من بينها جريمة قتل الصحفية شيرين أبو عاقلة: 148 انتهاكا إسرائيليا بحق إعلاميين فلسطينيين في ماي دون محاكمة

تواصل إسرائيل اعتداءاتها على الصحفيين الفلسطينيين وآخرها جريمة قتل الصحفية والأسيرة المحررة غفران وراسنة . وقد طالبت الحكومة الفلسطينية المجتمع

الدولي بتفعيل القرارات الدولية القاضية بمُقاطعة دولة الاحتلال ومعاقبة الجناة. وفي السياق نفسه ذكرت «لجنة دعم الصحفيين» أن الشهر الماضي، «شهد تصاعدا في اعتداءات الاحتلال والمستوطنين، ضد الطواقم الإعلاميّة خلال تغطيتها اقتحامات الاحتلال للمدن الفلسطينية، في محاولة لمنع توثيق الصورة الحية لما يرتكبه الاحتلال من اعتداءات بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته».
ووثّقت اللجنة، مقتل «الصحفية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة القطرية، في 11 ماي الماضي، برصاص مُتفجّر أصاب رأسها، خلال تغطية اقتحام الاحتلال لجنين، بالضفة الغربية».
وسجّلت اللجنة، وفق البيان، أكثر من 54 إصابة للصحفيين والإعلاميين العاملين بالمؤسسات الدولية والعربية والمحلية، أبرزهم، علي السمودي؛ الذي أصيب برصاص حيّ في الظهر، حينما كان يرافق أبو عاقلة قبل مقتلها.
جرائم متواصلة
وقد اعتبر الصحفي والكاتب الفلسطيني نهاد أبو غوش مدير مركز مسار للدراسات لـ» المغرب «انه خلال الأعوام الماضية استشهد أكثر من 300 مدني فلسطيني اعداما ، إضافة الى الشهداء الذين سقطوا على قطاع غزة خلال الحروب الماضية. ويعتبر محدثنا ان كل هذه الجرائم تمت دون ان تحاكم عليها إسرائيل ونفذها قاتل واحد هو الاحتلال. واكد ان الضباط يحظون بدعم من قبل جهازهم القضائي وقادتهم العسكريين الذي يشجعونهم على تنفيذ عمليات القتل وهم واثقون بانه لا أحد سيعاقب أي جندي صهيوني . وهذا بحسب محدثنا -خلق ثقافة صهيونية مشبعة بالعنصرية ومستعدة لاطلاق النار على كل فلسطين لمجرد الاشتباه. وأضاف: «قضية شيرين أبو عاقلة لخصت كل هذا وحتى في استشهادها خدمت القضية الفلسطينية لانها ضبطت هذا المجرم متلبسا بالجرم المشهود وتوفر لدينا عناصر لرفع قضية مدعومة بالأدلة الدامغة سواء من قبل خبراء السلاح والصوت او الشهود الموثوقين واحداثيات المكان. وكلها تؤكد ضلوع إسرائيل المباشر في القتل العمد وهذا الملف يمكن ان يحال الى الجنائية الدولية».
أما عن مسيرة الاعلام الإسرائيلية الأخيرة والاعتداء على حرمات المسجد الأقصى فيجيب محدثنا :«فلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص تعيش ظرفا بالغ الدقة والحساسية والوضع مشحون أشبه ببرميل بارود وتكفي شرارة صغيرة لإشعاله». وأضاف :«وكما شاهدنا كانت تجري مواجهات شبه يومية في القدس وفي مختلف الأماكن وخلال الاسابيع الماضية بعد استشهاد شيرين ابو عاقلة، استشهد خمسة أطفال كلهم اعدموا بدم بارد وقتلوا خارج نطاق القانون». ويضيف: «وبالإضافة الى استمرار عمليات المد الاستيطاني والاعتقالات العشوائية في القدس، هناك معركة ذات طبيعة خاصة هي محاولة سلطات الاحتلال فرض سيادتها الكاملة على هذه المدينة المحتلة وفرض الطابع اليهودي على مدينة عرفت عبر تاريخها الطويل انها مدينة التعدد ومدينة كل الأديان. ولكن سلطات الاحتلال تحاول ان تفرض الطابع اليهودي عليها وهي شعرت انها خسرت صورة يهودية القدس خلال الأسابيع التي تخللها تشييع جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة». وتابع محدثنا «الفلسطينيون أثبتوا ان القدس مدينة محتلة ولكن إسرائيل عملت بكل ما اوتيت من قوة وبطش وتجهيزات ونشرت 5000 جندي إسرائيلي في المدينة لكي تظهر انها مدينة اسرائيلية وانها عاصمة ابدية لدولة اسرائيل». واعتبر محدثنا ان هذا تحقق بشكل ظاهري من خلال القوة وقنابل الغاز ولكن الشعب الفلطسيني في القدس اظهر نماذج وطنية وتصدى بشجاعة منقطعة النظير لهذه الاستفزازات».
ملف الانقسام
اما عن الانقسام الذي أوهن الجسد الفلسطيني فيجيب محدثنا :«بشكل عام نحن لا ننكر ان هناك ثغرات في الموقف الفلسطيني وابرزها ان هذه المواجهة تركت فقط للمقدسيين لكي يواجهوا هذه الدولة المدججة بأسلحتها بينما هناك فجوة بين الأداء الميداني للكفاح والشعب على الأرض وبين الأداء السياسي الذي يكتسي بطابع من التلكؤ والعجز. ولكن في نهاية المطاف هذه كلها مظاهر من مظاهر الانقسام حيث ان لكل فصيل او كل جهة سياسية أجنداتها وخطتها وهناك انفصام بين غزة والضفة».
واكد محدثنا ان المعركة مستمرة وعنوانها محاولة إسرائيل ان تفرض الحل النهائي على الأرض من خلال قوة السلاح والاستفراد بالفلسطينيين وليس من خلال اية عملية تفاوضية يمكن ان تجري في السنوات القادمة». وقال ان إسرائيل اغراتها الحالة التي تسود العالم من حيث الصمت على ما يجري في فلسطين وتفكك العالم العربي وانخراط بعض أنظمته في مسلسل التطبيع وانشغال العالم بقضاياه الخاصة مثل كوفيد 19 ومشكلة روسيا وأوكرانيا واسرائيل وجدت انها فرصة ذهبية لتضيف ما تشاء من شروط الحل النهائي». وأوضح أبو غوش ان هذه الحكومة الاسرائيلية الحالية هي حكومة هشة تتصرف وكأنها على اعتاب انتخابات عامة وانظار قادتها تتوجه نحو صندوق الاقتراع. وفي هذا الجو تروج المزايدة بين الأحزاب الصهيونية وكل طرف يحاول ان يظهر انه اكثر حرصا على يهودية القدس ويهودية الدولة وانه اكثر تشددا وبطشا في مواجهة الفلسطينيين لا سيما ان الشارع الصهيوني هو يميني متطرف وأكثر تطرفا من حكومته واكثر ميلا لممارسة العنف ضد الفلسطينيين» .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115