25 ماي .. العالم يحتفل بيوم أفريقيا: ثروات وإمكانيات القارة السمراء محط أنظار العالـم

يحتفل العالم في 25 ماي من كل عام بـ«يوم افريقيا» وسط كل التحديات التي تعانيها القارة السمراء من أزمات داخلية ومطامع خارجية، وفي وقت يعيش فيه العالم حروب زعامة

سياسية وإقتصادية متسارعة وواقعا مُتغيرا مرتبطا بملفات إقليمية وأخرى دولية حارقة . إلاّ أن العالم يُجمع اليوم على أنّ قارة إفريقيا ورغم تأثيرات الحروب الداخلية والتحديات الصعبة التي تواجهها، مازالت غنية بإمكانيات وثروات ضخمة تجعلها محطّ أنظار العالم وفي قلب حرب النفوذ الدائر بين مختلف الدول الرائدة .
وككل عام تحتفل الدول الأفريقية والعالم أيضا، يوم 25 ماي من كل عام بـ»يوم أفريقيا»، وهو احتفال سنوي، يمثل يوم الحرية الأفريقي في ذكرى تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، والتي تعرف الآن باسم الاتحاد الأفريقي.وتمّ اختيار يوم الـ 25 من ماي للاحتفال بيوم أفريقيا لأنه يمثل الذكرى السنوية لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية في 25 ماي 1963، حيث وقعت 32 دولة أفريقية مستقلة في ذلك اليوم الميثاق التأسيسي في أديس أبابا بإثيوبيا، وفي عام 2002، أصبحت منظمة الوحدة الأفريقية تعرف باسم الاتحاد الأفريقي.
وهذا العام تتزامن الإحتفالات مع متغيّرات دراماتيكيّة يعيشها العالم على كافة الأصعدة سياسيا واقتصاديا وعسكريا ، إذ تعاني الدول الإفريقية منذ عقود طويلة من تبعات حقبة استعمارية غربية استمرت سنوات طويلة ، ورغم استقلالها استمرت الدول الغربية في اتخاذ قارة إفريقيا كموطئ قدم لها تحت مسميات مختلفة سواء مكافحة الإرهاب أو بسط الأمن أو المشاركة في عمليّات عسكرية مشتركة لحفظ السلام وأيضا تحت مسمى مساعدة الديمقراطيّات الناشئة على مواكبة النكسات السياسية التي تمر بها أغلب دول إفريقيا. إذ تعاني دول إفريقيا من انقلابات وعدم استقرار سياسي وهو ما اتخذته الدول الغربية كذريعة لبسط نفوذها وتكريس وجودها في القارة السمراء الغنية بالثروات .
وفي هذا الوضع الدولي المتغير وبالرجوع إلى تأثيرات جائحة كورونا الكارثية على اقتصاديات دول العالم ودول إفريقيا أيضا ، تجد القارة السمراء نفسها أيضا أمام أزمات أخرى ذات تأثير مدمر على الاقتصادات الإفريقية وهي تغير المناخ والصراعات التي لم تحل وأزمة الغذاء الحادة، فضلا عن التحديات التي تفرضها الأزمة الروسية الأوكرانية.
مواقف غربية
من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن القارة الإفريقية هي موطن الأمل وينتظرها غد مشرق، مؤكدا أهمية التغلب على التحديات التي تواجه القارة السمراء حتى يمكن الاستفادة من إمكانياتها الكاملة.
جاء ذلك وفقا لما أورده مركز أنباء الأمم المتحدة - في رسالة بعثها الأمين العام للأمم المتحدة أمس الأربعاء، بمناسبة احتفال الاتحاد الإفريقي بميلاد منظمة الوحدة الإفريقية الذي يسمى حالياً (يوم إفريقيا. واعتبر غوتيريش أن القارة الإفريقية هي «موطن الأمل» نظرا لأن عددا كبيرا من الشباب يتواجد في دولها، مشيرا إلى أن القارة تنتظر غدا مشرقا في ظل مبادرات مثل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وعقد الشمول المالي والاقتصادي للمرأة، ومجموعة المقترحات الطموحة التي يتبناها الاتحاد الإفريقي لأجندة 2063 لتغيير قواعد اللعبة.
وأوضح الأمين العام أن هذه الأزمة أدت إلى ارتفاع تكاليف الغذاء والطاقة والأسمدة، وما ترتب على ذلك من عواقب وخيمة على التغذية والأنظمة الغذائية، وصعوبة تعبئة القارة للموارد المالية اللازمة للقيام باستثمارات بشرية.ومع إعلان عام 2022 عام التغذية من قبل الاتحاد الإفريقي، حث الأمين العام للأمم المتحدة، دول العالم على «التعاون معا تضامنا مع جميع الأفارقة لتعزيز الأمن الغذائي وليصبح الغذاء في متناول كل شخص».
من جهته قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن روسيا وإفريقيا ستتمكنان معا من ضمان الأمن في جميع أنحاء العالم.وأضاف بوتين في برقية تهنئة لرؤساء دول وحكومات القارة الإفريقية بمناسبة حلول يوم «إفريقيا»، «لقد أولت بلادنا دائما أهمية خاصة لتنمية العلاقات الودية مع الشركاء الأفارقة، حيث وفرت القمة الروسية - الإفريقية، التي عقدت في سوتشي في عام 2019، ظروفا جيدة لتوسيع التعاون المثمر على المستوى الثنائي وعلى أساس متعدد الأطراف أيضا».
وأعرب الرئيس الروسي بحسب الرئاسة الروسية عن ثقته في «أن بلاده وإفريقيا ستتمكنان بالعمل المشترك من ضمان تطوير وتنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات الواعدة في مختلف المجالات لصالح الدول والشعوب، ولصالح تعزيز الأمن والاستقرار في إفريقيا وحول العالم».
تأثيرات وملفات
ويرى مراقبون أنّ المشهد الحالي في العالم والانقسام الغربي حول الحرب الروسية الأوكرانية فرض على دول العالم البحث عن بدائل عن العملاق الروسي ماجعل القارة السمراء محط أنظار القوى الكبرى نظرا لإمكانياتها الضخمة . ولطالما كانت قارة إفريقيا محلّ خلافات جادة بين الدول الغربية خاصة بين ايطاليا وفرنسا بسبب عدّة ملفات عالقة بين البلدين لعلّ أهمها أزمة الهجرة التي تؤرق القارة الأوروبية عامة وتؤثّر بشكل أكبر على كلّ من فرنسا وايطاليا . وأيضا الأدوار التي تلعبها كل من فرنسا وإيطاليا على ساحة الصراع في ليبيا سواء سياسيا أو اقتصاديا.
إذ أدى اندلاع الأزمة في ليبيا قبل سنوات وما تمخّض عنها من فوضى أمنية وسياسية الى تفجّر أزمة هجرة غير مسبوقة انطلاقا من السواحل الليبية باتجاه القارة العجوز ، وعجزت أوروبا خلال السنوات المنقضية عن إرساء آلية أو إستراتيجية ناجعة ومشتركة لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية بل على العكس فقد فاقمت هذه الظاهرة الخلافات بين الدول الأوروبية خاصة منها ايطاليا وفرنسا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115