في لقاء بين بوتين والأسد في روسيا: انتقادات لنشر القوات الأجنبية في سوريا «دون قرار أممي»

فاجأت الزيارة التي أداها الرئيس السوري بشار الأسد إلى روسيا قبل أيام قليلة المجتمع الدولي خاصة وأنه لم يتم الإعلان عنها قبل وصول الأسد لقائه

مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. واستقبل الرئيس الروسي نظيره السوري بشار الأسد في الكرملين ، في اجتماع هو الأول للرئيسين في موسكو منذ 6 سنوات . وتأتي زيارة الرّئيس السوري بشّار الأسد بالتزامن مع سعي حثيث من نظام الأسد وحلفائه في روسيا وإيران إلى إرساء تسوية سياسية شاملة في سوريا.
ووفق بلاغ صادر عن الكرملين فقد ناقش الرئيسان عدة ملفات لعل أهمها المتعلق بالقوات الأجنبية التي تم نشرها في سوريا حيث اعتبر بوتين «أنّ انتشارها في سوريا» دون قرار أممي يشكل عائقا أمام توحيد البلاد الغارقة في الحرب منذ 10 سنوات».

وأفاد الكرملين بأن هذه التصريحات جاءت خلال اجتماع الرئيسين بالعاصمة الروسية، كما نقل بيان للكرملين عن بوتين قوله «الإرهابيون تكبدوا أضرارا بالغة، وتسيطر الحكومة السورية برئاستكم على 90 % من الأراضي». من جهته أشاد الأسد بما وصفه بـ«نجاح الجيشين الروسي والسوري في «تحرير الأراضي المحتلة» بسوريا. ووصف العقوبات التي فرضتها بعض الدول على سوريا بأنها «غير إنسانية» و«غير شرعية». وقد أشار الرئيس السوري إلى أن العملية السياسية التي بوشرت قبل عامين تقريبا تواجه «عوائق لأن هناك دولا تدعم الإرهابيين وليست لها مصلحة في أن تستمر هذه العملية بالاتجاه الذي يحقق الاستقرار في سوريا». مضيفا «قامت بعض الدول بفرض حصار على الشعب السوري.. حصار نصفه بأنه غير إنساني وغير أخلاقي وغير قانوني».
وكانت روسيا قد تدخلت عسكريا في سوريا في العام 2015 مما سمح لقوات النظام السوري باستعادة مناطق خسرتها أمام فصائل المعارضة والجماعات الإرهابية.

تطورات إقليمية
وتأتي زيارة الأسد المفاجئة في وقت تعيش فيه المنطقة تطورات ميدانية عسكرية وسياسية هامة على الصعيدين المحلي والإقليمي .وتباحث الرئيسان الروسي والسوري خلال اللقاء الذي لم يتم الإعلان عنه بشكل مسبق ، ‘’سبل تسريع العملية السياسية في سوريا بعد سنوات من الصراع والاقتتال وذلك من اجل الانتقال إلى اعادة الإعمار وخاصة سحب القوات الأجنبية المنخرطة في سوريا» وقد دار اللقاء بشكل سري كما هو معتاد في اللقاءات المباشرة التي جمعت الرئيسين على امتداد السنوات السبع للصراع الدائر في سوريا منذ 2011 .
ويرى مراقبون أن الزيارة تمثل رسالة واضحة لباقي الأطراف الفاعلة في المعادلة السورية خاصة لتزامنها مع التقدم الواضح الذي تحققه قوات الأسد بمساندة روسيا . إذ تمثل روسيا الحليف الرئيسي لنظام بشار الأسد إلى جانب الدعم الإيراني . كما يرى متابعون أن اللقاء انعقد لإتخاذ إجراءات للحد من انتشار القوات الأجنبية في البلاد حيث يؤكد مراقبون أن أهم محور للقاء الذي جمع الرئيسين كان ملف القوات الأجنبية في سوريا.

ويبدو أنّ هذا الاجتماع وهذه الزيارة يعزّزان موقف الرئيس السوري الذي يعاديه قادة الغرب . كما يشار إلى أنّ التدخل العسكري الروسي في سوريا الذي بدأ في سبتمبر 2015 ساعد بشكل كبير قوات النظام السوري على استعادة السيطرة على عدد كبير من المناطق الواقعة تحت ''سيطرة المعارضة أو «الجماعات الإرهابية».
وكان اللقاء الثاني الذي استقبل خلاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره السوري بشار الأسد في سوتشي بجنوب غرب روسيا خلال شهر نوفمبر 2017 وذلك قبل قمة ثلاثية جمعت آنذاك روسيا وإيران وتركيا للبحث عن حل سياسي للازمة السورية . وكانت أول زيارة خارجية للأسد إلى روسيا والخارج في اكتوبر 2015 مباشرة بعد التدخل العسكري الروسي الذي شكل منعطفا حاسما في النزاع السوري. وقد التقى بوتين مع الأسد بعد أسابيع قليلة من إطلاق موسكو لعملية عسكرية في سوريا استهدفت مقاتلي المعارضة المناهضين للأسد ودعمت القوات الحكومية التي شهدت تراجعا واضحا في ذلك الوقت على حساب تقدم المعارضة من جهة وتنامي نفوذ الجماعات الإرهابية من جهة أخرى.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115