«مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة» في نهاية الأسبوع الجاري: العراق .. بين بحث قضايا المنطقة والوساطة بين دول الجوار

يحتضن العراق في نهاية الأسبوع الجاري قمة إقليمية مهمة بمشاركة عدد من الدول من أجل التباحث في عدد من قضايا منطقة الشرق الأوسط والعالم

على حد سواء.ويسعى العراق من خلال هذه القمّة المرتقبة إلى إستعادة دوره المحوري في المنطقة من خلال العمل على تقريب وجهات النظر بين الدول التي تعاني من خلافات عميقة فيما بينها لعلّ أهمها إيران والمملكة العربية السعودية، إلى جانب سعي بغداد إلى كسب ثقة حلفائها ودول جوارها وعلى الصعيد الدولي .
وستشارك 9 دول في «مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة» المرتقب في نهاية هذا الأسبوع وهي وفق ما صرح به وزير الثقافة والسياحة والآثار المتحدث باسم الحكومة العراقية حسن ناظم، هي تركيا وإيران والسعودية والكويت والأردن ومصر وقطر والإمارات، إضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة.وذكر أن العراق سيسعى من خلال هذا المؤتمر إلى استعادة دوره الإقليمي الفاعل والمؤثر. كما أكّد العراق على مشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يزور العراق في نهاية هذا الأسبوع للمشاركة في قمة إقليمية من’’ أجل دعم استقرار البلاد والتذكير بالدور الذي تريد باريس مواصلته في المنطقة، سيما في مكافحة «داعش» الإرهابي وفق ما أعلنته الرئاسة الفرنسية .
وسيكون ماكرون المشارك الوحيد في القمة من خارج المنطقة، وهو من القلائل الذين أكدوا حضورهم إلى بغداد حيث سيلتقي مع القادة العراقيين، إضافة إلى نظيره المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني.كما تمت دعوة الرئيسين التركي والإيراني والعاهل السعودي، لكنهم لم يؤكدوا بعد ما إذا كانوا يعتزمون المشاركة، وفق ما أفاد بذلك مصدر عراقي.
وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن إيمانويل ماكرون الذي قام بزيارة وجيزة للعراق في 2 سبتمبر 2020، يريد «إظهار دعمه للدور المحوري للعراق ولمكافحة الإرهاب وتنمية البلاد والمساعدة في تخفيف التوترات».وقال مستشار للرئيس الفرنسي «كما هو الحال في منطقة الساحل، يتعلق الأمر بجوارنا وأمننا القومي. وفرنسا حريصة على مواصلة هذه المعركة في العراق وأماكن أخرى لتجنب عودة ظهور داعش».
ويرى مراقبون أنّ القمة التي ستنعقد في نهاية الأسبوع ستتناول عديد الملفات على علاقة بالحرب ضدّ الإرهاب والواقع الإقليمي المتوتر سواء على علاقة بالصراع التركي الإيراني أو بالخلاف والصدام بين طهران والرياض . إذ يعدّ العراق أرضا لهذه الصراعات أو الحروب بالوكالة بين هذه الأطراف الإقليمية رغم محاولات بغداد لعقود طويلة النأي بنفسها عن هذه المواجهة المباشرة وغير المباشرة بين مختلف الأطراف. إلاّ أنّ طبيعة المشهد العراقي المنقسم إلى سنة وشيعة زاد من تغذية هذه المواجهة وتأجيجها. وتحاول الحكومة العراقية في هذه الآونة لعب دور الوسيط لتقريب وجهات النظر وتجنيب المنطقة من تداعيات أخرى أكثر حدة لحرب النفوذ التي تشهدها .
ويقول رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن ثمة رغبة في أن يلعب العراق «دوراً بناء وجامعاً لمعالجة الأزمات التي تعصف بالمنطقة».ومن المتوقع أن يتطرق ماكرون في محادثاته الثنائية إلى قضايا إقليمية مثل الوضع في أفغانستان، كذلك وضع الجهاديين الفرنسيين المعتقلين في العراق ومسألة حقوق المرأة.كما سيتوجه الرئيس الفرنسي الأحد إلى إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي، ثم إلى مدينة الموصل التي دمرت أقسام منها بعد أن ظلت في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية لمدة ثلاث سنوات.
محاولات سابقة
وسبق أن احتضنت العاصمة العراقية بغداد اجتماعا بين وفدين من الجانبين الإيراني والسعودي بعد سنوات من العداء ونقلت وسائل إعلام غربية عن مصادر متعددة أن بغداد استضافت يوم 9 أفريل الفارط جولة أولى من محادثات مباشرة بين وفدين من السعودية وإيران قد تطرقت إلى الأوضاع في اليمن ولبنان والمنطقة بصفة عامة ، وهي خطوة اعتبر مراقبون أنها قد تكون بداية تقارب بين الجانبين بعد عقود طويلة من صراع ديني بين السنة والشيعة في المنطقة العربية وما أنتجته من حرب بالوكالة بين حلفاء السعودية وحلفاء إيران في عدة دول.ومن بين أصداء الاجتماع الذي لم يعلن عنه كان الترحيب الصادر عن روسيا حليفة طهران التي أكدت أنها سترحب بأي تقارب بين السعودية وإيران، معتبرة أن هذه العملية ستؤثر إيجابيا على الأوضاع الأمنية في منطقة الشرق الأوسط.
ودارت بين السعودية وإيران منذ عقود طويلة حرب دينية شيعية سنية كان من بين أهم أسبابها صراع حول النفوذ بين الطرفين في المنطقة العربية (العراق وسوريا واليمن ولبنان) مما جعل العلاقات بين البلدين تُصنّف في خانة العداء المُعلن. وزاد سير إيران نحو امتلاك السلاح النووي من هلع الدول الخليجية وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية . إذ يرى مراقبون أن الحروب بالوكالة بين طهران والرياض وحلفائهما في كل من اليمن والعراق وسوريا ولبنان كانت الفتيل الذي أجّج نيران الصدام بين الجانبين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115