ليبيا: بحث التعاون بين مجلس النواب وبعثة الاتحاد الأوروبي..

أكّد الناشط الحقوقي عبد الله الخفيفي في حوار مع صحيفة «المرصد» الليبية بأن الدول الفاعلة في ليبيا والأمم المتحدة لا تريد حل الأزمة الليبية وترفض

كل ما يمكن أن ينتج عن حوار ليبي ليبي أو أي توافق كالذي حصل بين مجلس النواب ومجلس الدولة وأفرز تغيير الحكومة وإقرار التعديل الدستوري الثاني عشر..
وأشار الخفيفي إلى أن القوى الكبرى والأمم المتحدة تريد حكومة كحكومة السراج أو الدبيبة من اختيارها اما ان تكون حكومة مثل حكومة باشاغا ناتجة عن تفاهم ليبي ليبي فلا تعترف بها.
على صعيد آخر كشف القيادي في تنظيم جماعة الإخوان ورئيس حزب العدالة والبناء المنحل ، محمد صوان عن أنّ استمرار تواجد عبد الحميد الدبيبة وحكومته مباشرة للأعمال رغم تشكيل مجلس النواب لحكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا أمر غير مقبول ..صوان الذي أسّس الحزب الديمقراطي وهو يترأسه هاجم الدبيبة وإهداره للمال العام وأكد أنه يخشى كباقي الليبيين من استمرار إغداق المال على المليشيات في طرابلس وتحويل العاصمة لميدان صراع وجعل تلك المليشيات مسخرة للحماية الشخصية للدبيبة وحكومته.
أهم التحالفات
لفت متابعون لمسار التحولات والمتغيرات الى أن أهم تحالفات ما بعد الرابع والعشرين من ديسمبر (الموعد الذي كان مقررا أن تجرى فيه الانتخابات)، هي فك الارتباط بين عبد الحميد الدبيبة وقيادات بارزة إخوانية على غرار محمد صوان ولم تبق معه من جماعات الإسلام السياسي إلا تلك الأجنحة أو الفروع الرديكالية من بينها جماعات متطرفة مثل الجماعة الليبية المقاتلة وكتائب مسلحة على الأرض.
تصريح محمد صوان وهو أصيل مدينة مصراتة وإعلانه عن دعمه لحكومة باشاغا وانتقاده الشديد لدبيبة، معناه أن مصراتة المعروفة بكونها قلعة الإخوان قد انحازت لمبادرة البرلمان و لم تعد تقف الى جانب الأمم المتحدة.
ولا يستبعد المتابعون أن يعلن أنصار نظام الراحل القذافي عن دعمهم لمبادرة البرلمان وحكومة فتحي باشاغا على خلفية تسلم حكومة باشاغا لمقرات تابعة لمجلس الوزراء تقع بإقليم فزان بسلاسة ووسط مواكب احتفال، ويعلم الجميع أن «الخضر» نسبة لأنصار النظام الجماهيري لهم نفوذ قوي في الإقليم ويشير المتابعون الى أنّ الخضر سوف يميلون لصف باشاغا.
ما تقدم ذكره يحيل إلى طرح السؤال الآتي، ما مصير المبادرات الثلاث ؟ مبادرة مجلس النواب التي أنجزت بتفاهم وتوافق مع المجلس الأعلى للدولة قيل أنه بسبب الخلاف على إجراء انتخابات متزامنة.. ويتمسك مجلس الدولة بإجراء انتخابات برلمانية وتجري بعدها الرئاسية في حين يشدّد البرلمان على إجراء البرلمانية والرئاسية في ذات الموعد.
تصدم هذه المبادرة برفض ولا يستبعد المجلسالأعلى للدولة وامتناع الدبيبة تسليم المهام كذلك عدم الاعتراف الدولي، مبادرة ستيفاني وليامز التي تنصّ على تشكيل لجنة مشتركة بين البرلمان ومجلس الدولة لإيجاد قاعدة دستورية للانتخابات تجاوب معها المجلس الأعلى للدولة و رفضها البرلمان، وقد اجتمعت بتونس لثلاثة ايام مع أعضاء اللجنة المذكورة الممثلين للمجلس الأعلى للدولة ولم يلتحق بهم الأعضاء الممثلون للبرلمان..ورغم الدعم الدولي والغربي بالذات لا حظوظ تذكر لنجاح مبادرتها.
بين هذه المبادرة وتلك جاءت مبادرة عبد الحميد الدبيبة الرامية لبعث لجنة خبراء وأكاديميين للتحضير لانجاز حوار وطني بأوسع ما يمكن من التوافق على ملامح قاعدة دستورية لإجراء الانتخابات.لكن هذه المبادرة تصطدم بعراقيل كبيرة من ضمنها أنها لن تشمل مناطق إقليم فزان وإقليم برقة وبعض من مناطق إقليم طرابلس لكونها خارج سيطرة حكومة الوحدة الوطنية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115