فيما اللبنانيون يدفعون فاتورة الخلافات السياسية: باريس وواشنطن تفكران في كل الخيارات بشأن لبنان

تحت شعار «انقذوا لبنان» انطلقت حملة شعبية في وسائل التواصل الاجتماعي بمشاركة لبنانيين من مختلف الأطياف من أجل إنقاذ بلدهم من محنته، هذا في

الوقت الذي بدأت فيه الأزمة تأخذ مجرى أكثر عنفا خاصة مع محاولة شبان إطلاق النار على الجيش اللبناني إثر اشتباكات على خلفية انقطاع الكهرباء لأيام متتالية في عديد المناطق اللبنانية .
وقد حذّر بعض السياسيين مما اسموه بـ» الطابور الخامس» او قوى خارجية تحاول استغلال الأزمة المعيشية والانهيار المالي الذي يعيشه لبنان لتحويله الى ساحة جديدة للاقتتال الخارجي .
لحظة مفصلية
حملة «انقذوا لبنان» لم تشمل المواطنين العاديين فقط بل وصلت الى أعلى الهيئات الدينية المسيحية في لبنان، اذ التقى البابا فرنسيس مع قادة كنائس لبنان امس للبحث في الوضع الاقتصادي والسياسي الصعب في بلدهم الذي يأمل في زيارته قريبا.
وكتب البابا «أدعو الجميع إلى الوحدة معنا روحيا بالصلاة كي ينهض لبنان من الأزمة الخطيرة التي يمر بها وأن يُظهر مجددا وجهه، وجه السلام والرجاء».
وصلى البابا مرارا من أجل لبنان، الذي يشهد منذ صيف 2019 انهياراً اقتصادياً متسارعاً فاقمه انفجار مرفإ بيروت في اوت الماضي والذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص ودمّر أجزاء كاملة من المدينة.
وسبق أن أعرب الحبر الأعظم في مناسبات عدة عن رغبته في زيارة لبنان الذي وصفه بأنه «نموذج للتعددية في الشرق والغرب «وأشار إلى أنه واجه تحديات «تمثّل تهديدا وجوديا له».
فلبنان اليوم في لحظة مهمة للغاية ومفصلية في تاريخه ، ويكاد هذا الكيان الذي أنشئ قبل أكثر من 100 عام ينهار أمام وجع الضربات الاقتصادية المؤلمة وانهيار العملة الوطنية الى نسب غير مسبوقة . فما يجري هو حرب صامتة في منطقة حبلى بالأزمات والصراعات الداخلية والخارجية . إضافة الى وجود إسرائيل بالجوار اللبناني والتي لن تدخر فرصة لاستغلال الحصار المفروض لفرض معادلاتها في المنطقة .
خطر التدويل
وفي الوقت الذي تعالت فيه بعض الأصوات الباحثة عن حلول خارجية فان البعض الآخر منقسم ازاء حل التدويل، خاصة ان الدول التي عرفت تدخلات خارجية عاشت المآسي والكوارث. في هذا السياق جاء اعلان مسؤول فرنسي بأن الولايات المتحدة وفرنسا تفكران في كل الخيارات ضد مسؤولين سياسيين لبنانيين بما يشمل فرض «عقوبات» من أجل حل الأزمة التي تشل هذا البلد، لتثير مخاوف البعض من فرض حصار جديد على لبنان سيكون الخاسر الأكبر فيه اللبنانيون أنفسهم والشعب الممزق بشتى أنواع الانقسامات السياسية وغيرها .
فقد صرح وزير الدولة الفرنسي «الفكرة هي وضع نظام عقوبات، للإشارة الى لبنان باننا مستعدون للقيام بذلك ضد الأطراف السياسية الفاعلة التي تبقى مسؤولة عن العرقلة». وتابع أن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل «يعمل على حزمة محتملة من العقوبات بناء على طلبنا وسنواصل استخدام الجزرة والعصا لكي تكون حزمة العقوبات هذه متوافرة».
وكانت فرنسا قد فرضت في الآونة الأخيرة قيودا على دخول الأراضي الفرنسية ضد شخصيات لبنانية تعتبر مسؤولة عن العرقلة لكن دون كشف عن هوياتها.
لا حل في الأفق أمام اللبنانيين لتجاوز محنتهم الأصعب اليوم الا بالوحدة وبتجاوز خلافاتهم، وهو حل يبدو عصيا عن التحقق في خضم تعنت الفرقاء السياسيين وخاصة الخلاف بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون الذي يطالب بالثلث المعطل في وقت يشهد الجميع انهيار العملة اللبنانية وفقدانها 90 % من قيمتها دون حسيب او رقيب .
فقد ارتفعت أسعار كل شيء في هذا البلد كالبنزين وازدادت البطالة والفقر
ولا تلوح في الأفق أية حلول جذرية لإنقاذ البلاد، فيما يغرق المسؤولون في خلافات سياسية حادة حالت دون تشكيل حكومة قادرة على القيام بالإصلاحات اللازمة التي اشترطها المجتمع الدولي من أجل دعم لبنان .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115