لجنة مشتركة بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة من أجل التوافق على قاعدة دستورية للانتخابات وطالب البيان باحترام سيادة القرار الوطني وأن تلتزم الأمم المتحدة من خلال بعثة الدعم كذلك المستشارة الأممية بمساعدة الليبيين .
وشدد النواب الموقّعون على البيان وبينهم طلال الميهوب ومحمد السعيدي على ضرورة احترام مخرجات أي حوار ليبي ليبي في إشارة إلى خارطة الطريق المنبثقة عن المشاورات بين مجلس النواب ومجلس الدولة والتعديل الدستوري الثاني عشر .وأكد النواب أن الإصلاحات والحوارات يجب أن تكون بعد مُباشرة حكومة فتحي باشاغا لأعمالها من العاصمة طرابلس وبسط سلطتها على كامل البلاد .
في مرحلة سابقة كان مجلس الدولة قد تفاعل مع مبادرة ستيفاني وليامز بينما رفضها مجلس النواب مما جعلها تجتمع بتونس مع ممثلين عن مجلس الدولة، وتكرر طلبها للبرلمان بالالتحاق باجتماعات المبادرة..
وصرح عبد السلام الصفراني عضو مجلس الدولة عن مدينة زليتن والقيادي في الحزب الديمقراطي الذي يقوده محمد صوان صرح لوكالة «نوفا» الايطالية بأنّ مبادرة المستشارة الأممية ستيفاني وليامز وصلت إلى طريق مسدود وان البرلمان ماض في تنفيذ خارطة طريق منبثقة عن حوار ليبي ليبي ،وأن المطلوب هو الاستفتاء على دستور دائم ومصالحة وطنية شاملة.
على خلفية المأزق السياسي والانقسام الراهن أشار تقرير لمعهد واشنطن إلى أن عديد الأسباب ساهمت في هذا الفشل منها، التدخلات الخارجية وتلاعب النخبة السياسية بثروة ليبيا .
انتشار المرتزقة والمقاتلين الأجانب
عدم القدرة على إجراء إصلاحات مفيدة سيما في الجانب الأمني وغياب المصالحة الوطنية جعلت فيشمان وهو مدير سابق لشؤون شمال إفريقيا بمجلس الأمن القومي الأمريكي يعتبر أن التقارب الإماراتي التركي من شأنه أن يساعد في تجاوز المأزق السياسي الراهن وتشجيع الليبيين على التوافق.
كما اشار إلى أنّ الخلاف حول الانتخابات بين رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب يمكن تجاوزه من خلال حل وسط، لكن الأهم قبل ذلك الاتفاق على إطار دستوري للانتخابات وتثبيت جدول زمني للاستحقاق الانتخابي.
الجدير بالملاحظة أن تسريبات دبلوماسية غربية ذكرت مؤخّرا اعتزام الأمم المتحدة إعلان التخلي عن موعد منتصف العام الجاري لإجراء الانتخابات وترحيل الانتخابات الى العام المقبل بعد انسداد أفق المسار السياسي والخشية من تصاعد الاستقطاب مما يهدد اتفاق وقف إطلاق النار. وفي ظل هذا الجمود وتعثر للمسار السياسي وفشل أممي في إحراز أي تقدم سوف تراوح الازمة في مكانها وكل الجهود الأممية والدولية سوف تركز على استمرار الاستقرار.
مباحثات فرنسية ليبية
على صعيد متصل أعلن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة فتحي باشاغا عن تلقى اتصال هاتفي من بول سولير مبعوث فرنسا الخاص لدى ليبيا، وأنّ المحادثة بين الطرفين تناولت تطورات الأوضاع في ليبيا ، واشار المكتب الإعلامي أشار إلى أنّ الجانبين اتفقا على ثلاثة إجراءات وهي الاستجابة لتطلعات الليبيين
والحفاظ على وحدة ليبيا والتنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار عبر اللجنة العسكرية المشتركة 5+5.
واضاف البيان الصادر عن المكتب الإعلامي للحكومة بأن الاستجابة لتطلعات الشعب الليبي المقصود منها إجراء الانتخابات المتزامنة وحلحلة أزمات المواطن والحفاظ على الاستقرار. وفق المكتب الإعلامي أكد رئيس الحكومة فتحي باشاغا لبول سولير بأنّ حكومته سوف وتباشر عملها من داخل العاصمة طرابلس خلال أيام قليلة دون اقتتال وأن باشاغا جدّد القول أن حكومته ملتزمة بإجراء الانتخابات والتعاون مع مجلسي النواب والدولة والمجتمع الدولي.فيما أكّد بول سولير على أهمية عمل الحكومة في إطار مؤتمر برلين واحترام قرارات مجلس الأمن الدولي وفي إطار مبادرة الأمم المتحدة.
معلوم بأنّ هذا الاتصال الرسمي من طرف مبعوث فرنسا الخاص إلى ليبيا برئيس الحكومة باشاغا هو الأول من نوعه بعد الإجراءات الأخيرة المتخذة من البرلمان: حيث لم يسبق أن صدر أي موقف أو تصريح حيال ما قام به مجلس النواب من تغيير الحكومة وتبني خارطة طريق جديدة والتعديل الدستوري الثاني عشر.
قبل هذا الاتصال الهاتفي كانت سفيرة فرنسا لدى ليبيا، باتريس دوهيلين التقت مع عديد من المسؤولين الليبيين من غرب وشرق وجنوب ليبيا وقبل ذلك بوزراء بحكومة الوحدة الوطنية بينهم وزير التعليم العالي ومكونات المجتمع المدني..باتريس دوهيلين تحظى بمختلف المناطق بقبول بفضل التزامها الحياد من الفرقاء المحليين خلال سنوات الأزمة واندلاع الانقسام السياسي ورغم الخلاف وصراع المصالح بين باريس وروما استطاعت الدبلوماسية الفرنسية الحفاظ على عنصر التوازن. لكن ذلك لا يعني تنزيها كاملا لفرنسا مما يجري من تحولات وأحداث في ليبيا كالوقوف الى جانب حفتر وفي فترة ولاية هولاند وحادثة سقوط مروحية فرنسية جنوب بنغازي مثالا، لكن ومنذ مجيء ايمانوايل ماكرون تداركت باريس وعادت لتظهر بمظهر الحياد الايجابي.
المنفي يزور القاهرة ويلتقي مع السيسي
في إطار الحراك الدبلوماسي أعلنت الرئاسة المصرية عن استقبال عبد الفتاح السياسي لرئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات المصرية ورئيس لجنة الأزمة الليبية التي شكلتها القاهرة للمساعدة في حل أزمة ليبيا.
وأشار المتحدث باسم الرئاسة السفير بسام عصام راضي إلى أنّ اللقاء استعرض آخر تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا، وأن الرئيس السيسي أعاد التأكيد على دعم القاهرة لتجاوز تعثر المسار السياسي والتنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار وسحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والحفاظ على وحدة البلاد ووقف التدخلات الخارجية وتهيئة الظروف لإجراء الانتخابات المتزامنة.
من جانبه أعلن المتحدث الإعلامي باسم المجلس الرئاسي أن المنفي أشاد بدعم جمهورية مصر في مساعدة الليبيين في هذه المرحلة الدقيقة وأطلعه على آخر المستجدات السياسية مؤكّدا على حرص المجلس الرئاسي الحفاظ على الاستقرار والبناء على المكاسب المسجلة ومنها الالتزام بوقف إطلاق النار وتفعيل لجنة المصالحة الوطنية الشاملة.