«ورقة النفط» تعجّل بزيارة بايدن إلى السعوديّة: خطوة قد تُذيب جليد الخلافات بين واشنطن والرياض

• «زيارة تُعيد محمد بن سلمان إلى الواجهة بعد سنوات من قضية خاشقجي»

من المتوقع أن يؤدي الرئيس الأمريكي جو بايدن أول زيارة له إلى المملكة العربية السعودية في قادم الأيام وذلك في خطوة قد تذيب جليد العلاقات الفاترة منذ مدة بين واشنطن والرياض لعدة أسباب داخلية وخارجية. ويرى مراقبون أن الأسباب الكامنة وراء هذه الزيارة المرتقبة تتراوح بين السياسي والاقتصادي والعسكري. ووفق تقارير رسمية أمريكية يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تنسيق زيارة إلى الرياض في محاولة لتقريب وجهات النظر بين البلدين وذلك في وقت تعاني فيه العلاقات بين موسكو والرياض من حالة من الجفاء والفتور .
وتأتي القمة المرتقبة بعد أن زار اثنان من كبار المسؤولين الأمريكيين وهما بريت ماكجورك، كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط، ومبعوث وزارة الخارجية لشؤون الطاقة إموس هوكستين، السعودية. ورغم نفي البيت الأبيض أن المسؤولين قد ناقشا زيادة صادرات النفط السعودية ، يؤكد مراقبون أن الإدارة الأمريكية تسعى جاهدة لضمان دعم سعودي في مواجهة الضبابية التي تعاني منها أسواق الطاقة العالمية.

التغير في الموقف الأمريكي تجاه الرياض بدأ قبل أيام منذ صدور تهنئة للعاهل السعودية من إدارة البيت الأبيض بخصوص ما اعتبرته ‘’دورا هاما’’ في اتفاق الهدنة الذي تمّ التوافق حوله بين فرقاء الصراع اليمني ، وذلك بعد أن كان الملف اليمني محل خلاف بين واشنطن والرياض مؤخرا بعد رفع أمريكا لجماعة الحوثي من قائمة الإرهاب . وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير للصحفيين إن العاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد يستحقان الثناء على دورهما في تمديد الهدنة الذي تم الإعلان عنه في وقت سابق أمس الأول .وأضافت أن «الهدنة لم تكن ممكنة دون انتهاج الدبلوماسية التعاونية من (أطراف) بالمنطقة. نقر بشكل خاص بقيادة الملك سلمان وولي عهد المملكة العربية السعودية في المساعدة على تعزيز الهدنة››.

تقارب مرتقب ؟
هذا التقارب الواضح يأتي بعد جفاء طويل ظهر جليا في عدة ملفات لعلّ أهمها الحرب الروسية الأوكرانية وما تبعها من تأثيرات سلبية على أسواق النفط والطاقة العالميين باعتبار أن الغرب يرى السعودية كبديل رئيسي عن النفط الروسي في وقت يشهد فيه العالم أزمة غذاء وطاقة .
ووفق مراقبين لم يكن الموقف السعودي متجاوبا مع الموقف الأمريكي في هذا السياق مما عجل بالزيارة المرتقبة، وهي الأولى التي سيؤديها الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الرياض بهدف تعزيز العلاقات مع السعودية في إطار مساعي البيت الأبيض لإيجاد سبل لخفض أسعار البنزين المرتفعة في الولايات المتحدة وباقي دول العالم كذلك محاولات فسخ اتفاق السعودية النفطي مع موسكو. . ووفق مراقبين ّ فان المملكة العربية السعودية عامة وولي العهد السعودي محمد بن سلمان خاصة يحاولان استغلال ورقة النفط في هذا التوقيت الحرج الذي يمرّ به العالم للعودة إلى المشهد الدولي والأمريكي وذلك بعد سنوات من الجفاء على علاقة بملف مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده باسطنبول والتي اتهم فيها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان .

ويرى متابعون أنّ هذه الزيارة المرتقبة تعني ‘’اعترافا’’ من بايدن بأن ولي العهد هو ‘’الحاكم الحقيقي للمملكة وبأن له دور كبير في حرب اليمن ‘’ رغم أنه لطالما واجه انتقادات كبرى لفشله فيها .وشهدت العلاقات بين البلدين منعرجا خطيرا عندما أصدر بايدن تقريرا أمريكيا يضع الأمير محمد بن سلمان في سياق المتهمين بمقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2018، علاوة على إنهاء دعم الولايات المتحدة الأمريكية لعمليات التحالف العربي بقيادة الرياض في اليمن.
وفي خضم هذه الأزمات المتتالية يرى متابعون أن الجانبين الأمريكي والسعودي يحاولان استغلال ورقة النفط للضغط وكسب نقاط قوة تُخرج روسيا من خانة التفوق في ملف النفط والطاقة الدوليين وأيضا تعيد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى المشهد الدولي بعد تراجع مكانته بسبب قضية الصحفي جمال خاشقجي.

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115