ليبيا: عراقيل وخلافات حول سحب المرتزقة والقوات الأجنبية

اكد الناطق باسم وزارة الخارجية التركية تانجو بيغليتش في اول رد فعل له بعد المشاركة التركية في مؤتمر برلين 2 حول ليبيا،

على استمرار الخلاف حول ترحيل المقاتلين الأجانب من ليبيا، فقد رفضت انقرة «المساواة» بين المرتزقة ومدربيها العسكريين المتواجدين في الغرب الليبي والعاصمة طرابلس مؤكدة ان استقدام المدربين العسكريين جاء بطلب من السلطة الشرعية المتواجدة حينها أي حكومة الوفاق وبعد توقيع مذكرة تفاهم امني وعسكري بين انقرة وطرابلس.
وكان الخلاف حول التوافق على صياغة البيان الختامي لمؤتمر برلين الثاني قد برز عندما سعى وفد تركيا المشارك الى تغيير المادة الخامسة من البيان لحذف سحب القوات الاجنبية، لكن الوفد المصري اعترض وتمسك بتمرير تلك المادة كما هي والمساوة بين المرتزقة والقوات الاجنبية.
الجدير بالتنويه بان وزير الخارجية الالماني وخلال الندوة الصحفية كشفت بصفة مباشرة عن وجود انقسام كبير في الرؤية في ما يتعلق بترحيل المقاتلين الاجانب، غير ان تسريبات في هذا الشأن كشفت عن وجود توجه الى اعتماد استراتيجية لسحب المرتزقة على مراحل والانطلاق بسحب 600مقاتل مناصفة بين المرتزقة الداعمين لغرب البلاد والمرتزقة الداعمين لقوات المشير حفتر.
للتذكير فان المبادرة الفرنسية التي طرحها الرئيس ايمانويل ماكرون على اجتماع قمة مجموعة السبع وقبلها على جو بايدن تطالب بسحب المرتزقة والقوات الأجنبية على مراحل وقبل موعد انجاز الاستحقاق الانتخابي في الرابع والعشرين من شهر ديسمبر القادم.
الى ذلك كشف مسؤول امريكي رفيع بان سحب المقاتلين الاجانب من ليبيا على غاية من الصعوبة والتعقيد بسبب رفض بعض الدول عودة المقاتلين، ومن بين هذه الدول دولة مجاورة لليبيا. كما ان الدول التي استقدمتهم الى ليبيا رفضت ترحيلهم.
وللخروج من هذا المأزق لاحظ متابعون لسياسة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن المهتم بملف ليبيا اكثر من دونالد ترامب ، لاحظ هؤلاء بانه ومن خلال تصريح المسؤول الامريكي الرفيع وفق وكالة «الاناضول» التركية فانه يستنج ان الولايات المتحدة وبعد تصاعد الخلاف التركي _ المصري وتمسك القاهرة بالمساواة بين المرتزقة والقوات الاجنبية وضرورة التسريع بترحيلهم جميعا فان البيت الابيض والخارجية سيعملان على الدفع بتنفيذ خطة ترحيل وسحب رمزية بتعداد اجمالي في حدود 600 مقاتل ، بينما تؤكد الامم المتحدة على وجود عشرين الف مرتزق في ليبيا.
الدبيبة في زيارة الى المغرب
من جانبه قال عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة الليبية المؤقتة «إنه يسعى إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع المملكة المغربية في جميع المجالات وتطويرها بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين».
ودعا الدبيبة في تصريح للصحفيين عقب لقائه مع ناصر بوريطة وزير الخارجية والتعاون الإفريقي المغربي إلى «ضرورة تفعيل اتحاد المغرب العربي ... وتذليل كافة الصعوبات والتحديات التي تواجهه».
ومن المنتظر أن يلتقي الدبيبة اليوم الثلاثاء مع رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني ورئيس مجلس النواب المغربي ومسؤولين مغاربة آخرين.
ومن جهته قال بوريطة إن «المغرب يواكب مجهودات الشعب الليبي والمؤسسات الشعبية الليبية من أجل التحضير للاستحقاقات الإنتخابية المرتقبة الرامية إلى وضع أسس استقرار دائم بهذا البلد المغاربي».
يذكر أن رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح قد زار المغرب أيضا خلال هذا الأسبوع والتقى بمسؤولين مغاربة.
وقاطع المغرب مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا لعدم دعوته في مؤتمر برلين الأول حول ليبيا، وهو ما لم يقبله المغرب وكان من بين أسباب الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وألمانيا مؤخرا.وقال بوريطة إن «المغرب لا يحتاج إلى الصور والمؤتمرات، وإن قوة المملكة تكمن في أن دورها مطلوب من الليبيين أنفسهم».
وكان المغرب قد توسط في الأزمة الليبية، إذ توصل الفرقاء الليبيون في 2015 إلى إتفاق سلام في الصخيرات.
كما اجتمع الليبيون في بوزنيقة قرب الرباط منذ العام الماضي للاتفاق على المناصب السيادية، وتجاوز الأزمة السياسية التي عصفت باتفاق الصخيرات
توافق على قضايا عالقة
من جانبها انهت اللجنة الاستشارية اجتماعها التشاوري في العاصمة تونس وذلك تحت اشراف بعثة الامم المتحدة للدعم والمساعدة لدى ليبيا وبطلب من ملتقى الحوار السياسي، بهدف ايجاد صيغ للقاعدة الدستورية لانجاز الاستحقاق الانتخابي في الرابع والعشرين من ديسمبر القادم.
ما تمخض عن اجتماع اللجنة الاستشارية المذكورة سوف يرسل الى ملتقى الحوار السياسي لمناقشته والتوافق على القاعدة الدستورية لتبنى عليها الانتخابات التشريعية والرئاسية تنفيذا لخارطة الطريق المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي.
هذا وأعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن توصل اللجنة الاستشارية لملتقى الحوار السياسي إلى صيغ توافقية حول قضايا عالقة.
جاء ذلك في بيان للبعثة عبر موقعها الرسمي، عقب اختتام اجتماع تشاوري للجنة الاستشارية (18 عضوا) استعدادا لجلسة الملتقى التي ستعقد في جنيف .
وقالت البعثة في بيانها: «توصلت اللجنة (خلال اجتماع تشاوري في تونس بدأ الخميس واختتم السبت) إلى صيغ توافقية حول العديد من القضايا العالقة».
وأضافت أن اللجنة «سترفع توصياتها إلى الملتقى للنظر فيها واتخاذ القرار المناسب بشأنها خلال اجتماعه القادم في سويسرا، بعد استكمال مشاوراتها» وفق مانشرته «الأناضول».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115