عددا من الملفات الهامة التي كانت لها الأولوية منذ توليه الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية. واستعرض الخطوط العريضة لسياسة إدارته في وقت تشهد فيه بلاده صداما على جبهات مختلفة سواء أكانت خارجية مع روسيا والصين أو في مواجهة تحديات داخلية منها انتشار جائحة «كورونا» وتداعياتها على الإقتصاد الأمريكي والعالمي.
والخطاب الرئاسي في مبنى «الكابيتول» تقليد راسخ تشهده الحياة السياسية الأمريكية، إلا أنّه ووفق وسائل إعلام فإنّ كلمة بايدن هذه السنة جرت في أجواء استثنائية بسبب أزمة كورونا.وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولايات المتحدة «تمضي قدما مرة جديدة» بعد سلسلة من الأزمات الهائلة، معبرا عن إرادته في الإصلاح، وداعيًا الأغنياء إلى «دفع نصيبهم العادل».
وقال بايدن «بعد 100 يوم، يمكنني أن أقولها للبلاد: أمريكا تمضي قدمًا مرة جديدة». وأضاف «أمريكا مستعدّة للانطلاق. نحن نعمل مرّةً جديدة، نحلم مرّة جديدة، نكتشف مرّة جديدة، نقود العالم مرّة جديدة. لقد أظهرنا لبعضنا البعض وللعالم (أنّه) لا يوجد استسلام في أمريكا».وشدد على أن هذا الجهد الوطني يجب أن يُركز الآن على إعادة بناء الاقتصاد ومحاربة عدم المساواة من خلال «أكبر خطة عمل منذ الحرب العالميّة الثانية».ودعا الرئيس الأمريكي إلى زيادة المساهمات الضريبيّة بالنّسبة إلى الشركات والأمريكيّين الأكثر ثراءً، وذلك من أجل تمويل خطته لمساعدة العائلات.وقال في الخطاب السنويّ أمام الكونغرس «حان الوقت لكي تبدأ الشركات الأمريكيّة وأغنى 1% من الأمريكيّين في دفع نصيبهم العادل».
واعتبر بايدن أن خطة التطعيم ضدّ كوفيد-19 في الولايات المتحدة «واحدة من أعظم النجاحات اللوجستيّة» في تاريخ البلاد.
وقال إن «أكثر من نصف البالغين تلقّوا جرعة واحدة على الأقلّ» وإنّ «الوفيات بين كبار السنّ انخفضت بنسبة 80 % منذ شهر جانفي». وأضاف بحذر «لا يزال هناك عمل يتعيّن فِعله للتغلّب على الفيروس». وخلال خطابه تطرّق بايدن الى المسائل الخلافيّة التي تعيشها الولايات المتّحدة الأمريكية مع دول العالم خاصة منها روسيا والصين ، إلاّ أنّه ووفق مراقبين فقد اعتمد ساكن البيت الأبيض لهجة أقل عدائية من لهجة تصريحاته خلال الآونة الأخيرة والتي وصفت بالعدائية تجاه موسكو بالأساس .
فقد أكّد الرئيس الأمريكي جو بايدن، في خطابه أمام الكونغرس، أنه لا يسعى للتصعيد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد أن فرض عقوبات على موسكو بسبب مجموعة من المخاوف إضافة إلى تدخلها في الانتخابات الرئاسية. وقال بايدن في خطاب سنوي أمام الكونغرس «أوضحتُ لبوتين أنّنا لا نسعى إلى التصعيد، لكنّ أفعالهم لها عواقب’’.وكان بايدن قد وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ»القاتل»، متعهدا بجعله «يدفع ثمن أعماله».وجاء الرد الروسي من بوتين على وصف بايدن بأنه «قاتل»، قائلا إنه يتمنى للأخير الصحة، إلا أنه قال: «القاتل هو من يصف الآخر بذلك».
ملفات خارجية
وتشهد العلاقات الأمريكية الروسية فترة من الجفاء والبرود والتي بدأت منذ عهدة الرئيس السابق دونالد ترامب واستمرت خلال بداية عهد بايدن، رغم أنّ الآمال كانت مرتفعة في البداية بحدوث تغيرات بوصول الرئيس الجديد إلاّ أنّ ذلك لم يحصل .
وبشأن الصين التي تشهد علاقاتها مع أمريكا صداما مستمرّا زادت حدّته بعد إنتشار فيروس ‘’كورونا’’ في العالم والاتهامات التي تبادلتها الدولتان حول منشإ الوباء، إلاّ أنّ بايدن قال أمام الكونغرس إنّ الولايات المتحدة «لا تريد نزاعا» مع الصين، لكنّه عبّر في الوقت نفسه عن «الاستعداد للدّفاع عن المصالح الأمريكية في المجالات كافة».
وقال بايدن: «خلال مناقشاتي مع الرئيس شي (جين بينغ)، أخبرته بأنّنا نؤيّد المنافسة» ولكن في المقابل «سنحارب الممارسات التجاريّة غير العادلة» و»سنحافظ على وجود عسكريّ قوي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ» و»لن نتخلّى عن الدفاع عن حقوق الإنسان».وشدد بايدن على أنه سيعمل عن كثب مع حلفاء أمريكا لمواجهة التهديدات التي تشكلها برامج إيران وكوريا الشمالية النووية «من خلال الدبلوماسية والردع الصارم».وعن أفغانستان، أكد الرئيس الأمريكي أن بلاده قادرة على التصدي للتهديدات الإرهابية بعد الانسحاب من هناك.
ومنذ التنصيب الرسمي للرئيس الأمريكي الـ46 الديمقراطي جو بايدن الذي أدى اليمين الدستورية خلفا للرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب ، وجد الساكن الجديد للبيت الأبيض جو بايدن نفسه أمام إرث صعب تركه سلفه الرئيس الأمريكي الأكثر غرابة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية بشهادة قادة الرأي العام الدولي بسبب سياسته المتهورة تارة وبسبب الإنعطافات الخطيرة التي أحدثها ترامب في علاقات أمريكا بعدد من دول العالم وما تبعها من تغيرات في التحالفات الدولية وعلى صعيد الداخل الأمريكي خلفت عهدة ترامب التي استمرت 4 سنوات منذ العام 2016 انقساما حادا لم يسبق له مثيل في الشارع الأمريكي زادت حدّته بعد تسجيل أمريكا ملايين الإصابات والوفيات بوباء كوفيد-19 فضلا عن اقتصاد تضرر بشدة وعنف سياسي متصاعد.
وكانت الفترة الأخيرة من عهدة ترامب الرئاسية مشحونة في ظلّ عراقيل واتهامات تواجه عملية انتقال السلطة،فرغم إعلان خسارته أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن وبعد خسارته لأغلب الدعاوى القانونية التي طعن من خلالها في نتائج الانتخابات، يرى مراقبون أن ترامب حاول مرارا في الآونة الأخيرة وضع المزيد من العراقيل أمام الرئيس المنتخب جو بايدن. ولعلّ واقعة العنف والفوضى التي شهدها الكونغرس الأمريكي كانت سابقة في تاريخ البلاد وصدمة على الصعيد الدولي في بلد يعد من أكبر ديمقراطيات العالم، لكن لا يبدو أن مغادرة الملياردير الأمريكي للحكم كانت في هدوء على غرار وصوله للحكم وفترة حكمه، إذ طالما أثارت سياساته عاصفة من الاضطرابات في الأجواء الأمريكية داخليا.
واتسمت فترة حكم ترامب باتخاذه قرارات أثارت جدلا واسعا انقسمت بين خروج بلاده من اتفاقات دولية ودخولها في اتفاقات أخرى كانت محل انقسام داخلي حتى انه أحدث انقساما حادا صلب إدارته في حد ذاتها ومؤسسات الدولة العميقة أيضا . وأكد فريق الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، أنه سيتخذ حزمة قرارات في اليوم الأول لولايته، تمثل انقلابا على إرث سلفه دونالد ترامب.وذكرت تقارير إخبارية في الأيام الماضية أن بايدن اتخذ منذ اليوم الأول لتوليه السلطة في واشنطن، وبعيد حفل التنصيب، سلسلة قرارات، تهم 17 قرارا تنفيذيا تلغي تدابير اتخذتها إدارة ترامب في أوقات سابقة.
ومن أبرز قرارات بايدن، إلغاء مرسوم الهجرة المثير للجدل الذي اعتمده ترامب سلفه لمنع رعايا دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة.كما سيتعهد بعودة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس حول المناخ، وإلى منظمة الصحة العالمية.وسيعلق الرئيس المنتخب أعمال بناء جدار على حدود المكسيك وتمويله بموازنة من البنتاغون، وهي مسألة أثارت في السنوات الأربع الماضية معارك سياسية وقضائية حادة.