ليبيا: حكومة باشاغا تدعو إلى التهدئة بعد حصول اشتباكات مسلحة في العاصمة طرابلس

أدان اللواء عصام ابوزريقة وزير داخلية الحكومة الليبية التي يقودها فتحي باشاغا الاشتباكات المسلحة التي حدثت أمس الأول وخلفت

قتلى وجرحى، وكان محيط مبنى الجوازات مسرحا لها لساعات وذلك بين كتيبة النواصي بقيادة مصطفى قدور وجهاز قوة دعم الاستقرار ..وهي القوة التي شكلها رئيس حكومة الوفاق المنتهية الولاية فائز السراج وتضم مليشيات طرابلس وبعض مليشيات الزاوية.
مثلت الاشتباكات الأخيرة اكبر عملية خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 2020. وتزداد خطورة هذه المواجهات في ظل تنافس بين حكومة الدبيبة وحكومة باشاغا على الشرعية ووسط حالة من الاستقطاب الشديد بالمشهد السياسي.
وقد قلل مصدر من قوة دعم الاستقرار من تداعيات المواجهات المسلحة الأخيرة مع كتيبة النواصي التي يقودها المطلوب دوليا صلاح بادي وأكد المصدر أنّ الخلاف بسيط ويحدث بين الأخوة وقد تمّ تجاوزه بفضل تدخل العقلاء والحكماء في طرابلس.
ويرى مراقبون أنّه رغم ثبات اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في الثالث والعشرين من أكتوبر 2020 من طرف اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 في جنيف ، إلا أنّ الوضع الأمني يظلّ هشا وقابلا للانفجار في أي لحظة وذلك على صلة بانتشار السلاح وسطوة المليشيات وعدم القدرة على فرض الانضباط لدى منتسبي المليشيات التي جرى دمجها في أجهزة الداخلية أو الدفاع.
مشاورات مستمرة
وأضاف المراقبون أنّ القوى الفاعلة في ليبيا والأمم المتحدة تدرك تلك الحقيقة لذلك كان التركيز مؤخرا وتعيين الحكومة الجديدة وفشل المسار السياسي على التزام الهدوء والحفاظ على الاستقرار كما فعلت الولايات المتحدة قانون استقرار ليبيا من خلال الإعلان عن إستراتيجية عشرية لاستقرار ليبيا.. خطة أثارت الكثير من الجدل بين المتابعين المحليين لمسار الأزمة الليبية وتعاطي الولايات المتحدة معها سيما خلال ولايتي دونالد ترامب وجو بايدن..استراتيجية اعتبرها اغلب المتابعين المحليين تكرسا الهيمنة الأمريكية على ثروات ليبيا في وقت تراوح فيه البلاد في مكانها.
لفت خبراء أمنيون بأن تحقيق الاستقرار المستدام يبقى بعيد المنال في بيئة كما الحالة الليبية حيث السلاح المنتشر والمليشيات وانقسام المؤسسات الأمنية والعسكرية في ظل وجود حكومتين..
قتلى وجرحى
ميدانيا قتل شخصان وأصيب خمسة آخرون بجروح في اشتباك مسلّح بين مجموعتين مسلّحتين في وسط العاصمة الليبية طرابلس، بحسب ما أفاد مصدر من وكالة ‘’فرانس براس’’.
وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه إنّ «اشتباكات اندلعت بين مجموعتين استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة، وتسببت بسقوط قتيلين وخمسة جرحى، مع تسجيل خسائر مادية في مبنى تعرّض للاحتراق وقد تمتّ السيطرة على الحريق بسرعة».ولم يحدّد المصدر المجموعتين اللتين دار الاشتباك بينهما، مشيراً إلى أن تبادل إطلاق النار استمرّ لدقائق معدودات قبل أن تنتشر قوات أمنية وتعود حركة السير إلى طبيعتها.
من جهتها قالت وسائل إعلام محلية إنّ الاشتباك دار بين قوة حفظ الاستقرار التابعة للمجلس الرئاسي وقوة النواصي التابعة لوزارة الداخلية، مشيرة إلى أنّ الضحايا من كلا القوتين.ولم تصدر وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية (مقرّها طرابلس) أي تعليق حول الاشتباكات. بالمقابل دانت وزارة الداخلية في الحكومة الليبية التي عيّنها مجلس النواب (مقرّه في شرق البلاد) هذه «الاشتباكات المسلّحة»، مطالبة بوقفها «فوراً».وتشهد ليبيا أزمة سياسية متصاعدة لوجود نزاع بين حكومتين: واحدة برئاسة وزير الداخلية السابق باشاغا منحها البرلمان في ثقته مطلع الشهر الماضي، والثانية منبثقة من اتفاقات سياسية رعتها الأمم المتحدة قبل أكثر من عام ويترأسها عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا بعد انتخابات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115