وفشل العملية السياسية في ليبيا وعودة مشهد الحكومات الموازية وشغور منصب المبعوث الأممي الى ليبيا واستمرار الخلاف الروسي الغربي حول إسترتيجية الأمم المتحدة في ليبيا ، وخشية الغرب من التوسع الروسي من خلال شركة فاغنر كل هذا زاد من تعقيد الملف الأمني ما بين دول جوار جنوب ليبيا وطرابلس.
ويرجع متابعون ذلك إلى غياب الجدية سيما لدى الاتحاد الأوروبي والمبادرات الفردية الأوروبية ايطاليا وفرنسا ،ففي ملف الهجرة غير الشرعية تحولت ليبيا من بلد عبور إلى سجن كبير للمهاجرين غير النظاميين ..
وللخروج من المأزق السياسي أعلن فتحي باشاغا رئيس الحكومة أن حكومته قد تباشر أعمالها من مدينة سرت باعتبارها تتوسط البلاد و تتوفر على ظروف أمنية مواتية ..في غضون ذلك كشف وزير مالية باشاغا أسامة حماد الانتهاء من تصور مشروع الميزانية وقرب عرضه على مجلس النواب للمصادقة عليه حتى تستطيع الحكومة الانطلاق في تنفيذ ما تعهدت به أمام مجلس النواب عند جلسة التصويت على نيل ثقة البرلمان.
سياسيا كشفت مصادر مقربة من بعثة الدعم الأممية لدى ليبيا عن إمكانية عودة لجنتي مجلس النواب والأعلى للدولة للاجتماع خارج ليبيا لاستكمال التشاور حول قاعدة دستورية توافقية بشان الانتخابات والحفاظ على الاستقرار الراهن رغم التحديات الأمنية.
«نورلاند» والنايض يبحثان آخر المستجدات
من جهة أخرى اجتمع، على المنصة المرئية ، سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى ليبيا والمبعوث الخاص إليها، ريتشارد نورلاند، مع المترشّح الرئاسي عارف النايض، رئيس تكتل إحياء ليبيا، وتناقشا عن آخر المستجدّات في ليبيا، وعن أهمّيّة إدارة الإيرادات بنزاهة وشفافية وعدالة، واستئناف إنتاج النفط بطريقة تخدم كلّ اللّيبيّين والاقتصاد العالمي، وأهمّية تحديد موعد الانتخابات الرئاسيّة والبرلمانيّة بشكل عاجل. واتفق الجانبان على أهمّيّة التّداول الحرّ للأفكار وطرح الرّؤى المتنافسة لمستقبل ليبيا استعدادا وتجهيزا للانتخابات.
النيجر تسمح بانتشار قوات «برخان»
هذا وأعلن جيش النيجر توقيف «إرهابي» ليبي الجنسية ينتمي لإحدى التنظيمات الإرهابية على اثر عمليات تمشيط بالمناطق المتاخمة للحدود مع ليبيا..وكان جيش النيجر ضبط في العام الفارط 350 قطعة سلاح و كميات كبيرة من الذخيرة والمخدرات. بالتزامن مع ذلك سمحت حكومة دولة النيجر بانتشار قوات « برخان « بأراضيها على خلفية التطورات الأمنية والأحداث بشمال البلاد والحدود مع بوركينا فاسو. ومنذ إسقاط نظام القذافي تشهد الحدود الجنوبية لليبيا حالة من الانفلات وسيطرة عصابات التهريب والجريمة العابرة للحدود، ومما زاد من تعقيد الوضع الأمني تحول الجنوب الليبي إلى مركز استقطاب للجماعات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة مثل ‘’بوكو حرام’’ وتنظيم «داعش» الإرهابي الذي غير اسمه ليصبح جيش الصحراء إضافة إلى استمرار انقسام المؤسسة العسكرية والأمنية في ليبيا.
وحاولت الحكومات المتعاقبة في ليبيا التدارك من خلال توقيع اتفاقيات أمنية مشتركة مع دول جنوب الصحراء تشاد النيجر السودان لكن لعدة أسباب وموانع لم ينتج شيء على الأرض. ومع إعلان المجلس العسكري الانتقالي في دولة مالي فك الارتباط العسكري مع فرنسا ومغادرة القوات الفرنسية شمال مالي سارعت دولة النيجر لدعوة تلك القوات للتواجد في النيجر بالنظر لحجم المخاطر المستقبلية.تطورات وأحداث تأتي قبيل احتضان المملكة المغربية لملتقى دولي حول الجماعات الإرهابية في ليبيا.
إحصائيات مخيفة
في الأثناء أعلنت منظمة الهجرة الدولية، وفاة 114 مهاجرًا غير شرعيين وفقدان 436 آخرين، خلال محاولتهم عبور البحر المتوسط من ليبيا إلى الشواطئ الأوروبية، وذلك خلال الفترة من الأول من جانفي وحتى 30 أفريل الماضيين.
وأشارت المنظمة حسب إحصائية نشرها مكتب المنظمة لدى ليبيا، على صفحته بالفيسبوك ، وفقا لوكالة الأنباء الليبية ، إلى إعادة أربعة آلاف و461 مهاجرًا إلى ليبيا خلال الفترة نفسها.
ليبيا: مشهد ضبابي وحكومات موازية تعرقل الإستقرار
- بقلم مصطفى الجريء
- 11:09 07/05/2022
- 723 عدد المشاهدات
يرى مراقبون بأن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبداهة الاتحاد الإفريقي يتحملون مسؤولية ما بلغه الملف الأمني من تردي الأوضاع في ليبيا