قال الكاتب الليبي عبيد أحمد الرقيق في حوار لـ«المغرب» إنّ محاولة رئيس الحكومة فتحي باشاغا دخوله العاصمة طرابلس جعلته في وضع حرج خاصة مع حلفائه من الشرق ما قد يدفعه للتفكير بالعودة بقوة عسكرية كبيرة من قواته ومواليه من الغرب وبدعم كبير من قوات الشرق لإفتكاك العاصمة بقوة السلاح.
• لو تقدمون لنا قراءتكم للأحداث الدائرة في ليبيا على صلة بمحاولة رئيس الحكومة فتحي باشاغا دخول العاصمة طرابلس؟
الذي حصل هو محاولة دخول باشاغا للعاصمة سلميا رفقة بعض من وزرائه حيث سهلت له ذلك كتيبة النواصي التي تسيطر على أجزاء من طرابلس في الميناء وفعلا وصل وتمت استضافته بمقراتهم في طريق الشط في ساعات متأخرة من ليلة الثلاثاء.
ولكن بمجرد الإعلان عن ذلك من قبل باشاغا استنفرت مجموعات مسلحة معارضة له ومؤيدة للدبيبة وبدأت في إطلاق النيران على مقرات النواصي ما أدى إلى وقوع اشتباكات بينهما استمرت حتى صباح يوم أمس الثلاثاء...وعندما أدرك باشاغا خطورة الأمر ما جعله يعدل عن فكرته وقرر الخروج من طرابلس وقد رتبت له ذلك احدى الكتائب الأخرى التي تدخلت كطرف وسيط وخرج فعلا من طرابلس. الأوضاع في طرابلس الآن هادئة وعادت الحياة إلى طبيعتها والحركة باتت عادية .
• كيف سيكون المشهد الأمني الآن في ظل هذا التوتر،وهل يمكن الحديث عن انتخابات أو تسوية سياسية في ظل هذه المشاحنات؟
المشهد الأمني سيبقى كما كان عليه قبل المحاولة الفاشلة من باشاغا والتي تدل على عدم نضج سياسي وفهم لحقيقة الأمور ،الانتخابات صارت شبه مستحيلة في ليبيا الآن وقد نحتاج لوقت لا يقل عن سنة لإجرائها لو حدثت تسوية وتوافق الآن.
التسوية أيضا صارت محفوفة بالمخاطر وتعقدت الأمور أكثر نتيجة التدخلات الأجنبية للأسف...هناك اتجاه لخلق حكومة جديدة تتجاوز الدبيبة وباشاغا والمحصلة أنّ الوضع الليبي يزداد تعقيدا وكل الاحتمالات صارت قائمة بما فيها حرب جديدة أو إعلان الانقسام.
• هل عادت ليبيا إلى مربع صراع الميليشيات المسلّحة ؟
نعم عادت للأسف ليبيا عادت لصراع الميليشيات والسبب في ذلك طبعا هو قادة بعض الميليشيات ذوي التوجه الإسلامي المتطرف الذين لهم تواجد كبير في العاصمة والمنطقة الغربية.
• أي ثقل تمثله هذه الأطراف في الصراع الدائر ؟
لها ثقل كبير في العاصمة والزاوية ومصراتة يعني في المنطقة الغربية لأنه وبكل أسف تستقطب معها مجموعات من الشباب الذي لا هم له سوى المال والغنائم.
• برأيكم هل سيكتفي باشاغا بالتراجع عن دخول العاصمة طرابلس أم المشهد سيشهد تطورات أخرى ؟
باشاغا أصبح بعد هذه المحاولة في وضع حرج خاصة مع حلفائه من الشرق الأمر الذي قد يدفعه للتفكير بالعودة بقوة عسكرية كبيرة من قواته ومواليه بالغرب وبدعم كبير من قوات الشرق لإفتكاك العاصمة بقوة السلاح بعد أن حاول كثيرا دخولها بدونه وقد فشل..يبقى أمامه خيار آخر وهو أن يعدل عن توليه الحكومة ويقدم استقالته لمجلس النواب ويقترح هو من يكون بديلا عنه.