سيناريو تأجيل الانتخابات يلوح في الأفق: مجلس الأمن يعتبر أنّ الظروف غير مواتية لـ«انتخابات إيجابية» في ليبيا

اعتبر رئيس مجلس الأمن الدولي، مندوب النيجر الدائم لدى الأمم المتحدة، عبده عباري، أن «الظروف ليست مواتية لإجراء انتخابات إيجابية»

بليبيا في 24 ديسمبر الجاري.جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده «عباري» في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، بمناسبة تولي بلاده للرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن لشهر ديسمبر.
وقال «عباري»: «نقول لمن يرون ضرورة إجراء انتخابات في ليبيا بغض النظر عن التكلفة، إن الظروف ليست مواتية لإجراء انتخابات إيجابية، تجلب الاستقرار بالبلاد في نهاية المطاف». إلى جانب معاناة ليبيا من انفلات أمني، تتواصل الخلافات حول قانوني الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بين مجلس النواب من جانب والمجلس الأعلى للدولة (نيابي استشاري) وحكومة الوحدة والمجلس الرئاسي من جانب آخر.
وأردف رئيس مجلس الأمن متسائلا: «هل يمكن لليبيا أن تظل (ليبيا) كدولة.. هل يجرون الانتخابات من أجل إجرائها فقط». وتابع: «لقد عانت النيجر والدول المجاورة كثيرا من تدمير هذا البلد (ليبيا،) خاصة بعد أن وقعت ترسانة ليبيا العسكرية في أيدي مجموعة من العصابات».ويشير عباري بذلك إلى انهيار حكم العقيد الليبي الراحل، معمر القذافي، واستيلاء مجموعات على أسلحة الجيش الليبي، الذي انهار إبان ثورة مارس 2011.
وزاد قائلا «الانتخابات يمكن ان تؤدي إلى تفاقم الأوضاع بدلا من حلها.. يحدث هذا غالبا في الدول الإفريقية.. لذا يجب أن نكون واضحين بشأن إجرائها والنتائج التي نسعى إليها».وحث عباري «جميع الدول على احترام حظر السلاح المفروض على ليبيا من جانب مجلس الأمن منذ سقوط نظام القذافي.
ويأمل الليبيون في أن تساهم الانتخابات في إنهاء صراع مسلح عانى منه بلدهم الغني بالنفط، فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة ومقاتلين أجانب، قاتلت قوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر لسنوات حكومة الوفاق الوطني السابقة، وردا على سؤال صحفي بشأن توقعاته للانتخابات الليبية، أجاب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بقوله: «لست نبيا ولا ساحرا.. ولا أعرف ما الذي سيحدث في هذه الانتخابات».وأضاف: «نحن أمام قانون انتخابي ينظم إجراء انتخابات رئاسية، وبعدها بـ15 يوما، ستُجرى انتخابات برلمانية.. وقد وقعت المصادقة عليه من قبل أعضاء البرلمان».
وأردف: «قبلت لجنة انتخابات (المفوضية) بعض الأعضاء المرشحين طبقا للقانون.. وما يمكن قوله في هذا الموضوع هو أننا نريد لهذه الانتخابات أن تكون جزءا من الحل لا جزءا من المشكلة».
وأكد أن «الأمم المتحدة ستبذل كل ما في وسعها لتسهيل الحوار .. بحيث تُجرى هذه الانتخابات بشكل يسهم في حل المشكلة الليبية».
أمريكا تدعو الأطراف الليبية المسلحة لتهدئة التوترات
في الأثناء ومع اقتراب تاريخ إجراء الاستحقاق الرئاسي يوم الرابع والعشرين من ديسمبر الجاري ومع تسجيل حوادث عنف تهدف إلى عرقلة المسار الانتخابي من محاصرة محكمة سبها وغلق مراكز انتخاب في الزاوية...برزت مخاوف جدية هنا وهناك حول إجراء انتخابات سليمة. و في هذا الإطار جاء في تدوينة لمبعوث الولايات المتحدة الخاص وسفيرها لدى ليبيا ريتشارد نورلاند على حساب تويتر، نشارك الليبيين والمجتمع الدولي مخاوفهم حيال الجهات المسلحة وخطر العنف مما قد يمثل تهديدا للانتخابات المقرر إجراؤها في الرابع والعشرين من شهر ديسمبر 2021 .
وأضاف السفير ريتشارد نورلاند ندعو جميع الأطراف إلى تهدئة التوترات واحترام العمليات الانتخابية والقانونية والإدارية التي يقودها الليبيون. وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم والمساندة لدى ليبيا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي قد نددت بما تعرضت له محكمة سبها مما حال دون مباشرة قضاة المحكمة النظر في الطعن الذي قدمه المترشح للرئاسية سيف الإسلام القذافي وعبرت البعثة وتلك المنظمات الإقليمية عن قلقها حيال هذه الأعمال التي كان هدفها عرقلة مسار العملية الانتخابية.
الكوني يستقبل سفير الاتحاد الأوروبي
في سياق الاستعداد لإجراء الاستحقاق الانتخابي وضمان سلامة العملية الانتخابية التقى نائب المجلس الرئاسي موسى الكوني مع سفير الاتحاد الأوروبي جوزي ساباديل، حيث جرى بحث انطلاق التنسيق لإرسال بعثة أوروبية لمراقبة الانتخابات في الرابع والعشرين من شهر ديسمبر الجاري وذلك بحضور رئيس البعثة الأوروبية للمساعدة في إدارة الحدود الليبية ناتالينا سي ..الجدير بالإشارة ان موسى الكوني نائب المجلس الرئاسي أنهى مؤخرا جولة أوروبية التقى فيها مع عديد المسؤولين الأوروبيين من بينهم رئيس الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل الذي أكد دعم الاتحاد الأوروبي لليبيا في هذه المرحلة المهمة ومساعدة الليبيين على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية نزيهة وشفافة.
من جانبها تستعد باقي المنظمات الإقليمية مثل جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي إلى بدء التنسيق مع ليبيا لإرسال بعثة مراقبة لعملية الانتخابات الرئاسية.
«انتخابات ليبيا تفتقد لأي أسس نجاح»
على صعيد متصل قال رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي (نيابي استشاري)، خالد المشري ، إن «العملية الانتخابية الحالية تفتقد لأي أسس للنجاح، سواء أكانت تتعلق بالناحية القانونية أو النواحي الإجرائية» وفق مانقلته ‘’الأناضول.
جاء ذلك خلال مباحثات أجراها في العاصمة طرابلس مع رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يان كوبيش، حول الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المرتقبة، بحسب بيان للمكتب الإعلامي للمجلس.وأفاد المشري بأن «المجلس الأعلى يعتقد أن هذه الانتخابات (مقررة في 24 ديسمبر الجاري) لن تصل إلى محطتها الأخيرة، وهي التسليم والقبول».وأضاف أن «هذه الانتخابات ستمر بالعديد من المحطات والعقبات، والمجلس عاكفٌ على إيجاد حلول لهذه العقبات لإجراء انتخابات سليمة ومقبولة تؤدي إلى الاستقرار». مع اقتراب الانتخابات، تتواصل خلافات حول قانوني الانتخاب بين مجلس النواب من جانب والمجلس الأعلى للدولة وحكومة الوحدة والمجلس الرئاسي من جانب آخر.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115