وزراء الصحة في مجموعة السبع يدعون إلى «تحرّك عاجل»: العالـم أمام سيناريو إغلاق جديد في مواجهة المتحوّر «أوميكرون»

يشهد العالم في هذه الآونة تطورات متسارعة في علاقة بحالة الطوارئ الصحية المفروضة في أغلب الدول بسبب جائحة كورونا منذ عام 2019 ،

وتتعلق المتغيرات الراهنة بمتحور جديد سمي «أوميكرون» أثار قلقا دوليا وحالة استنفار حادة، تلتها تحذيرات رسمية صادرة عن منظمة الصحة العالمية من أن ظهور المتحوّر الجديد لفيروس كورونا «أوميكرون» يمثل خطرا «مرتفعا جدا».ويرى مراقبون أنّ هذا الإستنفار الدولي وما عقبه من عودة بعض الدول إلى تشديد القيود وفرض إغلاقات من جديد من شأنه إدخال العالم مجددا في حالة انهيار اقتصادي ، في وقت لم تتعاف فيه دول العالم من مخلفات الإغلاقات الأولى ومن تداعياتها الكارثية على اقتصادياتها.
وجاء في وثيقة منظمة الصحة العالمية انه «بالنظر إلى الطفرات التي يمكن أن تمنح قدرة على الإفلات من الاستجابة المناعية وقد تعطي ميزة في علاقة بانتقال العدوى، فإن احتمال انتشار أوميكرون على مستوى العالم مرتفع».
كما حذر وزراء الصحة في مجموعة السبع أمس الأول الاثنين بعد اجتماع طارئ من أنّ المتحوّرة أوميكرون يتطلب «تحرّكا عاجلا». وقال الوزراء في بيان مشترك إنّ «المجتمع الدولي يواجه تهديدًا بمتحوّر جديد قابل للانتقال بدرجة عالية من فيروس كوفيد-19 الأمر الذي يتطلب تحركا عاجلاً». كما أعلن الإتحاد الأوروبي أنه تمّ إكتشاف المتحوّر الجديد في 10 دول أوروبية وتسجيل 42 حالة إصابة، مما يرفع سقف الإنذار .
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه «قلق للغاية» بشأن عزلة جنوب إفريقيا، التي تستهدفها إجراءات تقييد السفر في مواجهة المتحوّر الجديد «اوميكرون». وأضاف «لا يمكن تحميل الشعب الإفريقي المسؤولية عن المستوى المتدني غير الأخلاقي للقاحات المتوافرة في افريقيا، ولا ينبغي معاقبته لكشف وتبادل معلومات علمية وصحية أساسية مع العالم».
وقد تسبّب فيروس كورونا بوفاة ما لا يقل عن 5,197,718 شخصا في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في نهاية ديسمبر 2019، حسب تعداد أجرته وكالة «فرانس براس» وتعتبر الولايات المتحدة أكثر الدول تضررا من حيث عدد الوفيات (776,639) والإصابات (48,229,273)، وفق أرقام جامعة جونز هوبكنز.
ورغم أن الآمال انتعشت بعد بدء أكبر حملة تطعيم بعدة لقاحات مضادة لوباء كورونا حول العالم ، إلاّ أن المخاوف من عودة الإغلاقات وسياسة تشديد القيود في عدد من الدول الغربية خاصة بعد تسجيل حالات جديدة مصابة بالمتحوّر ‘’أوميكرون’’ ،كما رافقت الشكوك والإحترازات المشهد الراهن سواء في علاقة بنجاعة اللقاحات في مواجهة هذا النوع الجديد من الفيروس أو بالتوزيع العادل لها بين مختلف دول العالم.إذ أعلنت عدّة شركات عن بدئها في تطوير اللقاحات لتتماشى مع الخصائص المخيفة للمتحوّر الجديد. وعلى غرار بيونتيك ومودرنا أعلنت شركتا فايزر وجونسون آند جونسون عن بدء العمل على تطوير لقاحات مضادة للمتحور «أوميكرون» في حال لم تكن لقاحاتهم فعّالة في الحماية من هذه السلالة. يأتي ذلك وسط شك في فعاليته اللقاحات الحالية.ومع ارتفاع أعداد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا خاصّة في جنوب إفريقيا، أعلنت دول أوروبية عديدة عن عودتها لإتباع سياسة إغلاق وفرض قيود جديدة .
ولئن مثّل الإعلان عن وصول عدد من اللقاحات إلى مراحل متقدمة من التطعيم ، إلاّ أن المخاوف مستمرة خاصة بعد حالة الإستنفار الجديدة التي تم إعلانها في العالم. وقد لاقى الإعلان عن اللقاحات تفاؤلا دوليا مشوبا بالقلق يتعلّق بالأساس بمدى فاعليّة اللقاحات في مواجهة المتحوّر الجديد خاصّة بعد إعلان شركات الأدوية، وبتداعيات وآثار الجائحة على قدرة بعض الدول للحصول على اللقاح من جهة أخرى.
ورغم سباق التطعيم يستمر العالم في فرض إجراءات مشددة يوما بعد يوم لمواجهة هذا التحول الدولي الطارئ بعد انتشار فيروس «كورونا» في أغلب الدول وعدم تراجع أعداد الإصابات. ولم تقتصر التغييرات على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في العالم بل ألقت بظلالها على النظام الدولي برمته وهددت مستقبل تحالفاته التقليدية في ظل هذه التحولات وتداعياتها الخطيرة على الصورة النمطية المعتادة لإصطفافات العالم وخلال الأزمة الأخيرة اتخذت دول أوروبا إجراءات وقيود مشددة لمجابهة انتشار فيروس «كورونا» المستجد ، تلتها مرحلة من تخفيف القيود ، لكن المرحلة الحالية تشهد عودة تدريجية نحو فرض مزيد من القيود والإجراءات المشددة بعد انتشار خطير وسريع لهذه الجائحة .
ماهو متحور «أوميكرون» ؟
وتم تسجيل أول إصابة بهذا المتحور يوم 24 نوفمبر في جنوب إفريقيا حسب منظمة الصحة العالمية، لكن اكتشافها لأول مرة يعود إلى التاسع من الشهر ذاته عندما ظهرت في عينة للفحص في بوستوانا، وذلك في مختبر مرجعي اكتشف أن عينة تشترك في حوالي 50 طفرة لم يتم كشف اجتماعها بهذا الشكل من قبل.
يحتوي هذا المتحور، الذي عرف أولا برقم B.1.1.529 قبل تسميته بـ»أوميكرون» على الكثير من الطفرات، بعضها مثير للقلق وفق منظمة الصحة العالمية، إذ إن خطر الإصابة به أعلى بكثير من بقية السلاسات المعروفة حتى الآن.
وقال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها إن البيانات الأولية تظهر أن سلالة «أوميكرون» هي «السلالة الأكثر تحولا التي تم اكتشافها بأعداد كبيرة خلال تفشي الوباء الى حد الآن، الأمر الذي يثير مخاوف جادة من أنها قد تقلص فعالية اللقاحات وتزيد خطر الإصابة مجددا».
وتتزايد الإصابات بهذا المتحور كل يوم في جل مقاطعات جنوب إفريقيا، وتبين أن لديه نسبة نمو أسرع من بقية المتحورات، لكن المنظمة تؤكد أن الأبحاث حول هذا المتغير تحتاج لعدة أسابيع حتى تقيّم بشكل دقيق خطره وإمكانيات مواجهاته.وفق عدة تقارير، أبلغت جنوب إفريقيا عن زيادة في عدد الإصابات الجديدة بمقدار أربعة أضعاف خلال الأسبوعين الماضيين، مما قد يسفر عن انتشار هذا المتحوّر الجديد.
اكتشفت هذه السلالة في بلجيكا ، وفي البلدان المحيطة بجنوب إفريقيا كبوتسوانا وزيمبابوي وناميبيا وليسوتو، كما تم الإعلان عنها في هونغ كونغ، مما أدى بمجموعة من الدول إلى تعليق رحلاتها مع كل هذه البلدان والمناطق، كما يوجد اشتباه في وصولها إلى ألمانيا.
ولم توضح منظمة الصحة العالمية سبب تسمية المتحور بـ»أوميكرون»، لكنها أشارت إلى أن بعض طفرات هذا المتحوّر ظهرت مع سلالات أخرى كدلتا و ألفا وبيتا، كما أوضحت أن هذا المتحوّر الجديد يرتبط بواحد من تغييرين رئيسين عن الإصابة بالسلالة التقليدية للفيروس: ارتفاع شديد في العدوى، وارتفاع في صعوبة الكشف عنه وفي فعالية التطعيم والعلاجات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115