وإنهاء الانقسام وعلى ضوء تلك المخرجات جاءت قرارات مجلس الأمن الدولي 2579و2571 ..ومن رحم مؤتمر برلين 1 جاء ملتقى الحوار السياسي الليبي - الليبي والذي انبثقت عنه خارطة الطريق واتفاق سياسي جديد وقبل هذا كله جاء اتفاق وقف إطلاق النار .
ونظرا للعقبات وصعوبة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه جاء تنظيم مؤتمر برلين الثاني الذي ينطلق اليوم الأربعاء بحضور الصين وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا وألمانيا وبريطانيا ومصر والإمارات الجزائر وتركيا والكونغو والمغرب، وبحضور السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا وممثلين عن المنظمات الأممية والإقليمية الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي.
وتوجه رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، أمس الثلاثاء، على رأس وفد رسمي إلى العاصمة الألمانية، للمشاركة في مؤتمر «برلين 2» حول ليبيا وتنطلق، اليوم الأربعاء، جلسات مؤتمر «برلين 2»، وسط توقعات بأن يشهد مشاركة دولية وأممية واسعة وذلك لبحث سبل استقرار ليبيا، ومناقشة التحضيرات للانتخابات المقررة في نهاية العام الجاري، وخروج المرتزقة من البلاد.وأفادت قناة ليبيا الوطنية (حكومية)، بأن الدبيبة توجه على رأس وفد رسمي إلى العاصمة الألمانية للمشاركة في مؤتمر «برلين 2».
وقال الناطق باسم حكومة الوحدة الوطنية محمد حمودة يوم الأحد «إن الحكومة ستكون حاضرة في مؤتمر «برلين 2» ممثلة في الدبيبة، ووزيرة الخارجية نجلاء المنقوش».وأضاف حمودة، في تصريحات صحفية، أن أبرز الملفات التي ستكون على طاولة النقاش، متابعة ما تحقق من مخرجات مؤتمر «برلين 1»، وكيفية التعاون وحشد الدعم الدولي لاستكمالها.
أهم الملفات
سيناقش المؤتمر ملفات انجاز الانتخابات العامة وسحب القوات الأجنبية والمرتزقة وتوحيد مؤسسات الدولة وتثبيت وقف إطلاق النار. وكانت وزيرة خارجية الحكومة الانتقالية الليبية استبقت مؤتمر اليوم بعرضها لمبادرة ليبية سميت «مبادرة استقرار ليبيا» وتعتمد بالأساس على سحب المرتزقة والقوات الأجنبية وتوحيد مؤسسات الدولة.
هذا ويأتي مؤتمر برلين الثاني مع تطورات عسكرية من خلال إطلاق حفتر لعملية عسكرية بجنوب غرب البلاد، وغلقه للحدود مع الجزائر تحت غطاء محاربة الإرهاب في تلك المناطق.
على مستوى الفرقاء الدوليين المستجد تقارب فرنسي ايطالي وبداية بروز رغبة في الحوار بشان ليبيا بين القاهرة وأنقرة ،وكذلك بانفراج الأزمة الخليجية من خلال عودة العلاقات بين قطر والسعودية والإمارات.
ويأتي المؤتمر الجديد حول ليبيا بعد قدوم الرئيس الأمريكي بايدن وعزمه على لعب دور أكثر فاعلية حيال محنة ليبيا . ولئن تسلمت السلطة التنفيذية مهامها بسلاسة يبقى المشهد العسكري والأمني منقسما واتفاق وقف إطلاق النار صامدا لكن قد يحدث خرق في أي لحظة بدليل ما حدث في العجيلات وما يجري منذ أيام في اوباري والجنوب الغربي عموما.
من المنتظر من مؤتمر برلين الثاني التأكيد على إجراء الانتخابات في موعدها أي نهاية العام الجاري توحيد مؤسسات الدولة وتوزيع المناصب بعدل بين الأقاليم الثلاثة واستكمال تنفيذ وقف إطلاق النار ومعاقبة كل معرقل للانتخابات. والضغط على مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة لتمرير القاعدة الدستورية لإجراء الانتخابات والتوصية بسحب القوات الأجنبية والمرتزقة وقد تتم الإشارة إلى المبادرة الفرنسية في هذا الشأن .
معضلات كثيرة
هذ واكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن «مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا» والذي يُعقد اليوم الأربعاء، في العاصمة الألمانية برلين، سيناقش معضلات تنفيذ خريطة الطريق السياسية ومسألة الانتخابات، وستشارك في المؤتمر وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية روزماري ديكارلو، وتقود وفد الأمم المتحدة نيابة عن الأمين العام، كما سيشارك فيه وزراء خارجية الدول الرئيسية المعنية بالصراع في ليبيا، وتشارك فيه لأول مرة الحكومة الانتقالية الليبية.
وقال «دوجاريك» ـ بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة «إن الاجتماع يهدف إلى تقييم التقدم المحرز في المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية منذ اجتماع برلين الأخير والذي عُقد في يناير 2020». وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا يان كوبيش، قد استنكر في إحاطته الافتراضية أمام مجلس الأمن في 21 ماي الماضي، استمرار وجود العناصر الأجنبية والمرتزقة، مشيراً إلى أن استمرارهم يرسخ انقسام ليبيا.
وأضاف كوبيش: «ينص اتفاق وقف إطلاق النار على أنه يجب على جميع الوحدات العسكرية والجماعات المسلحة إخلاء جميع خطوط المواجهة والعودة إلى معسكراتها. وبموازاة ذلك، يجب أن يغادر جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب الأراضي الليبية برا وجوا وبحرا».. ودعا إلى التخطيط وضمان المغادرة المنتظمة للمقاتلين الأجانب والمرتزقة والجماعات المسلحة بالإضافة إلى نزع سلاحهم وتسريحهم وإعادة دمجهم في بلدانهم الأصلية.
اتفاقيات حول ليبيا
من جهته قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين إن روسيا تتوقع أن يؤكد المؤتمر الثاني الذي تستضيفه برلين حول ليبيا على الاتفاقات القائمة وأن يدعم تقدم عملية التسوية السياسية.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عنه القول: «الآن ألتقي بالمشاركين الرئيسيين - الألمان كمنظمين- والأتراك والمصريين»، متوقعا أن يدعم المؤتمر قرارات تستند إلى الاتفاقيات القائمة، فضلا عن دعم تقدم العملية السياسية في ليبيا على أساس التمسك بسيادتها وسلامتها.