الأزمة السورية والسيناريو الأفغاني: أكراد سوريا ومخاوف من فقدان الدعم الأمريكي

فتحت التطوّرات الدراماتيكية التي شهدتها أفغانستان مؤخرا ، الباب أمام تداعيات هذا التوتر الذي تعيشه أفغانستان على علاقة بتداعيات انسحاب القوات الأمريكية

من مناطق النزاع وأثرت على الدول التي تشهد حروبا منذ عقود على غرار العراق وسوريا واليمن . ومن الملفات الشائكة ما خلفه سيناريو أفغانستان الأخير من قراءات متعددة حول ملف الأزمة السورية التي تشهد بدورها تداخل عدة أطراف دولية فاعلة في مجرياتها .
وعلى غرار الأطراف الدولية الفاعلة في سوريا، نجد أيضا الأطراف المحلية التي يتكون منها الأزمة السورية سواء من النظام الحاكم أو المعارضة أو باقي الفصائل وأهمها الأكراد المدعومون من أمريكا . ولعلّ الإنحساب الأمريكي الأخير من أفغانستان قد زاد من القلق المهيمن على أكراد سوريا خشية تراجع الوجود الأمريكي في سوريا والذي تعتبرها ضروريا لأمنها ولحمايتها.

يشار إلى أن الأكراد اكتسبوا زخما خلال الحرب ضد ‘’داعش’’ الإرهابي في العراق وسوريا عام 2014، حيث اتخذت أمريكا من المقاتلين الأكراد حلفاء رئيسيين لها على الميدان، وهو ما ساعد الأكراد السوريين أيضا من إنشاء إدارة ذاتية في شمال سوريا.

الأكراد ورقة في يد الأمريكان
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي السوري خيام الزعبي لـ»المغرب’ أن ‘’العالم تفاجئ بانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان مخلفة ورائها العديد من الأسلحة الفتاكة التي أصبحت بيد الحركة المتطرفة «طالبان» العدو الأول للحكومة الأفغانية الحليف المفضل لديها. ‘’
وتابع «اللافت هنا، تتبع الولايات المتحدة نفس المبدأ في سياستها نحو سوريا، من خلال السيطرة على حقول النفط والاستفادة من استخراج البترول التي تعتبر من العوامل الأساسية التي تبقي القوات الأمريكية في هذه المنطقة، وعلى الجانب الآخر فإن المجموعات الكردية التي تسيطر على قطاع كبير من هذه المناطق السورية تلعب دور «حراس» الموارد النفطية تعتمد عبثا على مواصلة الدعم الأمريكي» وفق تعبيره.

وأضاف ‘’وتزامنا مع هذه المستجدات الأخيرة، تتمسك الولايات المتحدة بالسيطرة على هذه المناطق، لضمان استمرار انتفاعها بالنفط والتحكم بالممرات البرية في شرق سورية لذلك يحاول البيت الأبيض تبرير سرقته للنفط ، بذريعة محاربة الإرهاب ، وحماية الديمقراطية الدولية ومصالح الأكراد الذين يعملون أيضاً ضد الحكومة السورية، بينما الرئيس الأمريكي أعلن في أكثر من مرة بأنه يريد النفط السوري، من الواضح أن هذا التخبط في سياساته الخارجية ليس بالأمر الجديد، كما ترى الولايات المتحدة في تواجدها شرق سورية ورقة يمكن أن تستخدمها لتأمين مصالحها في أي تسوية للأزمة السورية مستقبلا ‘’.

تداعيات مرتقبة
وأكد الكاتب السوري «من الواضح أن واشنطن ستبدأ عملية عودة قواتها المسلحة إلى وطنها بعد إنهاء تواجدها على الأراضي السورية وستترك الشعب الكردي في مواجهة المسائل المعلقة كما تركت الشعب الأفغاني في مواجهة مسلحي طالبان. ويجب على الشعب الكردي بأكمله وقادته أن يدرك وضعهم كـ “ورقة مساومة” في أعين البيت الأبيض فيجب عليهم أن يتفهموا عدم جدوى المزيد من التعاون والمساعدة للجانب الأمريكي على أمل حل مشاكلهم». .
وتابع ‘’ومن الواضح أن القوات الأمريكية التي غادرت أفغانستان اليوم ستضطر عاجلا أو آجلا إلى مغادرة الأراضي السورية مستقبلا وسيترك الأكراد في مواجهة المشاكل العديدة التي لم يتم حلها فحسب بل على العكس أيضا تفاقمت بسبب السياسة الضبابية للبيت الأبيض الذي يمنع مشاركة الشعب الكردي في عملية تسوية الأزمة السورية’’.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115