وتبدأ المرحلة الثانية يوم الأحد المقبل للبنانيين المقيمين في باقي الدول الأجنبية، أما اقتراع اللبنانيين المقيمين على الأراضي اللبنانية فسيكون في 15 من الشهر الجاري. ويشكل هذا الموعد الانتخابي فرصة هامة للتغيير والإصلاح ويأتي في ظل أزمة غير مسبوقة يشهدها لبنان على مختلف الأصعدة .
ويمثل حصول الانتخابات خطوة هامة بالنظر الى كل السجالات والجدل والشكوك التي رافقت إمكانية اجرائها في ظل الانقسامات السياسية الحادة . وقد دعا رئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتي المغتربين اللبنانيين الى المشاركة بكثافة في الانتخابات النيابية معتبراً أنها «لحظة أساسية مهمة في محطة الانتخابات ووزارة الخارجية الجسر الحقيقي الذي يربط لبنان مع الانتشار». وتتطلع شرائح لبنانية عديدة الى هذا الموعد الهام باعتباره جسر نجاة للانتقال من الوضع المتازم الى مستقبل افضل يعبر عن طموحات اللبنانيين وتطلعاتهم . وقد تمّ استحداث 205 مراكز و592 قلم اقتراع في بلدان الاغتراب اللبناني .
كما حثّ مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، على ضرورة المشاركة في الانتخابات النيابية في بلاده، معتبرا إياها «فرصة لتحقيق التغيير». وحذر من خطورة الامتناع عن المشاركة في الانتخابات النيابية، معتبرا إياها «الفرصة المتوفرة لتحقيق التغيير». وأضاف دريان: «الانتخابات النيابية تشكل فرصة للتغيير، الذي يجب أن يكون نحو الأفضل عبر الاختيار الأصلح».
فهل تكون الانتخابات فرصة لتغيير الأوضاع وتجاوز الأزمة السياسية والمالية غير المسبوقة التي يشهدها بلد الأرز ؟
في هذا السياق يرى المحلل السياسي اللبناني قاسم قصير لـ«المغرب» ان الانتخابات البرلمانية في لبنان بدأت بتصويت المغتربين في الدول العربية والإسلامية يوم الجمعة وفي أوروبا وامريكا واستراليا وبقية الدول يوم الاحد. وأضاف :«هذا يعني أننا دخلنا مرحلة جديدة وعلينا انتظار النتائج في ظل التنافس الشديد بين مختلف القوى السياسية والحزبية وفي ظل مقاطعة تيار المستقبل ولذا الصراع على الساحة السنية قوي جدا». وقال ان هذه الانتخابات ونتائجها ستحدد مستقبل لبنان لأن البرلمان الجديد سينتخب رئيس الجمهورية وسيتابع المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. اما بخصوص السيناريوهات المتوقعة فيجيب محدثنا: «لا يمكن توقع النتائج ولكن حتى لو فازت كتلة معينة بالانتخابات فإنها لا تستطيع لوحدها إدارة البلاد لأن لبنان خاضع للتسويات الداخلية والخارجية».
وقال ان أهمية الانتخابات تنطلق من كونها تقدم صورة واقعية لتوزع القوى السياسية والحزبية بعد التطورات التي شهدها لبنان طيلة السنتين الأخيرتين ولا سيما الانتفاضة الشعبية في 17 أكتوبر 2019 وانفجار المرفأ والأزمة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والمالية. وأضاف: «نحن أمام حدث مهم سيكون له تداعيات على مستقبل لبنان».
وبخصوص التحالفات الراهنة ومدى التدخل الخارجي يجيب محدثنا :«طبعا هناك تداخل بين التحالفات الداخلية والقوى الخارجية وبعض الدول. والسعودية وامريكا أعلنتا بشكل صريح أنهما تعملان لمنع نجاح حزب الله وحلفائه ودعمها لقوى داخلية. وبالمقابل حزب الله يعلن صراحة أنه جزء من محور المقاومة وأنه يواجه التدخلات السعودية والأمريكية.
وتوقع محدثنا ان تكون معركة الانتخابات صعبة مشيرا الى ان هناك تزايدا في الضغوط بانتظار موعد الانتخابات .
وتأمل قطاعات لبنانية واسعة بان تحقق نتائج الانتخابات التغيير المنشود نحو الأفضل وان تأتي بنخبة جديدة قادرة على مجابهة التحديات التي تنتظر البلاد وفي مقدمتها المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وخطة انقاذ طويلة الأمد لسحب لبنان من مستنقع الانهيار المالي .