سوريا: طريق مفتوح أمام الأسد لولاية جديدة .. وتشكيك دولي في نزاهة العملية الإنتخابية

فتحت مراكز الاقتراع أبوابها يوم أمس لاختيار رئيس للبلاد، وسط انتقادات دولية ومحلية اعتبرت الإنتخابات «مُضللة وغير نزيهة»

ومُهيئة لإعادة إنتخاب الرئيس الحالي بشار الأسد لا غير، وذلك بالتزامن مع تعطل العملية السياسية لحل الأزمة والتي أرهقت المنطقة والعالم لسنوات عدة دون نجاح الجهود المبذولة لإرساء حلّ سياسي ينهي الحرب الدائرة في بلاد الشام منذ 2011 .
ويتنافس في الانتخابات وفق مصادر رسمية سورية مرشح حزب البعث الحاكم بشار الأسد الرئيس الحالي -وهو الرئيس التاسع عشر لسوريا والخامس في تاريخ الجمهورية العربية السورية والذي يحكم منذ 17 جويلية 2000 - والمرشح عبد الله عبد الله عن الأحزاب المتحالفة مع حزب البعث، ومحمود مرعي، عن أحزاب معارضة الداخل غير المرخص لها.
وشككت خمس دول غربية في نزاهة الانتخابات الرئاسية السورية عشية انطلاقها حيث أصدر وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا بيانا مشتركا للتنديد بـ «الانتخابات (الرئاسية) المزورة» .وقالت الدول الخمس إنها «تدعم أصوات جميع السوريين ، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني والمعارضة السورية ، الذين أدانوا العملية الانتخابية ووصفوها بأنها غير شرعية».

وكان وزير الداخلية السوري اللواء محمد الرحمون قال أمس في مؤتمر صحفي إن عدد المراكز الانتخابية في سوريا لرئاسة الجمهورية يبلغ أكثر من 12 ألف مركز في جميع المحافظات السورية وان عدد من يحق لهم الاقتراع أكثر من 18 مليونا.وتجرى الانتخابات الرئاسية لمدة يوم واحد ويمكن للجنة العليا للانتخابات تمديد العملية الانتخابية عدة ساعات. وقد جرت يوم الخميس الماضي الانتخابات للسوريين خارج بلادهم في الدول التي توجد بها سفارات سورية.

هذه الانتخابات هي الثالثة منذ اندلاع الحرب الأهلية سنة 2011 والتي أدت إلى مقتل أكثر من 400 ألف شخص وخلقت أسوأ أزمة لاجئين في العالم، وسمحت بتغلغل التنظيمات الإرهابية وتمدّد نفوذها وتنامي نشاطها ، مجتذبة بذلك أطرافا إقليمية وأخرى دولية إلى داخل الحرب السورية. اذ أدى تدخل روسيا في الحرب إلى جانب إيران والجيش السوري وحزب الله الشيعي إلى تغيير موازين القوى لصالح بشار الأسد، مقابل اتهامات أمريكية وسعودية وتركية مستمرة لموسكو بإذكاء الصراع في سوريا وتقويض الحل السياسي.

المعادلة السورية وفرص الحلّ
ويرى متابعون للمشهد السوري ، أنّ تضارب المواقف الدولية إزاء المعادلة السوريّة وتشابك الأدوار على الميدان ، بدءا بالنظام مرورا بمعارضة مسلحة وأخرى معتدلة وصولا إلى تشكيلة فسيفسائية من الكتائب المسلّحة والتنظيمات الإرهابيّة ، كلّ هذه التراكمات جعلت من الأزمة السورية المحور الأهم في ملفات السياسة الدولية في غياب بنود حلّ واضحة سواء على المدى القريب أو البعيد .

وتتزايد المخاوف من تأثير هذه الانتخابات على مسار الحل السياسي خاصة وأن فرضية الحل لازالت بعيدة نوعا ما رغم المتغيرات التي تشهدها السياسات الدولية في منطقة الشرق الأوس في غياب قرارات ملموسة ومؤشرات على توافق قريب بين أطراف الصراع السوري ، وذلك رغم تطمينات المجتمع الدولي ومن ورائه الفاعلون الدوليون أنّ هوّة الخلافات والانقسام لاتزال واسعة.

يرى مراقبون ان هذه المتغيرات الأخيرة التي شهدتها السّاحة السوريّة وانسحاب القوات الأمريكية وإجراء الأسد لانتخابات رئاسية تعيد فرضية خروج المعادلة السورية عن السيطرة إلى الواجهة مجددا وهو ما تحاول كل من موسكو وواشنطن تفاديه بالضغط تارة وتقديم التنازلات تارة أخرى.
وحول المبادرات الإقليمية التي تُطرح في الوقت الراهن لحل الأزمة السورية يرى مراقبون أن الحديث عن تحقيق تطورات سيكون رهين عودة علاقات النظام السوري مع دول المنطقة ، إذ تشهد هذه الآونة حراكا دبلوماسيا سوري بدأت ملامحه تتشكل عبر محاولات إعادة سوريا إلى الحضن العربي عبر محادثات مع الجانب المصري والسعودي مؤخرا وغيرها من الدول العربية .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115