الباحث السياسي العراقي نصيف الخصاف لـ«المغرب»: «الانسحاب الأمريكي لا يعني نهاية التزامات واشنطن والتحالف الدولي تجاه العراق»

• «سيتم التوصل إلى صيغة توافقيّة لتشكيل حكومة رغم مايتّسم به المشهد من تأزّم»
قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي نصيف الخصاف لـ«المغرب» أنّ الفصائل الخاسرة

في الانتخابات والتي لم تعد لها قوة سياسيّة ممثلة في مجلس النواب تسعى إلى إظهار نوع من القوة في الشارع لإثبات الوجود وإثبات القدرة على زعزعة الاستقرار فيما لو لم تأخذ مطالبها على محمل الجد. وأضاف أنّ المشهد المتوتر حاليا سينتهي بالتوصل إلى صيغة توافقيّة لتشكيل الحكومة بصرف النظر عما يبدو عليه المشهد من تأزّم.
• لو تقدمون لنا قراءتكم بخصوص المشهد الأمني في العراق والهجمات الأخيرة وتزامنها مع ذكرى مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني؟
تقف خلف الهجمات الأخيرة على المواقع التي تتواجد فيها قوات التحالف أو القوات الأمريكية تنظيمات مسلحة لها ارتباطات مع إيران سيما وأنّها تتزامن مع مناسبة مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس بصاروخ من طائرة أمريكية مسيرة قرب مطار بغداد قبل عامين.
لم تسفر هذه الهجمات عن أية إصابات بين الجنود الأمريكان وكأن الغاية منها إثبات الوجود أو إثبات الولاء فقط لا إيقاع إصابات في صفوف المستهدفين. تشعر هذه التنظيمات بالحاجة إلى إثبات قدراتها «القتالية» لا للأمريكان فقط بل في رسالة موجهة الى الداخل العراقي وللأحزاب والكتل السياسية الأخرى خاصة وأنّ أصحاب هذه الفصائل خسروا الانتخابات ولم تعد لهم قوة سياسيّة ممثلة في مجلس النواب مما يدفعهم أكثر إلى إظهار نوع من القوّة في الشارع لإثبات الوجود وإثبات القدرة على زعزعة الاستقرار فيما لو لم تأخذ مطالبهم محمل الجدَ.
• كيف ترون انعكاس التوتّر الأمني على المشهد السياسي في العراق خاصة في ظلّ مشاورات تشكيل الحكومة ؟
هذا ما ينعكس على المشهد السياسي بصورة واضحة حيث تسعى بعض الأحزاب الخاسرة في الانتخابات إلى اشراكها في الحكومة رغم عدم تمثيلها انتخابيا، فيما تسعى قوى أخرى إلى استبعادها من الحكومة المقبلة وتشكيل حكومة أغلبية وطنية خاصة وأنّ التيار الصدري الذي حصل على 75 نائبا لديه خلافات عميقة مع بعض الأحزاب في «الإطار التنسيقي» مثل «دولة القانون» بزعامة نوري المالكي و«عصائب أهل» الحق بزعامة قيس الخزعلي.
مع ذلك أعتقد بأنّ الجانبين سيتوصلان إلى صيغة توافقيّة لتشكيل الحكومة بصرف النظر عن ما يبدو عليه المشهد من تأزّم.
• كيف ترون العراق بعد الإنسحاب العسكري الأمريكي؟
الإنسحاب الأمريكي لا يعني نهاية التزام الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف تجاه العراق ولا تحتاج هذه الدول إلى قوات على الأرض فيما لو نشأت حاجة للتدخل فهي تتمتع بتفوق وسيطرة كاملة على الأجواء العراقية كما تتمتع بتفوق تكنولوجي في مجال الاستخبارات مما يجعلها قادرة على حسم أي موقف بسرعة وبدون حاجة إلى قوات على الأرض.
كما أنّ تغيير صفة القوات الأمريكية إلى مستشارين وخبراء لا يعني أنها غير مستعدة وغير مجهزة للدفاع عن نفسها كما صرح أكثر من مسؤول أمريكيبذلك كما ان اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة اتفاقية تلتزم بموجبها الولايات المتحدة بالتدخل لحماية أمن العراق في حالة نشوء ما يهدد أمنه واستقراره أو يهدد تجربته الديمقراطية التي ترعاها الولايات المتحدة منذ إسقاط النظام السابق.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115