الضربات الجوية الأمريكية على العراق وسوريا .... الانعكاسات والتداعيات


شكلت الضربات الأمريكية الأخيرة على سوريا والعراق رسالة واضحة من إدارة الرئيس جو بادين الى طهران بان بلاده مستعدة للقيام بأي تحرك آخر،

عند الضرورة وبالطريقة الملائمة، لمواجهة أي تهديدات أو هجمات أخرى .
وأبلغت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي أنها شنت ضربات جوية على فصائل مسلحة مدعومة من إيران في سوريا والعراق لمنع المسلحين ومنع طهران من تنفيذ أو دعم المزيد من الهجمات على القوات أو المنشآت الأمريكية.
وينصّ البند 51 من ميثاق الأمم المتحدة على ضرورة إخطار المجلس المؤلف من 15 بلدا على الفور بأي تحرك يتخذه أي بلد دفاعا عن النفس في وجه أي هجوم مسلح.

رسالة قوية
ويرى عديد المراقبين بان هذه الضربات تمثل تهديدا إضافيا لسوريا والعراق وكذلك للرئيس الإيراني الجديد في أية مباحثات قادمة في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني وبدور ايران في الإقليم ككل . والسؤال الذي يطرح نفسه هو اي تداعيات لهذه الضربات على سوريا او العراق؟. ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي السوري د. خيام الزعبي لـ«المغرب» بأن سوريا تعد «‬رمانة الميزان الاستراتيجي العربي‮» ‬لموقعها الجغرافي المتميز «..وان ذلك هو سبب تزايد الأطماع والهجمات التي تستهدفها من حين الى آخر .
وأضاف: «حرب حقيقية تم إعلانها على سوريا.. تتعاون فيها أجهزة مخابرات غربية.. وتعاونها تركيا وحلفاؤها.. والتنفيذ في الداخل تتولاه داعش وأخواتها، وجهاديون سبق تدريبهم في الغرب... فالذي يحدث في سوريا من تدخلات ودعم للجماعات المتطرفة وفكرها القائم على الموت وسياسة الدعم الغربي القائم على تقسيم المجتمعات بات حقيقة».
وقال: «ان الجيش السوري كان يقف للمخطط بالمرصاد وأفشل مخططاتهم، ومن هنا كانت النظرة التي أسقطت تحويل سورية بالكامل الى مستعمرات وقواعد غربية لتحقيق أمن «إسرائيل» في المنطقة، على الرغم من المحاولات المستمرة التي يبذلها الإرهابيون بكافة فصائلهم من أجل العودة بالوضع إلى الخلف لتدمير البلاد وتفتيتها».

سيناريوهات عديدة
وبيّن محدثنا بأن المشهد الذي تشهده دول المنطقة يؤكد بما لا يدع مجال للشك بأن المشروع الغربي يواجه سقوطاً وفشلاً ذريعين على أبواب دمشق على حد قوله.
ويبدو ان سوريا اليوم أمام مرحلة حاسمة من التصدي لكل هذه المشاريع بحسب الزعبي، فالتبدلات الاستراتيجية في سوريا ليست إلا ثمرة من ثمرات الجيش السوري الذي استعاد زمام المبادرة من تلك الجهة الملتهبة من المحافظة الشمالية وهذا أمر ينبئ بقرب عملية الحسم النهائي في مدينة ادلب، التي من خلالها، سترسم استراتيجية جديدة في محاربة كلّ الجماعات المسلحة وأخواتها، وبناءً على ذلك فإن جميع الاحتمالات والسيناريوهات واردة .

يشار الى ان الحشد الشعبي في العراق كان قد أعلن أيضا عن مقتل أربعة من مقاتليه في الضربات الأمريكية التي قال إنها استهدفت «ثلاث نقاط مرابطة» داخل الحدود العراقية في قضاء القائم غربي في محافظة الانبار، مشيراً إلى أن مقاتليه كانوا «يؤدون واجبهم الاعتيادي لمنع تسلّل عناصر داعش الإرهابي من سوريا إلى العراق». وشدد بيان الحشد على أن النقاط المستهدفة «لا تضم أية مخازن أو ما شابه خلافاً للادعاءات الأمريكية»، وأضاف «نؤكد احتفاظنا بالحق القانوني للرد على هذه الاعتداءات ومحاسبة مرتكبيها على الأراضي العراقية».
ويتمركز نحو 2500 جندي أمريكي في العراق، كجزء من التحالف الدولي الذي شُكل لمحاربة تنظيم داعش الارهابي، وقد تعرضوا لأكثر من 40 هجومًا هذه السنة.

وندّد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بالضربات التي وصفها بأنها «انتهاك سافر لسيادة العراق». وقال في بيان له «يجدد العراق رفضه أن يكون ساحة لتصفية الحسابات ويتمسك بحقه في السيادة على اراضيه ومنع استخدامها كساحة لردود الفعل والاعتداءات، داعياً إلى «التهدئة وتجنب التصعيد بكل أشكاله».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115