في ليبيا صعب جدا في ظل اتساع بؤر تواجد تنظيم داعش الارهابي وتزايد عمليات تسرب الارهابيين والسلاح وايضا الجريمة المنظمة. واوضح في حديثه لـ«المغرب» مباشرة من طرابلس ان البلاد تعاني من ازمتي سيولة وغذاء تستوجبان التدخل العاجل .
• لو توضح لنا آخر تطورات المشهد السياسي الليبي ؟
مازالت ليبيا تتنظر الدفع بالاتفاق السياسي نحو التحقيق على ارض الواقع بينما البرلمان لم يمنح الثقة لحكومة الوفاق الوطني ويصر رئيس البرلمان عقيلة صالح على ان تأتي الحكومة بأكملها الى قبة البرلمان ويطرح كل وزير رؤيته وتصوره لشغل هذا المكان. بينما يعاني الشعب من المشكل الاقتصادي بعدم توفر السيولة وازدحام المواطنين امام البنوك لأخذ البعض من مرتباتهم . وتعلمين قدوم شهر رمضان المبارك وما يحتاجه من توفير بعض الاحتياجات. والأمر الذي يزيد في تدهور الوضع المعيشي هو ارتفاع اسعار العملات الصعبة مما اثر على ارتفاع اسعار السلع والمواد الغذائية والطبية وغيرها. اي ان البلد يعاني من ازمة سيولة وأزمة غلاء. ناهيك عن انقطاع الكهرباء وتأثيره على بعض الخدمات في ظل عدم وجود حكومة على الارض بعد ان ترك الامر لحكومة الوفاق التي لم تمنح الثقة بعد. كما ان هناك قصورا في الخدمات خاصة المتعلقة بالصحة والتعليم وغيرهما حتى ان الامتحانات للشهادة الاعدادية والثانوية تم تغيير وقتها بسبب عدم توفر الاموال اللازمة لإجرائها في ظل عدم وجود ميزانية أو وزارات. بالإضافة الى ما تعانيه المستشفيات من نقص في المواد الطبية والمعدات والمستلزمات الصحية.
اما الوضع الامني فما زال يعاني لعدم وجود جيش او شرطة فعلية على الارض .
• هل ستنجح حكومة السراج المكلفة في حل كل هذه المشاكل العالقة؟
امام الحكومة العديد من العوائق والمشاكل . صحيح انها ركزت على الاعترافات والدعم الدولي وتناست اهم شيء وهو التوافق الداخلي ، والذي اعتبره مهما في بناء الدولة الليبية الحديثة . كما انها تعاني من بطء في الخطوات خاصة في ظل ارتباط الوضع المالي بها وكذلك وقف التعامل مع الحكومتين في الشرق والغرب وعدم تمكنها من بسط سيطرتها على الارض.
الموقف صعب للحكومة في ظل عدم منح الثقة وخاصة انها اتخذت بعض القرارات الاستباقية التي ولدت عند البعض استفزازا.
• هناك انباء ان بوكو حرام انضمت الى داعش في ليبيا ما هي قراءتك للوضع الامني بعد استفحال خطر الارهاب؟
الوضع الامني صعب فهناك بؤرة تم وضعها في ليبيا في ظل تصارع بين الشرق والغرب وعدم وجود دعم لوجستي دولي حقيقي لمراقبة الحدود الليبية وعمليات تسرب الارهابيين والسلاح وايضا الجريمة المنظمة. ومن هنا يمكن ان يدخل ليبيا اي مجرم او ارهابي خاصة وانه يعبر حدود دول لا تريد ان تتعاون مع ليبيا في حفظ الامن والاستقرار . ولعلك تستغرب ان هذه الدول حقيقة لها علاقات قوية مع فرنسا.فالقاعدة العسكرية الفرنسية بمالي ليست بعيدة وتشاد اقرب للحدود الجنوبية وغيرها ، ومع هذا تتسرب الهجرة غير الشرعية ولا وجود لمن يتصدى للارهابيين في ظل وجود دولة تعاني في ليبيا..دولة فاشلة حقيقة.
اعتقد ان اساس المشكلة هو عدم وجود جيش حقيقي في ليبيا ويخشى ان يتسرب السلاح الى الجماعات المسلحة وتخوض به بعد ذلك حربا من اجل المناصب او المواقع السياسية .
• ما هي المناطق التي احتلها داعش اليوم في ليبيا؟ وما مدى خطورة هذا التنظيم على الوضع في البلاد؟
اهم المناطق التي احتلها داعش الارهابي هي : سرت - النوفلية وبن جواد وكان بوقرين والوشكة .
ان خطورة هذه المناطق تكمن في قربها من مواقع الحقول النفطية في وسط البلاد وانها ايضا تقطع المسافة بين الشرق والغرب وكذلك قربها من مدينة مصراته حيث النشاط الاقتصادي والموانئ البحرية وايضا مدينة الثورة واعتقد ان هناك عددا كبيرا من المناطق الموالية للنظام السابق.
• وهل المجتمع الدولي جاد برأيكم في مساعدة ليبيا ؟
لقد كان المجتمع الدولي قبل دخول حكومة الوفاق لطرابلس يلوح بالتدخل على الارض ويقوم ببعض الضربات الجوية. وكنا نقلنا في الاعلام وجود ضربات على اساس طيران مجهول ، فاين هي الان وقد قطع رتل مسلح من دواعش درنة مسافة 800 كم من درنة الى سرت ولم يتعرض له احد وايضا هروب بعض عناصر تنظيم داعش من صبراته الى سرت ولا وجود لضربات على الحدود الليبية ولكن التصريحات والمؤتمرات الدولية كبيرة دون اي فعل حقيقي. ثم ان هناك تجمعا دوليا لمكافحة تنظيم داعش لكن لم نر له وجودا او فاعلية في ليبيا ..طبعا بالضربات الجوية والدعم اللوجستي والفني فالليبيون لا يريدون من يتدخل على الارض.
• كيف ترون موقع ودور حفتر في المعادلة السياسية؟
حفتر موجود في الخارطة ووراء حفتر بعض الدول وهذا واضح في مساعدته بالسلاح وعدم اقصائه من المشهد . اذ لم تصدر بعثة الامم المتحدة فيما يحدث في بنغازي أي قرار ضده ولعلك ترى كيف انه يقوم بمحاصرة درنة ومحاولة دخولها بدعوى مكافحة الارهاب . وألآن يحاول ان يسيطر على الحقول النفطية وتحويل الحرب من الحرب على الارهاب الى حرب النفط والسيطرة على الثروات وفرض الامر الواقع على المجتمع الدولي.