بالتوازي مع اتساع نطاق اعتداءات جيش الاحتلال في القدس الشرقية وسياسات التهجير لسكان حي الشيخ جراح ، خسرت تل أبيب الأصوات المدافعة عنها في المنابر ووسائل الإعلام الدولية وانعكس ذلك في تغييرات نسبية بالتغطية الإعلامية لوسائل الإعلام الغربية .
وظهرت أخيرا عبارات الفصل العنصري والتطهير العرقي والنكبة في خطاب مؤسسات إعلامية دولية مؤثرة ومعروف عنها انحيازها لإسرائيل. ونحن أمام مرحلة جديدة للنضال الفلسطيني على الساحة الدولية التي باتت مؤهلة أكثر من ذي قبل لتناول الحقوق الفلسطينية. وقد أصبحت فلسطين على كل لسان تتحدث عنها الصحف ووسائل الإعلام صباحاً ومساءاً ، والعديد من الأكاديميين والشخصيات الدولية المؤثرة عكفت في الأسابيع الماضية على البحث عن مصادر تاريخية تصف لهم الواقع الفلسطيني في الماضي والحاضر ، وتعالت الأصوات المطالبة بوقف الانحياز السافر من بعض القوى الدولية لإسرائيل .
نتيجة لذلك ، وخلافاً لما هو سائد بالانشغال بمستقبل الشرق الأوسط والأنظمة السياسية والاقتصادية في دول المنطقة، فمن الأرجح أن تنشغل مراكز الفكر والدراسات الإسرائيلية خلال الفترة المقبلة بإعادة تقييم الدبلوماسية العامة لتل أبيب التي لم تشفع لها ملايين الدولارات والدعم الخارجي من إيقاف تغريدات أبناء فلسطين لتوثيق وشرح الأحداث -بلغات أجنبية وبعبارات بسيطة مجردة عن الهوية والعصبية ومشفوعة بأرقام -توضح كل ما يتصل بالنضال الفلسطيني والصمود الذي يجلب الفخر لأجيال من قديم الأزل وحتى اليوم ، أجيال تحتفظ داخلها بحلم عودة الأرض وأصحاب الأرض.
قد يقتصر الأمر على حالة انتفاضة قام بها أبناء فلسطين مثل انتفاضات سابقة تتبعها نوبات من الهدنة واتصالات سياسية، إلا أنّ تلك الانتفاضة الأخيرة والتفاعل مع أنماط وأدوات جديدة تعكس نضالاً وصموداً متواصلاً لأبناء الأرض المقدسة ، وتعد بمثابة منعطفاً هاماً وتاريخياً في مسيرة صمود الشعب الفلسطيني للدفاع عن الأرض وعن الهوية. لاسيما وان الحراك بدأ من الداخل الإسرائيلي ، ولم يكن مبعثه فرداً أو جماعة وإنما انتفاضة قلوب باسلة ترفض الانصياع للمحتل وجميع الممارسات الاستعمارية .
وخلافاً للأطر الحنجورية، توحد الشباب الفلسطيني في مختلف بقاع العالم ونجحوا في توظيف وسائل التواصل الاجتماعي - تحديداً باللغات غير العربية - وتسليط الضوء علي الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية التي تمارسها حكومة تل أبيب وسياساتها الإقصائية لفلسطيني الداخل ، الأمر الذي وضع نهاية لروايات التزييف التي اعتادت تل أبيب أن تسوقها للرأي العام الدولي وان أحداث الأقصى لا تخرج عن كونها خلافات عقائدية .
ودعماً لصمود أبناء الشعب الفلسطيني في الدفاع عن الأرض والهوية، يجب أن يظل المواطن العربي نصيراً وداعماً للقضية الفلسطينية ، وكل مواطن عربي له دور هام في تعظيم المكتسبات الفلسطينية من خلال استمرار التفاعل علي منصات التواصل الاجتماعي مع الشأن الفلسطيني بشكل يومي وتكثيف نشر التوعية بحقوق الشعب الفلسطيني الذي يعاني من نظام فصل عنصري متكامل يمارس ضده.
في حياة الأمم أحداث هامة عديدة ولكن بعض الأحيان تكتسب أهمية خاصة على أساس نجاحها في حشد دعم دولي واسع النطاق . أحداث الشيخ جراح وما دشنته من أنماط النضال الالكتروني تمثل واحدة من تلك الأحداث الفارقة ، التي يجب تعظيم الاستفادة منها بشكل متواصل ، يضمن ترتيبات سياسية وميدانية- آنية ومستقبلية - عادلة للشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية وفلسطيني الداخل ( هدم الجدار العازل ، عودة اللاجئين وغيرها من الحقوق الفلسطينية المسلوبة...) .
النضال الالكتروني ... مدخل جديد لنصرة الحق الفلسطيني
- بقلم محمد محمود عبد الوهاب
- 11:12 24/05/2021
- 1276 عدد المشاهدات
منذ تنفيذ مخطط اقتحام المجموعات اليمينية المتطرفة للمسجد الأقصى في الأسبوع الأخير من شهر رمضان الكريم