروسية للبحر الأسود. واوضح أنه اذا لم يتم تصدير القمح والذرة والزيوت النباتية وغيرها من المنتجات التي لعبت دورا في الاستقرار بالسوق العالمية، سيجعل ذلك عشرات البلدان تواجه نقصا في الغذاء، وقد يموت الملايين من الجوع إذا استمر حصار روسيا للبحر الأسود».
كما حذرت الأمم المتحدة من جهتها على لسان أمينها العام أنطونيو غوتيريش من ان أن تداعيات الأوضاع في أوكرانيا على العالم تزداد سوءا. وأكدت أن تأثير الحرب على الأمن الغذائي والطاقة والتمويل شامل وخطير ومتسارع، حيث أن الحرب تهدد بإطلاق موجة غير مسبوقة من الجوع والبؤس مخلفة فوضى اجتماعية واقتصادية.

ويبدو ان روسيا تريد ان تقايض سلاح الأمن الطاقي والغذائي الذي تمتلك مفاتيحه بسلاح التسلح الأوروبي لأوكرانيا وتريد ان تضغط من اجل ايقاف كل امدادات التسليح. وقد صرح مسؤول روسي مؤخرا بان الأوروبيين لا يفهمون أنهم يلعبون بالنار لأن هذه الأسلحة قد تُستخدم لتحقيق أهداف إرهابية.
وتبدو عديد الدول الاوروبية التي ترتبط اقتصادياتها بموسكو بين المطرقة والسندان على غرار برلين التي تدهورت علاقتها بشكل غير مسبوق مع موسكو منذ الحرب الاوكرانية ورغم ذلك فان السفير الألماني لدى موسكو جيزا أندرياس اكد أن الدولتين ستبقيان جارتين .
لكل حرب ثمن وكل ما يخشاه المهتمون والمراقبون ان يدفع العالم برمته ثمن الحرب الروسية على أوكرانيا وان يعيش أسوأ ازماته الاقتصادية والغذائية والتي ستمسّ مباشرة الدول الأكثر هشاشة وفقرا .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115