الكاتب الصحفي والبرلماني الجزائري السابق إبراهيم قارعلي لـ«المغرب»: تدني نسبة المشاركة الانتخابية في الاستحقاق الجزائري تعكس فشل المنظومة السياسية

تطرق الكاتب والمحلل السياسي والبرلماني السابق إبراهيم قارعلي في هذا الحديث لـ«المغرب» عن مستجدات الوضع

في الجزائر في ظل الاستحقاق الانتخابي الأخير ودلالاته مشيرا الى ان أمام الجزائريين تحد كبير في ما يتعلق بالحراك الشعبي والنجاح في الانتقال الديمقراطي الصعب بكل تحدياته .
• أولا كيف تقرؤون النتائج الاولية للانتخابات البرلمانية وإلام تشير ؟
لقد فازت الأحزاب التقليدية الكبيرة بأغلبية المقاعد البرلمانية ، وأعني بذلك حزب جبهة التحرير الوطني وحزب التجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم وحركة البناء الوطني وهي أحزاب تقليدية ذات وعاء انتخابي مستقر وكان من الطبيعي أن تنهزم الأحزاب الصغيرة والتي تعرف باسم الأحزاب المجهرية وذلك لأنها غير قادرة على التجنيد والتأطير ، بل هي في كثير من الأحيان عاجزة حتى عن إيجاد مترشحين مما جعلها تبحث عن مترشحين من خلال إعلانات تجارية...
• ما التغيير الحاصل وهل أن نسبة التدني في المشاركة تعكس إخفاق المسار الانتقالي أو عدم حماسة جزائرية للحراك الحاصل ؟.
بكل تأكيد ، يعكس تدني نسبة المشاركة الانتخابية في مختلف الاستحقاقات السياسية بالدرجة الأولى فشل المنظومة السياسية، والتي يتحمل الجميع مسؤوليتها من سلطة ومعارضة وأطياف معينة في الحراك الشعبي ، فقد شهدت الجزائر ثورة شعبية سلمية أسقطت النظام البوتفليقي والذي يرمز إليه بالعصابة ، ولكن للأسف مازالت العصابة تتمتع بأذرعها في مختلف مفاصل الدولة والمجتمع وقد نجحت إلى حد بعيد في ثورتها المضادة للثورة السلمية الشعبية التي قد تكون انتهت إلى نتائج عكسية ليست في مستوى تطلعات الفئات الشعبية الواسعة في المجتمع والتي أصبحت تعبر عن موقفها الرافض للتوجه السياسي العام من خلال العزوف الانتخابي .
• ما أبرز التحديات الداخلية والخارجية أمام الجزائر على مختلف الصعد الأمنية والصحية والاجتماعية كذلك في ما يتعلق بالتغيرات في المنطقة ككل وفي ليبيا ؟.
إن الجزائر ليست جزيرة معزولة عن العالم فالسياسة الخارجية يجب أن تكون انعكاسا للسياسة الداخلية ، والجزائر نحاول في هذا الصدد أن تظهر بوجه ديبلوماسي مغاير لما كانت عليه في السابق ، ولكن يبقى التحدي الأمني الخارجي من أهم التحديات التي تواجه الجزائر خاصة على الحدود الشرقية مثل ليبيا أو الغربية مثل المغرب أو الجنوبية مثل مالي والنيجر ، فما يحدث في ليبيا أو في مالي بهم الجزائر بالدرجة الأولى ، سواء أتعلق الأمر بالعمليات الإرهابية أو العمليات الانقلابية العسكرية .
• كيف ترون الوضع الحقوقي في الجزائر وهل أن هناك تغيرا على مستوى حقوق الإنسان في الجزائر؟.
لقد أصبحنا للأسف الشديد نطرح موضوع حقوق الإنسان من الجانب السياسي فقط، وعندما نطرح حقوق الإنسان من الزاوية السياسية نهمل الكثير من الحقوق الأساسية الأخرى والتي من أهمها العدالة الاجتماعية وتوزيع الدخل الوطني والقدرة الشرائية للمواطنين ، ومن الطبيعي في ظل الإثارة الإعلامية والسياسية أن تتصدر الحريات السياسية اهتمام الرأي العام الذي توجهه وسائل الإعلام كيفما تشاء !.
لا ننكر أننا قد وصلنا إلى درجة كبيرة من الاحتقان السياسي، فلم يعد كل طرف يقبل بالطرف الآخر ولا يثق فيه البنة، وهذا هو حال المشهد السياسي الذي تتقاذفه أرجل السلطة والمعارضة والذي ما انفك يتكور مثل كرة الثلج من يوم إلى آخر .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115