تواصل الاحتجاجات رغم إعلان النتائج النهائية للانتخابات: العراق ومسار توافقي صعب لتشكيل حكومة جديدة

تستمر احتجاجات أنصار الأحزاب الخاسرة في الانتخابات البرلمانية العراقية في المنطقة الخضراء الحكومية ببغداد للأسبوع الرابع على التوالي ،

وذلك رفضا للنتائج الرسمية المعلنة من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في أكتوبر المنقضي. يأتي هذا بينما جددت قوى الإطار التنسيقي الشيعي الخاسرة في الانتخابات رفضها القاطع للنتائج.
واعتبرت، في بيان صحفي، أن تخبط المفوضية وتناقضها في التصريحات وإجراءات الاقتراع «تؤكد الشكوك في ملفات عديدة كالأصوات الباطلة وإلغاء المحطات والبصمات المتطابقة، فضلا عن ملاحظات المراقبين المحليين والدوليين».
ويتجمع المعتصمون من أنصار الأحزاب الشيعية داخل سرادق وخيام عند بوابتي المنطقة الخضراء عند الجسر المعلق وجسر الجمهورية، في ظل إجراءات أمنية مشددة، رافعين شعارات تشكك في نتائج الانتخابات البرلمانية، وتطالب بإعادة العد والفرز الشامل للمحطات الانتخابية.إذ حملت نتائج الإنتخابات البرلمانية العراقية الكثير من المفاجآت غير المتوقعة كما أثارت الكثير من اللغط بين مكونات المشهد السياسي العراقي وكذلك المشهد الإقليمي والدولي باعتبار ارتباطبعض الأحزاب والكتل المشاركة في الإنتخابات بأطراف إقليمية ودولية داعمة لها . وأظهرت النتائج التي نشرتها المفوضية الانتخابية العليا -رغم نسبة المقاطعة غير مسبوقة-تصدر التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر للنتائج المعلنة.
توافقات صعبة
ويرى خبراء أنّ هذا الانقسام الكبير في مقاعد البرلمان يعني غياب غالبية واضحة في البرلمان المقبل، وهو إشكال سيرغم الكتل المتصدّرة على التفاوض وتقديم تنازلات مقابل تشكيل تحالفات للحكم وتسمية رئيس جديد للوزراء وهو مسار يبدو انه سيكون شائكا في ظلّ النتائج المٌعلنة يشار إلى أنّ هذه الانتخابات المُبكّرة جاءت في خضم صعوبات عدّة عانى منها العراق على عدة أصعدة أمنيّة واجتماعيّة واقتصاديّة وسياسية، إذ كان من المُقرر أن تنتهي عهدة البرلمان الحالي عام 2022 إلّا أنّ الاحتجاجات الشعبيّة الغاضبة التي أطاحت بحكومة عادل عبد المهدي عجّلت بقرار إجراء الانتخابات المبكرة كحل لامتصاص غضب الشارع ليتمّ عقب ذلك منح الثقة للحكومة الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي والتي كلفت بإدارة المرحلة الانتقالية .
ومن المنتظر أن تقوم مفوضية الانتخابات بإرسال أسماء الفائزين في الانتخابات إلى المحكمة الاتحادية العليا للمصادقة عليها لتبدأ بعد ذلك العملية السياسية الجديدة في العراق بدعوة البرلمان الجديد للانعقاد وانتخاب رئيس له.وبعد الإعلان عن النتائج التي لم تكن متوقعة يرى متابعون أنّ أكبر خطر اليوم يُهدّد الانتخابات هو الاتهامات بالتزوير وعدم قبول النتائج وهو ما يحصل اليوم بالفعل في ظل استمرار الإحتجاجات الرافضة للنتائج ، مما قد يؤدّي إلى عودة الاحتقان الشعبي من جديد . ويرى مُتابعون للشأن العراقي أنّ الانتخابات الأخيرة أظهرت نوعا من غياب الثقة بالقوى السياسيّة،رغم محاولة تغيير المشهد العراقي المُتشرذم منذ سنوات، إلاّ أنّ النتائج الراهنة تُنبئ بصعوبات كبيرة في المرحلة المقبلة على صعيد التوافق حول رئيس حكومة جديدة وبالتالي إمكانيّة انسداد الأفق السياسي في العراق.
ويخشى متابعون للشأن العراقي من المرحلة المقبلة التي ستشهد مشاورات ومباحثات ومفاوضات حول الشخصية التي ستتولى تشكيل الحكومة ، في وقت تبقى فيه احتمالات الفشل في التوصل إلى توافق بين الأحزاب المعنية موضع شكوك وانتقادات .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115