الكاتب والمحلل السياسي العراقي ناصيف الخصاف لـ«المغرب»: العراق يحتاج إلى تيار وطني حقيقي رافض لمجمل التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي

في العراق يشهد تحسنا ملحوظا لكن الوضع الاقتصادي يزداد سوءا بعد قرار الحكومة تخفيض سعر الدينار العراقي. وأضاف ان العراق يحتاج اليوم الى إرادة وطنية حقيقية تخرجه من أزماته وتبعده عن لعبة المحاور الإقليمية وانعكاساتها السلبية .
• إلى أين يسير المشهد اليوم في العراق وما مآل الحراك؟
الوضع الأمني في العراق أفضل منه من زمن رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي لكن الوضع الاقتصادي سيّء جدا وقد ازداد سوءا بعد قرار الحكومة تخفيض سعر الدينار العراقي، وهو أمر غريب لان الدول دائما الى تقوية عملتها لا لتخفيضها وقد انعكس ذلك على كاهل المواطن العراقي وساهم برفع اسعار بعض المواد الى 60 % عن أسعارها السابقة.
علما ان رئيس الوزراء الحالي جاء نتيجة للحراك الاحتجاجي الذي أسقط رئيس الوزراء السابق ورغم مساعي رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي ان يظهر بمظهر انه انعكاس لحركة الاحتجاج ونتاج لها الا انه لم ينجح في مسعاه لمحاولته مسك العصا من المنتصف في علاقاته الداخلية والخارجية . وهي سياسة تعني عدم وجود أصدقاء أو حلفاء حقيقيين له لا في الداخل ولا في الخارج فصديق الجميع لا صديق له كما يقول المثل الإنغليزي.
• وكيف هي أوضاع حقوق الانسان وما التحديات أمام الحكومة؟
في ما يتعلق بالشأن الداخلي جاء رئيس الوزراء الحالي كما ذكرت بعد انتفاضة تشرين وإجبارها لرئيس الوزراء السابق على الاستقالة وفي مسعى رئيس الوزراء الحالي ان يبدو انه يمثل قوى الاحتجاج بدأ بتقريب عدد من قادة الحراك له وعين عددا منهم في مناصب مهمة في المؤسسات المهمة وعيّن بعضهم كمستشارين في مكتبه الخاص وهي خطوة تحسب له، لكنه لم يحقق وعوده في محاسبة قتلة المتظاهرين وتسمية الأطراف السياسية المسؤولة عن قتلهم وجرح الآلاف منهم واغتيال واختطاف الناشطين المدنيين مما ساهم في خلق هوة كبيرة بينه وبين شباب الانتفاضة ساهم في توسيعها استمرار عمليات الاغتيال وعمليات الاختطاف دون موقف مؤثر من الحكومة وقواتها الامنية ولم تستطع الحكومة وقواتها الامنية الحد من هذه الأفعال المخالفة للدستور والقانون والعرف والشرع
وكذلك الامر في ما يتعلق بعلاقات العراق مع الجوار، لازالت الحكومة غير قادرة على الحد من التدخلات الاقليمية بالشأن العراقي رغم ان العراق يمتلك وسائل ضغط تتمثل في حجم التبادلات التجارية مع بعض دول الجوار والتي تتجاوز العشرة مليارات دولار دينار سنويا
• دخلت المنطقة في مرحلة جديدة من التسويات فهل يسير الملف نحو التسوية في اعتقادكم؟
لا زال الوقت مبكرا للحديث عن إمكانية ايجاد حل للوضع في سوريا لأنه أصبح إحدى مفردات الصراع الدولي في المنطقة. ورغم وجود بعض الآمال في انخفاض مخاطر نشوب صراع مسلح بين إيران والولايات المتحدة لكن هذا لا يعني إمكانية ايجاد حلول سريعة للمشاكل المستعصية في المنطقة الا اذا خضع ذلك للتفاوض أيضا واعتبر أولوية قصوى لكل من الولايات المتحدة وإيران ولا اظنه كذلك.
• وما تأثيرات ذلك على الوضع العراقي؟
إنعكاسات الانفراجة المتوقعة في الوضع الأمني للمنطقة على دولها منوط بمدى استعداد كل منها للتعاطي مع موجبات هذه الانفراجة، وهذا يشمل العراق كما يشمل باقي دول المنطقة . لكن يبقى تلمس نتائج إيجابية سريعة على الوضع في العراق شيء بعيد المنال مالم توجد ارادة سياسية وطنية وتيار وطني حقيقي رافض لمجمل التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي العراقي.