ليبيا: مؤتمر دولي حول ليبيا قريبا واستعدادات حثيثة لإنجاح انتخابات ديسمبر

أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في حكومة الوحدة الوطنية الليبية عن الترتيب لعقد مؤتمر دولي حول ليبيا قريبًا.جاء ذلك في بيان عقب اجتماع وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش

مع المبعوث الخاص للأمين العام إلى ليبيا رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا يان كوبيش، وذلك بمقر الوزارة بالعاصمة طرابلس بحسب موقع»بوابة الوسط»الإخباري الليبي.

وقالت الوزارة في بيان لها: «إن الجانبين بحثا الأوضاع في ليبيا والتطورات الإيجابية والملموسة التي تشهدها».وأشارت إلى أن «اللقاء شهد تباحثا حول ترتيبات لعقد مؤتمر دولي حول ليبيا خلال المدة القريبة المقبلة». وذكرت الوزارة أن المؤتمر المرتقب الذي ستنظمه وتترأسه ليبيا، بمشاركة الأمم المتحدة، والدول الفاعلة في الملف الليبي، سيخصص لتفعيل مبادرة استقرار ليبيا، التي أطلقتها حكومة الوحدة الوطنية في مؤتمر برلين (2)، وتنفيذ بنودها، بالإضافة إلى وضع آليات محددة وعملية، لتنفيذ بنود مؤتمري برلين (1)، (2)، وقراري مجلس الأمن رقمي 2570 و.2571وفي سياق متصل، أكد الجانبان على «المضي قدمًا في الإيفاء بمخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي، والعمل على دعم جهود لجنة 5+5 في تثبيت وقف إطلاق النار والعمل على توحيد المؤسسة العسكرية».وتطرق اللقاء إلى الاستعدادات الجارية لإجراء الانتخابات القادمة في موعدها واستعداد المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية لتسخير كافة الإمكانات للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات، لإنجاح هذا الاستحقاق في موعده المقرر.
ومن المقرّر أن تحتضن الجزائر اجتماعًا وزاريًّا لدول جوار ليبيا، يومي 30 و31 أوت الجاري، بهدف مساعدة البلد الحدودي على تجاوز تعثُّر مسار التسوية السياسية.
وسينعقد الاجتماع على مستوى وزراء خارجية كل من الجزائر ومصر وتونس والسودان وتشاد والنيجر باعتبارها دولًا حدودية معنية مباشرة باستقرار ليبيا، فيما يرجح مشاركة ممثلين عن الأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.

‘’داعش’’ يضرب مجددا في فزان
في الأثناء أكد المتحدث باسم القيادة العامة للجيش التابع لرئاسة أركان مجلس النواب اللواء احمد المسماري تعرض بوابة أمنية في منطقة زلة 750 كلم جنوب شرق طرابلس لهجوم إرهابي يحمل بصمات تنظيم ‘’داعش الإرهابي’’ بسيارة مفخخة دون حدوث أضرار بشرية في صفوف أفراد حراسة البوابة، في حين أصيب الإرهابي إصابة قاتلة فارق على إثرها الحياة في المستشفى.

وفي وقت لاحق من الواقعة، تبنى تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي العملية ، ومن المعلوم أن تنظيم ‘’داعش’’ سبق له أن نفذ عدة تفجيرات بإقليم فزان مثل تفجير بوابة ‘’مازق’’ بسبها وغيرها من الهجمات الأخرى..كما سبق لأهالي الجنوب أن حذروا من تزايد نفوذ ‘’داعش’’’ الإرهابي بسبب حالة الفراغ الأمني بالجنوب مع استمرار الانقسام بين غرب وشرق البلاد.
وكان القائد العام للجيش الليبي المشير حفتر أطلق في مطلع جوان الفارط عملية عسكرية واسعة تحت شعار ‘’تطهير الجنوب من الإرهاب’’، على أساس أنّ الجنوب الشرقي منطقة مُحررة من الجماعات الإرهابية، لكن العملية الجديدة تؤكد أن المنطقة يتواجد فيها ‘’داعش’’ الإرهابي.

ويرى مراقبون محليون أن الجنوب الليبي المترامي الأطراف والتضاريس الصعبة تحوّل إلى ملاذ للجماعات المتطرفة لتشكل خطرا مباشرا لا على ليبيا فحسب بل على دول الجوار . وما حدث بالتشاد من اغتيال رئيسها ليس ببعيد. وأشار هؤلاء المراقبون الى أنّ تحرير سرت من ‘’الدواعش’’ وقبلها بنغازي ودرنة كان بمثابة عمليات جراحية لاستئصال داعش من ليبيا..باعتبار أن قادة ‘’داعش’’ واغلب مقاتليه لم يتم قتلهم أو القبض عليهم وإنما جرى تنظيمهم عبر ممرات آمنة ليتجهوا إلى إقليم فزان ومن ثمة تمكن التنظيم من إعادة بناء نفسه تدريبا وتسليحا ،وعوض خسائره المادية بعقد تحالفات مع جماعات أخرى وفصائل المعارضة التشادية والسودانية لاقتسام عائدات الهجرة غير النظامية والتهريب عبر الصحراء .
هذا ويجمع المتابعون لملف الحرب على الإرهاب بأنّ ليبيا وفي ظل تعثر جهود توحيد الجيش والأمن وتواصل انتشار السلاح وعدم ضبط أمن الحدود تشهد تغوّل نفوذ الجماعات المتطرفة.. سيما في ظل عدم وجود تصنيف موحد للإرهاب بين السلطة التنفيذية وداخل مجلس الدولة من جهة ومجلس النواب والقيادة العامة للجيش من جهة أخرى . كذلك عدم جدية المجتمع الدولي وبالذات دول الجوار الجنوبية في تنفيذ الاتفاقيات الأمنية بما فيها بعث قوة مشتركة لحماية الحدود الشاسعة.
حسابيا تنظيم مايسمى ‘’الدولة الإسلامية ‘’ الإرهابي وباقي الجماعات الإرهابية يسيطر على ما يقارب 50% من مساحة البلاد أي أغلب مساحة فزان .أما سلطات طرابلس أو بالأحرى رئاسة أركان حكومة الدبيبة فهي غير قادرة على إرسال قوة عسكرية للجنوب بسبب الصراع بين المجموعات المسلحة المنضوية تحت دفاع الحكومة ومجموعات مصراتة الزنتان

الزاواية، وانشغال هذه المجموعات بصراع النفوذ في طرابلس ،وقد استغل ‘’داعش’’ الإرهابي هذا الوضع ليجاهر بقوته من خلال القيام بعمليات نوعية من حين لآخر.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115