في 31 أوت ستنتهي أمريكا انسحابها العسكري بالكامل من أفغانستان: بداية «عهد طالبان» تُخيف دول العالـم وتحذيرات من «جبهة النار» في المنطقة

تستمرّ الدول الغربية في سحب قواتها تباعا من أفغانستان رغم الوضع الأمني المتدهور في العاصمة كابول التي تعيش مشهدا دمويا

خانقا منذ إعلان حركة ‘’طالبان’’ المتشددة عن تسلّمها الحكم بعد هروب الرئيس أشرف غني . ومن المقرر أن تُكمل الولايات المتحدة الأمريكية سحب جنودها يوم الثلاثاء 31 أوت ، في خطوة لاقت ردود أفعال دولية ومحلية متباينة لما تحمله من تداعيات خطيرة بدأت في الظهور في الأسابيع الأخيرة .
ورافقت حالة الانهيار السريع في صفوف الجيش الأفغاني الذي تلقى تدريبا لسنوات على يد القوات الأمريكيّة، حالة من الصدمة والذهول بعد سيطرة حركة ‘’طالبان’’ المتشددة بسهولة على عموم البلاد وخاصة العاصمة كابول مما ساهم في بثّ حالة من الفوضى الأمنية والسياسية بالإضافة إلى ماخلّفته من أعداد غير مسبوقة من طالبي اللجوء والهاربين .
وبعد مقتل 13 عسكريا أمريكيا في الهجوم على مطار كابول قبل أيام من إكمال أمريكا لانسحابها الكامل ، يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن انتقادات واتهامات شرسة وسط مطالب من الجمهوريين بـ»الاستقالة» او «الإقالة». وكتبت المسؤولة الثالثة في الحزب الجمهوري في مجلس النواب إليز ستيفانيك في تغريدة «يدا جو بايدن ملطختان بالدماء».
وبعد الاعتداء الدامي الذي استهدف مطار كابول، أعلن الرئيس جو بايدن من البيت الأبيض «أتحمل بشكل جوهري مسؤولية كل ما حصل مؤخرا». لكنه ذكر بالاتفاق الموقع عام 2020 بين طالبان ودونالد ترامب الذي تعهد بسحب القوات الأميركية بالأساس في ماي، فدافع عن قراره الانسحاب بشكل تام من أفغانستان وطريقة تنفيذ هذا الانسحاب مؤكدا «حان الوقت لإنهاء حرب استمرت عشرين عاما».وتثير الأوضاع الخطيرة في أفغانستان قلقا متزايدا على الصعيد الدولي خاصة بعد سيطرة ‘’طالبان’’ على الحكم، ويحذر متابعون من تداعيات إكمال الولايات المتحدة الأمريكية ودول الناتو إكمال إنسحاب قواتها العسكرية من كابول مع نهاية الشهر الجاري ،بعد 20 عام من أحداث سبتمبر 2001.
تداعيات مرتقبة
وتشارف الولايات المتحدة الأمريكية على إنهاء تواجدها العسكري في أفغانستان مع موفى شهر أوت وذلك قبيل ذكرى أحداث 11 سبتمبر 2001 ،ولئن يرى مراقبون أن تداعيات هذا الإنسحاب ستكون وخيمة على الجانبين الأفغاني والأمريكي على حد سواء بعد 20 عاما من الحرب إلا أن المخاوف الدولية تتركز اليوم على حركة «طالبان» التي زادت من وتيرة نشاطها وهجماتها في الآونة داخل أفغانستان وعلى الحدود مع باكستان وسط دعوات غربية الى ضرورة التفاوض مع الحركة المتشددة التي بسطت سيطرتها على البلاد وسط مخاوف على وضع حقوق الإنسان هناك.
وتتسارع في هذه الآونة وتيرة التحركات الدولية لإرساء آلية تفاوض تفضي لتشكيل حكومة انتقالية في أفغانستان وذلك وسط مخاوف من تمسك الحركة بالحكم رغم ما تحاول إبرازه للعالم من سعيها لتغيير منهجها الدموي.
هذا ويقترب ملف القوات الأمريكية في أفغانستان من الحسم بعد أخذ وردّ حصلا خلال عهدة الرئيس السابق دونالد ترامب، وقد استمر بعد تنصيب الرئيس الجديد جو بايدن رئيسا لأمريكا، لكن يبدو أن إعلانه رسميا أنّ قوات بلاده ستغادر الأراضي الأفغانية قبيل الذكرى الـ20 للهجمات 11 سبتمبر 2001 ، لم ينهي سنوات من الانتقادات بل زاد من حدة الجدل الداخلي في بلاد العم سام على علاقة بتكلفة الحرب الباهظة ماديا وبشريا .
ويؤكد متابعون للشأن الدولي على أنّ انسحاب أمريكا وإنهاء وجودها العسكري في عديد المناطق الساخنة وبؤر التوتر باعتبار تكلفته المادية والبشرية الباهظة سيحمل رغم ذلك انعكاسات سلبية كبيرة بدأت من أفغانستان وأولها الهجوم الأخير الذي هز مطار ‘’كابول’’ وخلف كارثة.
من جهة أخرى يحذر المجتمع الدولي من الكارثة الإنسانية في أفغانستان مع تزايد أعداد الهاربين من الوضع الصعب في البلاد ، حيث حذر قائد القوات المسلحة البريطانية الجنرال نيك كاتر أمس السبت أن عمليات الإجلاء من كابول تدخل أخطر مراحلها فيما تنطلق آخر طائرات الإجلاء البريطانية وسط زيادة التهديد الإرهابي من جانب داعش-ولاية خراسان الذي تبنى هجوم مطار ‘’كابول’’ الأخير.وقال الجنرال نيك كاتر: «يجب أن نحبس أنفاسنا ونفكر بجدية في تلك الطائرة الأخيرة.
وأعلن البنتاغون عن أنه نفذ ضربة جوية بطائرة مسيرة على عنصر من ‘’داعش» الإرهابي دبر التفجير الانتحاري الذي وقع عند محيط مطار كابول. وأسفر التفجير الانتحاري عن مقتل 170 شخصا على الأقل وبينهم 13 جنديا أمريكا وبريطانيان وطفل يحمل الجنسية البريطانية.وجرى استهداف سيارة قائد داعش بصاروخ بينما كان يقودها عبر إقليم ننكارهار شرقي أفغانستان.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115