تصعيد خطير ورد محتمل: قاعدة «التنف» ساحة الصراع الأمريكي الإيراني في سوريا

تعرضت قاعدة «التنف» العسكرية يوم أمس الأول إلى هجوم بطائرات مسيرة ونيران غير مباشرة في تصعيد خطير يستهدف قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية .

ويرى متابعون للشأن السوري أن هذا الهجوم غير المتوقع سيجبر الجانب الأمريكي على الرد حفظا لماء الوجه باعتبار أن القاعدة العسكرية المستهدفة من أهم القواعد في سوريا والشرق الأوسط إذ توصف بالحصن في مواجهة النفوذ الإيراني.

ولم يعلن المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية «سنتكوم»، بيل أوربان أو وزارة الدفاع الأمريكية الجهة المسؤولة عن الهجوم، لكن وقع التأكيد على أن أمريكا تحتفظ «بحق الدفاع عن النفس وحق الرد في الزمان وفي المكان اللذين تختارهما».
وحسب تقارير في الغرض تعتبر قاعدة التنف الاستراتجية إحدى أهم ركائز التحالف الدولي وواشنطن في حربهما ضد تنظيم «داعش» الإرهابي. وتعتمد الولايات المتحدة الأمريكية على القاعدة لتدريب قوات المعارضة السورية بهدف تسيير دوريات في الغرض.
وتعتبر القاعدة، التي تأسست عام 2016 والواقعة قرب الحدود الأردنية من الجانب الشرقي لسوريا، والواقعة قرب الحدود الشرقية لسوريا مع الأردن والعراق، وتقع على طول طريق حيوي يمتد من طهران مرورا ببغداد إلى دمشق، وهو طريق تأمل إيران أن يكون جزءا من «الهلال الشيعي»، وفقا لما ذكرته شبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية في تقرير سابق.ويشير تقرير الشبكة إلى أن موقع التنف محوري بالنسبة لأمريكا التي تسعى الى منع الإيرانيين من الحصول على موطئ قدم أكثر في المنطقة.

ولئن يرى مراقبون أن الجانب الأمريكي مجبر على الرد على هذا التصعيد ،يرى شق آخر أن سياسة البيت الأبيض التي اعلنها الرئيس السابق دونالد ترامب والتي يواصل الرئيس الحالي جو بايدن في تنفيذها عبر التقليص من نفقات أمريكا العسكرية في بؤر الصراع بدءا بالانسحاب من أفغانستان مرورا بإمكانية تقليص عدد قواتها في سوريا والعراق واليمن . إذ تمثل التكاليف الباهظة التي تستنزفها القاعدة رغم أهميتها الاستراتيجية، هاجسا للجانب الأمريكي فبحسب تقرير من معهد «بروكينز»، يعود إلى العام الماضي، كلفت القاعدة جزءا صغيرا من الميزانية المخصصة لقوة التدريب والتجهيز لمكافحة داعش الإرهابي البالغة 200 مليون دولار.
هذا ويشهد الميدان السّوري هذه الايام تحركات ميدانية مُتواترة ومتسارعة ،فبعد حسم المعارك في عدد كبير من الجبهات القتالية في سوريا الجنوب السوري وفي محيط العاصمة دمشق، واستعادة الجيش السوري للمناطق التي كانت خارج سيطرته، انتهاء عمليات ترحيل المسلحين إلى الشمال ، بعد كل هذه التطورات تتجه الانظار في هذه الاونة الى المعركة المقبلة التي من المتوقع ان تبدأ بعد هذا التصعيد الأخير في سوريا وتحديدا في «التنف».

أهمية استراتيجية بالغة
وتحمل منطقة التنف او شرق الفرات اهمية بالغة سياسيا واقتصاديا وعسكريا باعتبار أنها حدودية مع كيان الاحتلال الاسرائيلي كما تضم «التنف» معبر «نصيب» الحدودي مع الأردن، والذي يعد شريان الحياة الاقتصادية في سوريا مايعني ان امكانية سيطرة قوات النظام السوري عليه تعني عودة قوية لحكومة بشار الاسد.
ويؤكد باحثون على أن اندلاع الحرب من جديد في جبهة «التنف» ستكون هذه المرة ذات أبعاد أخطر من الجبهات القتالية السابقة بما من شأنه تغيير موازين القوى لصالح النظام السوري المدعوم من إيران رغم التهديدات الامريكية المتكررة. وتحمل معركة «التنف» المرتقبة ابعادا ميدانية تتعلق بموازين القوى ومستقبل النظام السوري وأخرى اقليمية دولية تتعلق بالحرب بين امريكا ومن ناحية إيران من ناحية أخرى .
كما تحمل هذه المعركة المرتقبة أهمية بالغة بالنسبة للاعبين إقليميين آخرين على غرار إيران باعتبار أنها على المنطقة الحدودية حيث يوجد عدد كبير من القوات الايرانية قريبا من الحدود مع الأردن ، مع الاراضي المحتلة من الكيان الاسرائيلي وهي ورقة ضغط ايرانية ناجعة ضد اسرائيل .
كما ان منطقة ‘’التنف’’ تضمّ حدودا مع العراق ممايعني انها منطقة انفتاح على دول الجوار ومنطقة ضغوطات على كل الاطراف المعنية . كل هذا التداخل الخارجي في هذه المنطقة الحدودية فتح الباب امام معركة بالنسبة لأمريكا وإسرائيل من جهة وروسيا وإيران من جهة اخرى .
وفي ظل الحديث والأهمية الكبرى التي تعطيها روسيا والنظام السوري وإيران للجنوب السوري تتجه الأعين صوب منطقة التنف.ونحو البادية السورية خلال عام 2017 لساحة صراع دولي وإقليمي وخاصة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإيران.حيث تقع قاعدة التحالف الدولي في التنف ضمن جيب عسكري بدائرة قطرها 55 كم، ويحظر البنتاغون الاقتراب منها تحت طائلة التدمير.وتكتسب منطقة التنف أهمية قصوى، نظراً لتواجدها في حدود بلدان هي سوريا والعراق والأردن. إلاّ أن هذه الحدود، تعني لحلفاء الأسد، في طهران، أهمية مختلفة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115