وستكون مسألة المعابر الإنسانية على رأس أولويات المباحثات التي تقعد بالعاصمة الكازاخية نور سلطان.
سيشارك في الاجتماع الرفيع ممثلو الدول الضامنة وهي تركيا وروسيا وإيران ووفدا النظام والمعارضة، إضافة إلى المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، ووفود الدول المشاركة بصفة مراقب وهي لبنان والعراق والأردن وممثلو المنظمات الدولية. وتعد هذه الجولة جزءا من مسار متكامل لإيجاد التسوية الممكنة بين فرقاء الصراع السوري سواء في الداخل او في الخارج . وقد انطلقت للمرة الأولى في جانفي من عام 2017 في كازاخستان، وشملت الجهة الضامنة للمباحثات 3 دول هي إيران روسيا وتركيا.
وتتصدر قضية المعابر الانسانية المفتوحة وضمان استمراريتها دائرة اهتمام المجتمعين وهي أولوية لكل السوريين . ولعل السؤال الأهم الذي يطرح نفسه: هو هل هناك بوادر أمل وحلحلة للأزمة السورية المتواصلة منذ أكثر من عشرة أعوام . وما مدى فاعلية هذا المسار السياسي وهل ستتمخض عنه تفاهمات واتفاقيات هامة ؟
الإرادة الدولية
يرى البعض ان أي حل سياسي في سوريا رهن الإرادة الدولية في الدفع في هذه المسألة . فهناك عوامل عديدة قد تساهم في إنجاح المباحثات وإيجاد حل يجلب الاستقرار الى السوريين.
وقال زيد سفوك الباحث السوري المختص في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية» لـ«المغرب» « ان الوضع في سوريا كارثي بكل المقاييس من كافة النواحي على مكونات الشعب السوري عامة، ومباحثات استانة لم ولن تأتي بجديد رغم كل جولاتها السابقة والقادمة لأنها محصورة بين تركيا وروسيا وايران . ويضيف بالقول:«لدى الثلاثة مصالح في المنطقة تتعارض فيما بينها وهو ما يدفعهم دائما بالتوجه لهذه المنصة لتصفية الحسابات ، الشعب السوري بعيد كل البعد عن اي اهتمام او رعاية من الدول الثلاث داخل سوريا ، وهذه حقيقة أثبتت نفسها من خلال الوقائع والأحداث منذ الجولة الأولى ، حتى الأن يَحضر مبعوث الامم المتحدة لهذه المباحثات كضيف شرف ، اذا كان صاحب القرار ضيفا فان مصير القضية معلوم مُسبقاً».
تسويات هشّة
في ما يخص التسويات يجيب محدثنا :»هي مؤقتة وليست لها أية ايجابيات تؤدي لحل النزاع او للحل السياسي بصيغتهِ النهائية، الكرد غائبون عن هذه الجولات وهُم ركيزة اساسية لأي حل شامل في سوريا المستقبل، «ويضيف :«كيف يُعقل ان تنادي ثلاث دول كبرى في المنطقة الى انهاء الحرب واحلال السلام وفي ذات الوقت يمنعون الشعب الكردي ثاني قومية في سوريا من اختيار ممثليه للمشاركة، التناقض واضح جدا في المضمون وورقة العمل ، وكل ما يجري ليس تسوية وانما مساومات يتم الاعلان عنها عبر الإعلام ، الهدف منها تلميع الدور الروسي من خلال الاستانة». ويتابع :«روسيا لها دور قوي وتستطيع بالفعل عمل الكثير ، لكن مع الأسف دورها ما زال مقتصرا في الحل العسكري ، ما هي الا ايام وينتهي مفعول تلك الاجتماعات وتبدأ الحرب من جديد بين وكلاء الحلف الثلاثي على الأرض ، الحل وفق مقررات جنيف ممكن اذا رغبت روسيا بذلك ، لكن مع الاسف حتى الان هي غير جدية» .
اما بالنسبة لخطورة المرحلة فهي دقيقة للغاية للملف الايراني والاسرائيلي في الشرق الاوسط وتلك من اولويات القوى العظمى ودول المنطقة، المسألة السورية واجهة فقط لا اكثر تقتصر على تصريح اعلامي وبعض المساعدات بين الحين والاخر.
أبرز المحاور
اما في ما يخص محاور استانة في جولتها السادسة عشرة يجيب محدثنا: «فهي كما العادة ملف المعتقلين وفتح عدة معابر لدخول المساعدات وتبادل مواقع النفوذ بين وكلائهم واللجنة الدستورية الوهمية، استطيع تسميتها «بالبريستيج» المتفق عليه مسبقا بين الدول الضامنة لتبرهن للعالم ان هذه المنصة فاعلة وتقوم بدورها، راجعنا ملف الاستانة منذ الجولة الاولى وحتى الان، يكاد يمر شهر واحد فقط وينتهي بيانها .
وقال محدثنا بانه لا يتوقع اية نتائج مُبشرة ، فالوضع شائك ولا يوجد اهتمام فعلي للحل في سوريا وان العودة للضمير واجب مقدس . وأضاف بانه لا بد ان تُدرك الدول صاحبة الشأن في الملعب السوري ان الانسانية من المقدسات وخَلاص الشعب من هذه الحرب واجب مقدس . واعتبر ان الحل يكمن في مصالحة شعبية بين مكونات الشعب السوري واجراء انتخابات نزيهة برعاية أممية ودستور يضمن حقوق الجميع وفق المواثيق والعهود الدولية لحقوق الانسان إن رغبت واشنطن وموسكو بذلك .
«أستانة 16» ...مباحثات سورية دولية جديدة وترقب لنتائجه
- بقلم روعة قاسم
- 11:01 06/07/2021
- 712 عدد المشاهدات
تنطلق يوم غد الأربعاء جولة جديدة من مباحثات «استانة 16» في العاصمة الكازاخية نور سلطان.