الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني عصمت منصور لـ«المغرب»: ذكرى النكبة بكل ألمها لن تنتهي الا بوحدتنا وبرصّ صفوفنا وبإسناد ودعم عمقنا العربي

• قضيتنا بخير والزمن يلعب لصالحنا وعدونا الإسرائيلي
• يتلقى ضربات متتالية وشعبيته في العالم تتراجع

تطرق الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني عصمت منصور في حديثه لـ«المغرب» الى مجمل الأوضاع في فلسطين بعد استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة وتطورات إحالة الملف الى محكمة الجنايات الدولية . وقال انه بالرغم من كل التحديات والانقسامات في المشهد الفلسطيني الا ان الجيل الفلسطيني الجديد يتعامل بانفتاح مع العالم والتكنولوجيا وبثقة بنفسه وبتعصب أقل للحزبية والقضايا التي تؤدي الى الانقسام ، وهذا يجعل إسرائيل تواجه عدوا من نوع مختلف وشعبا «ولاّدا» يتجدد ويجدد همته وايمانه بقضيته ويطوّر أدواته.
• ما الجديد في مساعي احالة ملف اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة الى محكمة الجناية الدولية لكي لا يفلت الاحتلال من جريمته كما في كل مرة؟
قضية شيرين أبو عاقلة ليست قضية منفصلة عن مجمل الانتهاكات الإسرائيلية والجرائم الإسرائيلية التي يجب ان يحاكم عليها مجرمو هذا الكيان أمام محاكم دولية لذلك هذا الملف يفتح ملف كل جرائم الاحتلال والتوجه الفلسطيني هو للذهاب الى الجنائية الدولية ومحاكمة قادة الاحتلال . هذا الملف يتميز انه اصبح عالميا أي ان كل انظار العالم مسلّطة عليه ، الكل شاهد الجريمة الكل رصدها ولا شك بهوية المجرم وهو الاحتلال الصهيوني وقادته الذين يقفون وراء هؤلاء الجنود ويرسلونهم للبطش والقتل والتنكيل في مخيمات ومدن وبلدات الضفة وغزة . لذلك نحن سنُبقي هذه القضية حية كشعب فلسطيني وكإعلاميين وزملاء لها وعلى المستوى الرسمي ايضا . ونريد ان نعد ملفا كاملا لهذه الجريمة يثبت بشكل قاطع هوية مرتكبيها وهذا يساعدنا في ان نشق طريق محاكمة دولية لقادة الاحتلال . وهنا نرى ان محاولة الاحتلال تقزيم الجريمة مرة بالتشكيك بهوية مطلق الرصاصة وانه يمكن ان يكون فلسطينيا ومرة بالادعاء بانه فرد وعن طريق الخطأ وهذا لا يقلل من قيمة الجريمة وبشاعتها والمسؤول عنها هم قادة الاحتلال .
كل هذه الجرائم يجب ان توضع على طاولة القضاء الدولي وان يساق قادة الاحتلال الى الجنائية الدولية . نحن نعرف انه مسار طويل ومعقد وهناك عقبات على غرار النفوذ الإسرائيلي ومحاولات تعطيل التحقيق لكن اصرارنا لا يلين، فهذا الاحتلال مجرم لا يجب ان تكون له حصانة على الجرائم التي يرتكبها .
• في الذكرى الـ 74 للنكبة التي نشهدها هذا الشهر كيف تنظرون للمشهد الفلسطيني الراهن وكيف يمكن اليوم تحقيق الوحدة الفلسطينية والتي ظلت جرحا غائرا في الجسد الفلسطيني ؟؟
تحل علينا ذكرى النكبة وما يزال شعبنا منقسما وهو أكبر مشهد مؤلم يعيشه الشعب الفلسطيني، وهي نكبة أخرى داخلية تؤثر على كل مظاهر احياء النكبة وقدرة شعبنا بفعالية اكبر لمواجهة التهديدات الوجودية التي تعترض قضيته . نحن نواجه نكبة جديدة وحل الدولتين يكاد يتلاشى بسبب الاستيطان وعملية التهويد وتنكّر الاحتلال للعملية السياسية واصراره على الحل الاقتصادي وعلى الحلول التي تقوم على تقديم التسهيلات الحياتية. وأيضا هذا يتم في ظل عملية تهويد القدس وحصاره لغزة وفي ظل اجتياحات لمدن الضفة ومخيماتها. فنحن أمام تحديات كبيرة واعتقد ان ذكرى النكبة بكل الألم التي تنطوي عليه والضياع الذي خلفته لن تنتهي الا بوحدتنا وبرصّ صفوفنا وبإسناد ودعم عمقنا العربي وتوجيه كل قطاعاتنا ضد العدو الغاشم.
• وما أهم التحديات الراهنة والمستقبلية في المشهد الفلسطيني؟
من أهم التحديات كيف نطور أداءنا ضد نظام التطرف ونظام الابارتايد العنصري الذي اقامته إسرائيل على مساحات فلسطين التاريخية ، كما أقرت بذلك مواثيق دولية وقرارات دولية وقراءات وتقارير امنسيتي وغيرها من المنظمات الحقوقية . لذلك أكبر تحد هو الداخلي المتمثل في إعادة احياء منظمة التحرير وبث دماء جديدة وإعادة الحياة الديمقراطية للفلسطينيين وانهاء الانقسام . كل هذه التحديات اعتقد اذا ما تم إنجازها فانها ستنقلنا مستقبلا الى مكان وموقع افضل في مصارعة الاحتلال وإنجاز حقوقنا .
بشكل عام اعتقد واذا أردنا ان نلخص الوضع في فلسطين رغم الطابع الفاشي الذي أخذ في طبيعة سلوك الاحتلال والحكومات اليمينية التي تتنافس فيما بينها وانعدام أي تيار يؤدي لحل الدولتين وسنّ قوانين عنصرية مثل قانون القومية وقانون منع لم الشمل . ورغم حملة التهويد واستهداف المقدسات ورغم الاستيطان، الا ان إسرائيل تعاني من أزمة جوهرية ووجودية بسبب حالة النهوض الذي يشهدها شعبنا . فرغم كل أزماتنا الداخلية والمعضلات التي نعيشها الا ان شعبنا يزيد التفافا حول خيار المقاومة ويزيد ايمانا بحقه ورفض المشروع الصهيوني. و الأجيال الجديدة في فلسطين نراها تلتف حول التمسك بحقوقها ورفض التطبيع وتعادي الحركة الصهيونية ودولة الاحتلال. وهذا مدعاة للتفاؤل لان أساليب العمل الجديدة والجيل الجديد يتعامل بانفتاح مع العالم والتكنولوجيا وبثقة بنفسه وبتعصب أقل للحزبية والقضايا التي تؤدي الى الانقسام. وهذا يجعل إسرائيل تواجه عدوا من نوع مختلف وشعبا «ولاّد» يتجدد ويجدد همته وايمانه بقضيته ويطوّر أدواته . وهذا عمليا يخلق تحديا كبيرا أمام دولة الاحتلال ويضعها أمام خيارين، فإما تطبيق نظام فصل عنصري يقود في النهاية الى حل دولة واحدة الأغلبية فيها للفلسطينيين ويُقضى فيها على الفكر العنصري الذي تجسمه هذه المنظمة الصهيونية العنصرية. او التسليم بحقونا بشكل كلي والاعتراف بحقنا لانه لم نعد تملك خيارا او إمكانية لضربنا بنكبة جديدة كما النكبة التي نستذكر ذكراها اليوم. نقول لأشقائنا العرب بأن شعبنا بخير وقضيتنا بخير والزمن يلعب لصالحنا وعدونا يتلقى ضربات متتالية وشعبيته في العالم تتراجع وسمعته تتلطخ ولم يعد يملك ذات القوة والتأثير على الرأي العالم بفضل تشعب نضال شعبنا .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115