العراق: عمليّة عسكريّة ضدّ «داعش» الإرهابي ومخاوف من عرقلة انتخابات أكتوبر

أطلق الجيش العراقي، يوم أمس السبت عملية عسكرية في العاصمة بغداد، ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي ، في وقت تشهد فيه البلاد هجمات إرهابية

متفرقة واستهدافا واضحا لخطوط نقل الطاقة الكهربائية وهي أحدث الأساليب التي بات تنظيم ‘’داعش’’ الإرهابي يستعملها بكثرة في العراق بهدف تقويض السلم والأمن الإجتماعيين. وتتزامن هذه العملية العسكرية في وقت يستعد فيه العراق لانتخابات قريبة في أكتوبر المقبل ، وهي استحقاق انتخابي طال انتظاره ترافقه حزمة من العراقيل وصلت الى حدّ التشكيك في إجراء الإنتخابات وربما تأجيلها .
وذكرت خلية الإعلام الأمني (تابعة لوزارة الدفاع)، في بيان: «بدأت قوات قيادة عمليات بغداد بإسناد جوي من القوة الجوية وطيران التحالف الدولي، صباح أمس السبت، عملية أمنية واسعة بمناطق شمالي بغداد».وأضافت: «اشتركت في العملية وحدات من القوات الخاصة والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي وأجهزة أمنية أخرى، حيث تهدف إلى تعقب عناصر عصابات داعش الإرهابية في هذه المناطق».
وخلال الأسابيع الماضية، شهد العراق هجمات متصاعدة تستهدف محطات توليد وأبراج نقل الكهرباء، في بلد ينتج بين 19 و21 ألف ميغاوات من الطاقة الكهربائية، بينما يحتاج أكثر من 30 ألفا، وفق مسؤولين حكوميين.
تحديات تعرقل الانتخابات
وتواجه الحكومة العراقية الجديدة بقيادة مصطفى الكاظمي تحديا خطيرا يتمثل في عودة نشاط تنظيم «داعش» الإرهابي في البلاد بعد أشهر من إعلان الإنتصار عليه ، ولعلّ عودة التنظيم لم تكن مستبعدة باعتبار انتشار خلاياه النائمة في عدة مدن إلا أنّ تزايد حركيّته وهجماته هذه الآونة يتزامن مع تخبط سياسي رافق الإستعدادات الحثيثة للإنتخابات المرتقبة في أكتوبر المقبل ، وتزامنا أيضا مع معضلة مواجهة وباء كورونا وما تعيشه البلاد من صعوبات إقتصادية حادة.
ولعل التساؤل الأهم هل ستنجح هذه الانتخابات المبكرة؟ خاصة وأن عددا من الأطياف السياسية الهامة في العراق أعلنت مقاطعتها للإنتخابات رغم الدعوات المحلية والدولية للتراجع خدمة لمصلحة البلاد .
ودعا الزعيم الشيعي عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الوطني جميع القوى العراقية الوطنية، التي أعلنت انسحابها من خوض الانتخابات العامة البرلمانية المبكرة إلى إعادة النظر في قرار الانسحاب والعودة إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات.وقال أمام آلاف من أتباعه في تجمع جماهيري وسط بغداد «ادعوا جميع القوى العراقية الوطنية التي أعلنت انسحابها من خوض الانتخابات وفي مقدمتهم مقتدى الصدر والأحزاب والقوى الوطنية الشبابية والمدنية إلى إعادة النظر في قرار الانسحاب والعودة إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات».
وأضاف أن «الانتخابات المبكرة أصبحت مطلبا شعبيا ولابد من إجرائها في موعدها المحدد وحينها يعرفُ كل من يمثل الساحة السياسية حجمه الحقيقي وليتحمل مسؤولية الإخفاق والتقصير ليختار الشعب من يمثل تطلعاته وتحقيق مستقبله الذي يليق بالعراق والعراقيين».وأكد الحكيم «لا يمكن تشكيل حكومة مقتدرة من دون انتخابات حرة ونزيهة، ولا يمكن تحقيق الخدمات من دون محاسبة المقصرين والفاشلين وقطع الطريق عليهم ولا يمكن حفظ كرامة المواطنين وأمنهم من دون اعتقال المجرمين والقاتلين في وضح النهار، ولا يمكن تشغيل المصانع وازدهار الزراعة وإنعاش الاقتصاد من دون محاكمة الفاسدين ومختلسي المال العام’’.
القوى السياسية المُقاطعة
ومن بين أهم الأحزاب والقوى السياسية الفاعلة التي أعلنت مقاطعتها لإنتخابات أكتوبر نجد ، 3 تحالفات و8 أحزاب، أكّدت رسميا مقاطعتها الاستحقاق الذي سيؤدي إلى ولادة البرلمان المقبل المؤلف من 329 نائبا.
فيما يستمرّ في خوض السباق257 حزبا و41 تحالفا انتخابيّا، بينما لم يعلن موقفه بعد حتى اللحظة الحزبان الكرديان وهما الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي وفق تقارير إعلامية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115