تتعارض مع الموقف العربي المناصر للقضية الفلسطينية في الحرب ضد كيان الإحتلال الاسرائيلي. ويأتي هذا الموقف الرافض من قبل بعض الدول العربية في وقت شهد فيه قطار التطبيع العربي مع كيان الإحتلال الإسرائيلي إنضمام دول جديدة وهي خطوة إعتبرتها السلطة الفلسطينية «خيانة للقضية العربية» وإخلالا بالمواثيق الدولية.
وأبلغت 7 دول عربية الاتحاد الإفريقي باعتراضها على قراره منح ‘’إسرائيل’’ صفة مراقب في المنظمة القارية، وهو موقف تضامنت معه 5 دول عربية أخرى وجامعة الدول العربية. وذكرت وسائل إعلام أن سفارات مصر والجزائر وجزر القمر وتونس وجيبوتي وموريتانيا وليبيا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا (مقر الاتحاد) تقدمت بـ«مذكرة شفاهية لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسي فقي».وأفادت المذكرة بـ«الاعتراض على قرار قبول «إسرائيل» عضوا مراقبا في الاتحاد»، مشددة على «رفض تلك الخطوة في ظل دعم الاتحاد للقضية الفلسطينية».وأضافت المذكرة أن الطلب الإسرائيلي لم يتم النظر فيه وفق نظام الاتحاد، «وهو ما يمثل تجاوزا إجرائيا وسياسيا غير مقبول من جانب رئيس المفوضية لسلطته التقديرية».وأضافت أنها «تعترض رسميا على هذا القبول، وتطالب بإدراجه في المناقشة».
وقد أكدت سفارات الأردن والكويت وقطر واليمن وبعثة جامعة الدول العربية لدى أديس أبابا على تضامنها مع السفارات السبع في هذه المسألة وفق وسائل إعلام .وسبق أن أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان لها رفضها لقبول «إسرائيل» كمراقب جديد بالاتحاد، مؤكدة أن القرار «اتخذ دون مشاورات».وبحسب صحيفة مصرية، من المقرر عقد اجتماع للمجلس التنفيذي لوزراء خارجية دول الاتحاد الإفريقي في أكتوبر المقبل. وحاليا ترتبط 6 دول بعلاقات رسمية معلنة مع ‘’إسرائيل’’ وهي مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان والمغرب التي انضمت مؤخرا إلى قطار التطبيع رغم الإنتقادات التي رافقت هذه الخطوات، وذلك موجب توافقات تمت برعاية الجانب الأمريكي خلال عهدة الرئيس السابق دونالد ترامب.
وفي سياق ردود الأفعال الرافضة دعا إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي للتراجع عن قرار قبول إسرائيل عضوا مراقبا في الاتحاد.وقال هنية في البيان «ندعو رئيس المفوضية(موسى فكي) إلى التراجع عن القرار الصادم للشعب الفلسطيني وكل الشعوب الإفريقية المؤيدة والمناصرة لشعبنا».وأضاف» أن القرار لا يعبر عن حقيقة مواقف الاتحاد التاريخية تجاه القضية الفلسطينية».وزاد «تابعنا في حركة حماس ومعنا الشعب الفلسطيني بكل أسف واستغراب خبر منحكم دولة الكيان الصهيوني الغاصب صفة عضو مراقب في الاتحاد الإفريقي».وأعرب هنية عن «استنكار واحتجاج الحركة على هذا القرار الذي يتنافى ويتناقض مع كل القيم والمبادئ التي قام عليها الاتحاد الأفريقي».
إفريقيا في مرمى المطامع الإسرائيلية
للإشارة تحاول ‘’إسرائيل’’ جاهدة ترسيخ أقدامها في القارة الإفريقية كبوابة لتنفيذ رؤيتها التوسعية التي سعت إليها منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية سنة 1948، ولعلّ الحراك الأخير الذي قامت به سلطات الاحتلال لتوطيد علاقاتها مع دول القارة السمراء – مستغلة في ذلك غياب الحضور العربي الفاعل وتراكم الأزمات في المنطقة – أبرز مؤشر على محاولاتها لعب دور مشبوه في القارة مستغلة في ذلك علاقاتها المتعددة سواء مع الدول المسيحية في إفريقيا أو في ظلّ سعيها نحو تطبيع العلاقات مع عدة دول إسلامية أخرى. وزادت موجة التطبيع الأخير التي تمت برعاية الرئيس الأمريكي السابق من سعي كيان الاحتلال إلى توسيع علاقاته مع الدول الإفريقية.
وقد زاد انضمام عدد من الدول العربية إلى قطار الدول المطبعة من تدعيم السعي الإسرائيلي المشبوه لترسيخ دوره في العمق الإفريقي عبر استغلال نقاط الخلاف والأزمات المندلعة بين بلدانها. ويرى مراقبون أن أزمة ملف سد النهضة بين مصر واثيوبيا ستكون الأداة التي ستحاول من خلالها سلطات الاحتلال الضغط على القاهرة . إذ تملك إسرائيل نفوذا متزايدا في اثيوبيا مما يجعل ملف سد النهضة ورقة ‘’رابحة’’ بيدها لاستمالة الجانب المصري ، ولم لا فرض شروط معينة عليه.
جدل وانتقادات بعد منح الاتحاد الإفريقي لـ«إسرائيل» صفة مراقب: دول عربية تعترض وتحذيرات من مطامع «الاحتلال» في القارة الإفريقية
- بقلم وفاء العرفاوي
- 11:22 06/08/2021
- 782 عدد المشاهدات
أثار قرار الاتحاد الإفريقي منح «إسرائيل» صفة مراقب في المنظمة ردود أفعال غاضبة إقليميا وعربيا، إذ أدانت عدة دول الخطوة معتبرين أنها