عدوان «إسرائيلي» جديد استهدف مرفأ اللاذقية: سوريا بين التصعيد العسكري وصعوبة إرساء الحل السياسي

شنت قوّات الإحتلال «الإسرائيلي» فجر أمس الثلاثاء غارة جويّة استهدفت مرفأ اللاذقية وذلك في أحدث عدوان صهيوني يستهدف

الأراضي السورية وسط تنديد واستنكار محليين وإقليميين. ويشار إلى أنّ كيان «إسرائيل» شنّ منذ سنوات غارات جوية متعدّدة ضدّ أهداف تابعة للنظام السوري وأهداف أخرى تقول سلطات الإحتلال أنّها تابعة للقوات الإيرانيّة الداعمة لنظام بشار الأسد المتمركزة في سوريا .
وأدى عدوان الأمس إلى نشوب حرائق في منطقة تخزين الحاويات وإلحاق أضرارا بمبان مجاورة في ثاني هجوم على المرفإ هذا الشهر.ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله «حوالي الساعة 3 فجرا نفّذ العدوّ الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من عمق البحر المتوسّط غرب مدينة اللاذقية مستهدفاً ساحة الحاويات في الميناء التجاري في اللاذقية».
وأضاف المصدر للوكالة «العدوان الإسرائيلي أدّى إلى اشتعال الحرائق في المكان وحدوث أضرار مادية كبيرة ولا زال العمل مستمراً لإطفاء الحرائق وتدقيق نتائج العدوان’’.وأظهرت لقطات مباشرة بثها التلفزيون الرسمي السوري ألسنة لهب ودخانا يتصاعد في ساحة الحاويات.ومرفأ اللاذقية هو المرفأ التجاري الرئيسي في سوريا.وتدير روسيا، أقوى حلفاء الأسد في الحرب، قاعدة حميميم الجوية التي تبعد حوالي 20 كيلومترا عن اللاذقية.
ولئن يرى شقّ أن التصعيد الأخير يعتبر الأخطر خلال الأسابيع الأخيرة خاصة وأن الغارة الأخيرة استهدفت مقرّا حيويا في سوريا (مرفأ اللاذقية) وهو قريب من تمركز القوات الروسية الداعمة بدورها لنظام بشار الأسد مما سينجر عنه تصعيد مرتقب ويرى شقّ آخر أنّ هذا العدوان كغيره من الهجمات السابقة التي تقف خلفها «إسرائيل» لن يكون له ردّ فعل من بعض القوى الدولية أهمها أمريكا المعروفة بتحالفها معها وراعية مصالحها في المنطقة العربية.
وكثّفت ‘’اسرائيل’’ في الأشهر الأخيرة وتيرة من استهدافها لمواقع عسكرية وأخرى للقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها في مناطق عدة في سوريا. ونفذت غارات استهدفت مخازن أسلحة ومواقع عسكرية. وتزعم أنها تحاول التصدي لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
ويرى عديد المراقبين بان ما يحصل اليوم في سوريا سعي إسرائيلي أمريكي لتنفيذ مشروع تفتيت العالم العربي وإضعافه وذلك حماية للأمن القومي الإسرائيلي ، فليس من مصلحة «إسرائيل» أنّ تكون هناك قوة أخرى متفوقة في المنطقة . وفي خضم الانقسامات الدائرة ولعبة المحاور تعدّ طهران رأس الحربة ضدّ النفوذ الإسرائيلي وتوسعه .ويبدو أنّ ما يؤرق مضاجع الإسرائيليين اليوم التموضع الإيراني في سوريا وتحديدا في جنوبها .
مسار سياسي صعب
على الصعيد السياسي استضافت مدينة نور سلطان، عاصمة كازاخستان، على مدار يومين، النسخة الـ 17 من محادثات أستانة حول الملف السوري، وسط آمال بانفراجة في ظل تغييرات سياسية وتحولات في موازين وتوجهات القوى الدولية المؤثرة.
ووفق بيان للخارجية الكازاخستانية، فقد ناقشت المحادثات «التي جرت يوم 21 و22 من الشهر الجاري بشكل رئيسي أعمال اللجنة الدستورية السورية في جنيف، وستعقد المحادثات برعاية الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران’’.وشارك فيها وفد من الحكومة السورية والمعارضة المسلحة، إضافة إلى وفد دولي خاص، ومراقبين عن لبنان والأردن والعراق.وأوضحت أن تركيز الجولة المنتظرة من المحادثات على أعمال اللجنة الدستورية بجنيف «يأتي بهدف إكساب زخم لأعمال اللجنة وتحفيز العملية التفاوضية تحت إشراف الأمم المتحدة»، كما ناقشت المحادثات مستجدات الأوضاع على الساحة السورية بشكل عام، ومهام الحفاظ على الهدوء في مناطق خفض التصعيد.
حصيلة الحرب في سوريا سنة 2021
قُتل 3746 شخصا في سوريا خلال عام 2021، في أدنى حصيلة سنوية منذ اندلاع النزاع السوري قبل أكثر من عشر سنوات، وفق إحصاء المرصد السوري لحقوق الإنسان.وأفاد المرصد أن حصيلة عام 2021 تتضمن 1505 مدني من بينهم 360 طفلاً، مشيراً إلى أن من بين القتلى المدنيين 297 شخصاً قضوا جراء انفجار ألغام وعبوات ناسفة.
وتعد الألغام والأجسام المتفجرة من الملفات الشائكة المرتبطة بالحرب السورية. وقد سجلت سوريا في العام الماضي، وفق التقرير السنوي لمرصد الألغام الأرضية، أكبر عدد من ضحايا الألغام، متقدمة على أفغانستان.وتظهر حصيلة القتلى لعام 2021 تراجعاً كبيراً مقارنة بالعام الماضي، الذي أحصى المرصد خلاله مقتل أكثر من 6800 شخص. وتسبب النزاع السوري في عام 2019 بمقتل أكثر من عشرة آلاف شخص، فيما سجّل عام 2014 مقتل سبعين ألف شخص، في أعلى حصيلة سنوية للنزاع.
وبحسب المرصد، قتل خلال العام الحالي 600 عنصر من قوات النظام وأكثر من 300 مقاتل من مجموعات موالية لها.كما أحصى المرصد مصرع نحو 600 مقاتل من تنظيم «داعش» الإرهابي وفصائل أخرى، في مقابل 158 من قوات سوريا الديمقراطية. وقتل قرابة 370 من مقاتلي الفصائل المعارضة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115