أهم مخرجاته دعم انتخابات ديسمبر وسحب المقاتلين الأجانب: مؤتمر برلين2 .. شكوك ترافق الخيارات الصعبة في ليبيا

انقسمت الآراء الدولية والمحلية حول نتائج مؤتمر برلين2 الذي احتضنه العاصمة الألمانية لبحث المشهد الليبي وسبل إرساء الاستقرار

ومناقشة سبل دعم حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا برئاسة عبد الحميد الدبيبة . ولئن اعتبر البعض ان المؤتمر ناجح ويبعث على التفاؤل، فقد شكّك البعض الآخر في مدى نجاعته جراء تغييبه لعدد من النقاط الهامة التي تستوجب حلاّ سريعا في سبيل السير بالبلاد إلى الإستقرار بعد سنوات من الفوضى .
وقد تكون من بين أهم النقاط الخلافية التي تم التطرق اليها خلال مؤتمر برلين 2 - بمشاركة 16 دولة و4 منظمات دولية- معضلة القوات الأجنبية في ليبيا والدعوة لضرورة إنسحابها ، بالإضافة إلى إجماع الحاضرين على ضرورة إنجاح الإستحقاق الإنتخابي المُزمع إجراؤه في شهر ديسمبر المقبل.
وكانت أولى ردود الأفعال تلك التي صدرت عن وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس الذي وصف المؤتمر الدولي في برلين لإرساء الاستقرار في ليبيا بأنه ‘’لاقى نجاحا’’، وأعرب ماس عن ‘’تفاؤله حيال إمكانية نجاح الانسحاب المنشود لجميع المقاتلين الأجانب من ليبيا رغم عدم الاتفاق على ذلك’’.
وقد سعت الاطراف الدولية خلال الاجتماع الذي احتضنته برلين قبل يومين -وهو الثاني الذي تحتضنه ألمانيا بعد قمة أولى قبل عام ونصف بإشراف الأمم المتحدة - كذلك الفرقاء الليبيون من بينهم الحكومة الجديدة برئاسة الدبيبة، سعت الى مناقشة أهم النقاط الخلافية التي تؤرق الليبيين وتعرقل إجراء الانتخابات وعودة عمل مؤسسات الدولة.
وأشاد المشاركون في ختام المؤتمر بتحسن الوضع كثيرا في ليبيا منذ 2020. وأكدوا بحسب البيان الختامي بأن «الأعمال العدائية توقفت. وان وقف إطلاق النار يسري. وإغلاق المنشآت النفطية رُفع».
وقالت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش في ختام اللقاء «لقد أحرزنا على تقدم في ما يتعلق بالمرتزقة ونأمل في أنهم سينسحبون في الأيام المقبلة من الجانبين». من جانبه، أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن اعتقاده بنجاح المؤتمر. وفي أعقاب لقاء مع ممثلي 16 دولة وأربع منظمات دولية، قال ماس يوم الأربعاء إنه متفائل حيال إمكانية نجاح الانسحاب المنشود لجميع المقاتلين الأجانب من ليبيا. وقال ماس: «لن نهدأ حتى تغادر آخر قوة أجنبية البلاد»، لكنه أقر في نفس الوقت بأن هذه الخطوة لا يمكن أن تحدث إلا بشكل تدريجي، مشيرا إلى أن «الطريق إلى السلام ليس عدوا سريعا بل إنه سباق ماراثون».
وأكد البيان الختامي أن «على كافة القوات الأجنبية والمرتزقة الانسحاب من ليبيا دون تأخير». لكن البيان الختامي أوضح أن تركيا، إحدى الدول المتواجدة عسكريا في ليبيا، عبرت عن «تحفظ» حول هذا الموضوع دون توضيحات أخرى.
سحب المرتزقة والانتخابات
وكانت ألمانيا قالت قبل بدء المؤتمر إن «الأطراف التي تعهدت خلال اجتماع برلين الأخير (المؤتمر السابق) بسحب قواتها لم تف بوعودها» في إشارة مبطنة إلى روسيا الممثلة في برلين بنائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة. مع العلم أن الإجتماع شهد غيابا روسيا صينيا.
ويؤكد مراقبون للشأن الليبي أن نقطة القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا تعد في الوقت الراهن من بين أهم المعضلات التي تواجهها حكومة الوحدة الجديدة برئاسة الدبيبة، إذ قدرت الأمم المتحدة قبل أشهر عدد المرتزقة والمقاتلين الأجانب في ليبيا بنحو 20 ألفا ، تضم مقاتلين روس فيما يعرف بمجموعة «فاغنر الخاصة» وتشاديين وسودانيين وسوريين وغيرهم من الجنسيات المختلفة. وينتشر مئات من العسكريين الأتراك بموجب اتفاق ثنائي مبرم مع حكومة طرابلس السابقة برئاسة فايز السراج . وأثار الإتفاق البحري العسكري بين حكومة السراج وأنقرة آنذاك غضبا محليا وانتقادات إقليمية ودولية واسعة .
كما تعهد المشاركون في المؤتمر بضمان أمن الحدود الليبية ومراقبة تحركات المجموعات المسلحة عبر الحدود. كما كرروا التعبير عن رغبتهم في احترام الحظر على الاسلحة الى ليبيا. وهي نقطة تثير فزع أوروبا التي تعاني منذ سنوات من موجة هجرة غير شرعية عبر سواحلها قادمة من ليبيا .
تعهدات وشكوك
ومثل تحدي إجراء الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا والمزمع إجراؤها في شهر ديسمبر المقبل ، محور المباحثات بين المشاركين الذين أجمعوا على دعم حكومة الدبيبة لإنجاح هذا الموعد رغم العراقيل والتحديات السياسية واللوجستية التي تعترض الحكومة.
وقد أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة خلال هذا المؤتمر على «التزامه» بتنظيم هذه الانتخابات، حسب البيان الختامي رغم الشكوك التي ترافق عمل حكومته كذلك في ظل استمرار الخلاف بينه وبين مايعرف بالجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر .
من جهة قال أحمد المسماري الناطق باسم قوات القائد العسكري خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق البلاد، «من الضروري أن تتخذ بعثة الأمم المتحدة كل الاجراءات في هذا الصدد وأن تتحمل مسؤولياتها لكي يمكن اجراء الانتخابات في الموعد المقرر».
ترحيب وتشكيك
من جهته رحّب رئيس البعثة الأممية إلى ليبيا يان كوبيتش، في بيان له بنتائج مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا، فيما لم تصدر عن الأطراف الليبية أية مواقف أو ردود فعل حيال نتائج المؤتمر.
واعتبر كوبيتش ان المؤتمر «فرصة مهمة لتجديد التزام المجتمع الدولي باستقلال ليبيا وسيادتها وسلامة أراضيها»، مشيداً بالجهود الدولية الجماعية خلال أعمال المؤتمر، من أجل مساعدة ليبيا في سعيها لتحقيق الوحدة والسلام والاستقرار والازدهار لأجيالها القادمة.
وشدد الدبيبة، خلال لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على هامش مؤتمر برلين، على «الضرورة الملحة» لإخراج المرتزقة الأجانب من بلاده، لتحقيق الأمن في إطار خطة شاملة.
وأفاد بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة الليبية، بأنّ الدبيبة أكد خلال اللقاء أنه «من خلال التعاون مع الولايات المتحدة وبشكل فوري في ما يتعلق بمغادرة المرتزقة الأجانب، يمكن لليبيا أن تبدأ مرحلة جديدة لتصبح قصة نجاح ديمقراطية مستقرة وآمنة».
مرحلة حاسمة
في الأثناء قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة،إن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية تشكل مرحلة حاسمة لإقرار الشرعية في ليبيا.جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، جمعه مع عقيلة صالح، رئيس المجلس النواب الليبي، الذي وصل إلى العاصمة الرباط الخميس، في زيارة غير محددة المدة.
وقال بوريطة: «الانتخابات في ليبيا المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر المقبل، هي المرحلة الحاسمة لإقرار الشرعية، وتمكين الليبيين من انتخاب مؤسسات رئاسية وبرلمانية تمثلهم».وأضاف «المغرب في تواصل مع كل المؤسسات الشرعية الليبية، وبالتأكيد مع مجلس النواب كمؤسسة أساسية في مسار التحضير للانتخابات المقبلة».
من جهته، أفاد عقيلة صالح، بأن للمغرب دور محوري هام لبحث حل للأزمة الليبية وتأثيرها كبير جدا في المجتمع الدولي، ونؤكد على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها».
في الأثناء قال المبعوث الأمريكي الخاص لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، «إن ‏المجتمع الدولي أظهر في برلين، دعمه الواسع، لانتخابات 24 ديسمبر، والتنفيذ الكامل لاتفاق أكتوبر 2020 لوقف ‏إطلاق النار».‏
وأوضح نورلاند، عبر حساب السفارة الأمريكية في ليبيا ‏على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حسب ما أفادت به قناة (ليبيا الحدث)، أن الولايات المتحدة ‏ستواصل متابعة الالتزام بسيادة واستقلال ليبيا، مضيفا ان بلاده ستواصل العمل مع الشركاء ومن خلال ‏الأمم المتحدة لدعم الاستعدادات للانتخابات وسحب القوات ‏الأجنبية المرتزقة، بداية بانسحاب متسلسل ومتوازن ويمكن ‏التحقق منه للعناصر من كلا الجانبين بطرق لا تقوض وقف إطلاق ‏النار.‏

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115