مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الدولية د. نبيل شعث لـ«المغرب»: «لـم يعد أمام الشعب الفلسطيني سوى النضال والاستمرار في المقاومة»

في حوار لـ«المغرب» أنّ ماتعيشه فلسطين اليوم إنتفاضة حقيقية في مواجهة العدوان الإجرامي «الإسرائيلي» المدعوم دعما كاملا من أمريكا. وتابع أنّ المطلوب الآن تحقيق إطار ديمقراطي للوحدة الفلسطينية بما يؤدي الى إستعادة العلاقة الكاملة بين الشعب الفلسطيني وقيادته واستغلال كافة الإمكانيات والقوى في مواجهة العدو الإسرائيلي .
• إلى أي حد وصلت الانتفاضة في فلسطين اليوم؟
انتشرت الانتفاضة في كل مكان في فلسطين وقد انطلقت من القدس عاصمة بلادنا وقلب كل مسلم ومسيحي في العالم. الإسرائيليون هاجموا المصلين وحرموهم من حقهم واعتدوا عليهم داخل المسجد الأقصى وألقوا عليهم القنابل، فاشتعلت الأمور في غزة وفي أماكن مختلفة في الضفة وتصاعد القصف الإسرائيلي علينا بالأخص في غزة فاستهدفت البنايات والتجمعات السكنية ودمرت المساكن فوق رؤوس ساكنيها . هناك 40 ألف شخص فقدوا منازلهم يهيمون في الشوارع ونحاول قدر المستطاع مساعدتهم ودعمهم .
القصف والاعتداء الإسرائيلي المُجرم مٌستمرّ ومجلس الأمن لا يستطيع إصدار قرار يدين العدوان في وجود الفيتو الأمريكي، للأسف لا نسمع أصواتا عربية حقيقية تقف وراء أبناء شعبنا أو قرارات بوقف التطبيع بما من شأنه أن يضع ضغوطا على إسرائيل ...لذلك لم يعد أمام هذا الشعب سوى النضال والاستمرار في المقاومة .
ولا يُعوّل اليوم على الأنظمة العربية الرسمية التي طبّعت لكن التعويل يكون على الشعوب العربية والمظاهرات الشعبية الداعمة.
• ماذا تقولون على هذه المسيرات المناهضة للعدوان الصهيوني ومنها مسيرات الدعم التي انطلقت وتستمر حتى الآن في تونس؟
نحيي تونس الحبيبة الشقيقة التي احتضنتنا في أصعب الأوقات وتقف على الدوام إلى جوارنا ونرى أيضا التظاهرات العربية في كل مكان في أوروبا لندن وفيينا وباريس وغيرها. وأتمنّى أن تستجيب حكوماتهم وجيوشهم لمطالبهم بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني .
• ألم يحن الوقت اليوم للوحدة الفلسطينية وتجاوز هذا الشرخ الكبير ؟
اتفقنا على الوحدة الوطنية وعلى الانتخابات لكي ينتخب الشعب بنفسه النسب المائوية التي يريدها من كل تنظيم في إطار حكومة وحدة وطنية، بدأت القصة بحرمان أبناء شعبنا في القدس من المشاركة في الانتخابات وحرمانهم من المشاركة في العملية الإنتخابية وقد تحوّلت فيما بعد إلى قصف لأبناء شعبنا في المسجد الأقصى وتحوّلت إلى انتفاضة شعبية في كافة الأراضي الفلسطينية. ولا يوجد خلاف فلسطيني فلسطيني الآن إطلاقا.. ونحن نواجه جميعا العدوان الإجرامي الإسرائيلي المدعوم دعما كاملا من أمريكا.
• هل توجد ملامح لمرحلة جديدة في فلسطين بعد هذه الوحدة ؟
المطلوب تحقيق هذه الوحدة وتحقيق إطار ديمقراطي يستعيد العلاقة الكاملة بين الشعب الفلسطيني وقيادته.. توحيد قدراتنا وقوانا وإمكانياتنا للإنطلاق في مواجهة العدو الإسرائيلي .
• ما الرسالة التي توجّهونها للعالم وللشعوب العربية وما المطلوب منهم اليوم؟
نحيي كل من وقف داعما لنا وكل من وقف يطالب حكومة بلاده وجيوش بلاده بدعم القضية الفلسطينية ووقف التطبيع المشين مع إسرائيل وخاصة في هذا التوقيت المشين لإسرائيل، والتصدي للسياسة الأمريكية الداعمة للإحتلال ، نرجو أن تتحوّل مواقف شعبنا في شوارعه وفي شتاته في الخارج إلى قرارات حقيقية من الحكومات العربية تقف بإمكاناتها وقدراتها إلى جانب الشعب الفلسطيني .
• هل أنه من الممكن التوصّل إلى هدنة خلال الأيام أو الساعات القادمة؟
نحن لا نريد أن نرى دمار بيوتنا وأبناء شعبنا في الشوارع، لكنّنا لا نريد وقفا لإطلاق النار يجعلنا نرضخ ونستسلم لمطالب «إسرائيل».. نريد من يضغط على «إسرائيل» لكي توقف عدوانها ...فالعدوان الإجرامي كله يأتي منها.