مع تشكيل مجلس رئاسي من 8 أعضاء: ماهي فرص صمود الهدنة في اليمن ؟

أطراف الصراع في اليمن مشددا على انها تحتاج الى التزام جميع الأطراف في مواجهة أية خروقات .
يعد اتفاق الهدنة الأول منذ 6 سنوات وهو يشكل مفترقا هاما لليمنيين يمكن ان يوصلهم الى برّ الأمان كما انه فرصة نادرة لطيّ صفحة الحرب الأليمة في خضم الوضع الاقليمي والتحولات الدائرة عالميا ، خاصة ان اتفاق الهدنة سمح بإعادة فتح جزئي لمطار صنعاء المغلق منذ 2016، ودخول 18 سفينة نفطية إلى ميناء الحديدة .
ولعل السؤال الأهم الذي يطرح نفسه ما مدى امكانية صمود اتفاق الهدنة؟ وذلك في ظل التقارير التي تتحدث عن اختراقات خاصة في محافظة مأرب وهل سيسهم ذلك في ايقاف هذا النزيف الذي دفع ثمنه اليمنيون من دمائهم ومستقبلهم وأودى بحياة 377 ألف شخص، وكبدّ اقتصاد اليمن خسائر تقارب الـ 126 مليار دولار، وفق الأمم المتحدة.
مرحلة جديدة
جاء اعلان التلفزيون الرسمي اليمني، فجر امس الخميس، عن تشكيل مجلس رئاسي ومنحه صلاحيات الرئيس عبد ربه منصور هادي ليستكمل تنفيذ المرحلة الانتقالية. ويكون بمثابة مؤشر هام بشان امكانية صمود الهدنة وتحقيق أهدافها المعلنة.
وقد تلا وزير الإعلام معمر الإرياني إعلانا رئاسيا بتوقيع عبد ربه منصور هادي على تشكيل مجلس رئاسي من 8 أعضاء، برئاسة رشاد العليمي.
وأعضاء المجلس هم: سلطان علي العرادة وطارق محمد صالح وعبد الرحمن أبو زرعة وعثمان حسين مجلي وعيدروس قاسم الزبيدي وفرج سالمين البحسني وعبدالله العليمي باوزير.
وبموجب الإعلان الرئاسي «سيتم نقل السلطة من الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى مجلس الرئاسة، لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية.
يشار الى ان أبرز اختصاصات المجلس هي «إدارة الدولة سياسيا وعسكريا وأمنيا طوال المرحلة الانتقالية». كذلك «اعتماد سياسة خارجية متوازنة تحقق المصالح الوطنية العليا للدولة وبنائها على أسس الاستقلالية والمصالح المشتركة بما يحفظ سيادة الدولة وأمنها وحدودها»، وفق الإعلان.
كما ان من صلاحياته «اعتماد السياسات اللازمة لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب في جميع أنحاء الجمهورية اليمنية، وتشكيل اللجنة الأمنية والعسكرية المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار».
كما أفاد الإعلان الرئاسي بأن قرارات المجلس الرئاسي ستصدر بالتوافق، وفي حال عدم التوافق تتخذ القرارات عند التصويت عليها بالأغلبية البسيطة، وعند تساوي الأصوات يرجح الجانب الذي صوت له رئيس المجلس. كما جرى إنشاء هيئة للتشاور والمصالحة وفريق قانوني وفريق اقتصادي، وفق الإعلان.
كما يتولى المجلس الرئاسي التفاوض مع الحوثيين لوقف إطلاق نار دائم في كافة أنحاء الجمهورية والجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل يتضمن مرحلة انتقالية تنقل اليمن من حالة الحرب إلى حالة السلام».
ترحيب خليجي
لقي الاعلان عن تشكيل المجلس الرئاسي ترحيبا اقليميا وخليجيا وكانت أولى المواقف المرحبة قد صدرت عن الرياض التي أعلنت عن تقديم دعم عاجل للاقتصاد اليمني بمبلغ 3 مليارات دولار. ووفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية، التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في الرياض مع أعضاء المجلس الرئاسي اليمني.
من جهتها رحبت الكويت بإعلان الرئيس اليمني إنشاء مجلس القيادة الرئاسي وذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية الكويتية .
‏وأكدت خلاله «دعم دولة الكويت لمجلس القيادة الرئاسي والكيانات المساندة له في تحقيق أهدافه وممارسة دوره المنوط به انطلاقا من موقفها الثابت وسعيها الدائم لدعم الاستقرار في اليمن الشقيق للتوصل إلى حل سياسي شامل بما يحقق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية لليمن وشعبه».
وتعتبر الهدنة التي اعلنت في اليمن على الصعيد العسكري مؤشرا ايجابيا وسط تطلعات بأن تستمر وتصمد في ظل الخروقات العسكرية الحاصلة من هذا الطرف أو ذاك .. فاليمن بحاجة الى رفع الحصار والوصول الى حل سياسي شامل ، وهذا الأمر يتطلب وقتا وفق عديد المراقبين . فإذا استمرت الهدنة لمدة شهرين كما أُعلن وتبع ذلك نوع من المفاوضات السياسية لإنهاء الأزمة في البلاد، فتكون اليمن بذلك قد دخلت في مرحلة جديدة وهذا قد ينعكس ايجابيا على بقية الملفات في المنطقة كالملف اللبناني والملف السوري والعلاقات الايرانية السعودية وسط آمال بان تفتح هذه التطورات باب التسويات لكل الملفات الشائكة في المنطقة.