الوفد الروسي المشارك في اجتماع الجمعية العامة، ووفق وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك» فقد جرى خلال اللقاء بحث آخر تطورات الملف الليبي وجهود المجتمع الدولي لإجراء الاستحقاق الانتخابي مع نهاية العام الحالي .
وقد دعا سيرغي لافروف مجددا الى ضرورة سحب المرتزقة بشكل متزامن والمضي قدما في انجاز مشروع المصالحة الوطنية الشاملة تمهيدا لإجراء الانتخابات العامة في موعدها المحدد.
وأشاد لافروف في هذا السياق بأداء المجلس الرئاسي من خلال بعث لجنة المصالحة الوطنية والإفراج على عدد من سجناء النظام السابق. ووفق وكالة «سبوتنيك» الروسية جدد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي تقدير الشعب الليبي لأهمية الدور الروسي الداعم لإعادة الاستقرار والأمن لليبيا مذكرا بالعلاقات التاريخية التي تجمع البلدين الصديقين وعزم المجلس الرئاسي والحكومة الليبية مزيد تعزيز تلك العلاقات.
على هامش مشاركته في أشغال اجتماع الجمعية العامة دوما كان لرئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي لقاء أيضا مع وزير الخارجية الصيني «وانغ بي» جرى فيه استعراض كيفية التسريع بتنفيذ مراحل ومحطات خارطة الطريق المنبثقة عن الاتفاق السياسي، «وانغ بي» أكد للمنفي سعي الصين من خلال عضويتها بمجلس الأمن الدولي الى التمديد لعمل بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا حتى تنجز مهامها وعمل الصين من أجل رفع التجميد عن الأموال الليبية في الخارج.
مواقف محلية
محليا دعا نائب المجلس الرئاسي عبد الله اللافي السلطة التشريعية إلى اصدار التشريعات اللازمة لإنجاز الانتخابات ، مؤكدا أن المجلس الرئاسي ماض في الإيفاء بما تعهد به أمام الشعب الليبي حول إتمام كل ما يلزم من خطوات لإجراء الاستحقاق الانتخابي. وأشار اللافي إلى أن لاشيء يفرق بين شرق وجنوب وغرب ليبيا وأن الليبيين لن يقبلوا بمزيد من الفوضى والقرارات الارتجالية وان البلاد لن تحتمل بتاتا مرحلة انتقالية أخرى.
ذات الرسالة وجهها رئيس الحكومة الانتقالية عبد الحميد الدبيبة أمام الآلاف الذين تجمعوا في ساحة الشهداء وسط طرابلس احتجاجا على سحب مجلس النواب الثقة من الحكومة وأكد دبيبة على أنّ الحكومة ماضية قدما في التحضير للانتخابات وعلى الليبيين استغلال هذه الفرصة لإرساء الاستقرار والأمن وبناء دولة ديمقراطية وتسع الجميع.
وكانت مدن الزاوية ومصراتة شهدت هي الأخرى مظاهرات منددة بسحب مجلس النواب للثقة من حكومة الدبيبة ، في غضون هذه التطورات عبر نشطاء بالمجتمع المدني من مختلف مناطق البلاد عن خشيتهم من عودة انقسام المؤسسات وبروز حكومة موازية بشرق ليبيا ، سيما وأن المستشار عقيلة صالح سبق له ان لوح باتخاذ مثل هذه الخطوة.
أهمية دور الأمم المتحدة لإنجاح العملية السياسية
في الأثناء أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي على أهمية الدور الذي تقوم به بعثة الأمم المتحدة للدعم بليبيا في المساعدة على نجاح العملية السياسية للوصول بالبلاد إلى إجراء الانتخابات في أفضل الظروف السياسية والأمنية.
وذكرت وكالة الأنباء الليبية أمس السبت، أن ذلك جاء خلال لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نيويورك لبحث آخر تطورات الأوضاع في ليبيا.وأعرب المنفي عن تقديره لجهود الأمم المتحدة في دعم الحوار السياسي الليبي لإعادة الاستقرار وبناء الدولة الديمقراطية التي ينشدها الليبيون.
من جانبه، رحب غوتيريش بمسارات الحوار التي يقودها المجلس الرئاسي بين جميع الأطراف، مؤكدا على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها نهاية العام الجاري، والعمل على خروج المرتزقة لضمان استقرار ليبيا ودول الجوار.
«عقيلة صالح يطمئن المجتمع الدولي»
من جهته أعلن عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، أن المجلس سيسلم السلطة الي مجلس جديد فور انتخابه، موضحا أن إعلان ترشحه للرئاسة حاليا «غير مناسب».جاء ذلك خلال مقابلة مع قناة «218» المحلية، نقلتها صفحة المركز الإعلامي لمجلس النواب على «فيسبوك»، أمس السبت.
وبرر صالح، سحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية، بأن ذلك «كان خوفا من استمرارها في توقيع عقود ستترتب عنها ديون كبيرة على عاتق الشعب».وأضاف: «لا يوجد أي قيد على الحكومة داخليا، فالقيد الوحيد على العقود طويلة الأمد».وأفاد بأن مجلس النواب «سيسلم السلطة بمجرد انتخاب المجلس الجديد».وحول الترشح لانتخابات الرئاسة، قال: «لا أستطيع أن أقول شيئا عن الترشح للرئاسة حتى يفتح باب إعلان الترشح، وقبل ذلك فإعلان ترشحي غير مناسب».
وأردف: «لا نريد إقصاء أحد ومن يرى لديه شعبية ترشحه للرئاسة أو البرلمان فليتقدم وفق القانون الصادر بالخصوص».وتابع: «لا يوجد حل في ليبيا إلا عبر الانتخابات وأخشى أن عرقلتها ستترتب عليه عواقب وخيمة وفوضى».