تمّ التخطيط له منذ أعوام حسب ما ذكرت تقارير عبرية سابقا لتربط القناة الجديدة بين البحر الأحمر والبحر المتوسط . وقد ساعدت اتفاقية نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير للسعودية في تحول ممر تيران إلى «ممر دولي» مما دفع تل ابيب للمسارعة بالإعلان عن هذه الخطوة دون أن تجد أية عراقيل .
وتربط قناة السويس بين البحرين الأحمر والمتوسط، وتعد واحدة من أهم الممرات المائية في العالم، ووفقا للإحصائيات العالمية، فإن نحو 30 % من حاويات الشحن في العالم تمر عبر قناة السويس ونحو 12 % من إجمالي التجارة العالمية لجميع السلع. ويصل طولها إلى 193 كيلومترا وهي قناة اصطناعية تم إنشاؤها عام 1869 وتمرّ في الأراضي المصرية.
تهديد قومي
وتمثل قناة بن غوريون تهديدا قوميا وأمنيا لمصالح مصر التي تعتبر قناة السويس مصدرا أساسيا لمداخيلها وأحد اهم مصادرها للنقد الأجنبي. وقد ألحقت ، أزمة السفينة العالقة في قناة السويس منذ أيام، خسائر فادحة بالاقتصاد المصري ونتج عنها تعطل الملاحة الدولية، وهو ما دفع 7 ناقلات غاز الى تغيير مسارها بعيدا عن قناة السويس إلى الخط البحري القديم حول رأس الرجاء الصالح، بحسب ما أفادت شركة «كبلر» لتحليل البيانات .
ووفق محللي البيانات وشركات تتبع السفن، فإن حوالي 206 سفن علقت على مدخلي قناة السويس، الشمالي والجنوبي، وفي وسطها، بسبب جنوح السفينة «ايفر غرين» العملاقة والذي تسبب بتعليق الملاحة في قناة السويس.
وتتمتع قناة السويس بأهمية كبيرة إقليميا وعالميا وبحسب بيانات وكالة «بلومبرغ»، فإن 10 % من تجارة النفط، و8 % من تجارة الغاز المسال تمرّ عبر قناة السويس، بينها نحو ثلثي النفط الخام القادم من منطقة الخليج.
لذلك فان أزمة قناة السويس وتعطل امدادات الغاز والنفط شكلا فرصة سانحة للكيان الإسرائيلي لتحقيق حلمه بالسيطرة على المنطقة اقتصاديا بذريعة الحاجة الى وجود ممر بديل لقناة السويس .
وتعد قناة السويس، واحدة من أهم الممرات المائية في العالم، وهي الرابط الأقصر بين آسيا واوروبا، اذ يعبر القناة قرابة 24 % من إجمالي تجارة الحاويات العالمية، و تستوعب القناة نسبة 100 بالمئة من تجارة الحاويات المارّة بين آسيا وأوروبا. ويعبر القناة حوالي 50 سفينة يوميا، ويتراوح معدل عدد السفن المارة في القناة سنويا بين 16 ألفا و18 ألف سفينة سنويا، وتجاوز عدد السفن المارة في القناة 21 ألفا و400 سفينة في العام 2008، بإجمالي حمولة اقتربت من مليار طن.
أزمة كبيرة
ويقول عدد من المحللين بانه في حال نفذت «إسرائيل» مشروعها فان مصر ستجد نفسها أمام أزمة كبيرة وستتراجع مداخيلها من النقد الأجنبي خاصة ان متوسط دخل مصر اليومي من القناة يبلغ حوالي 15 مليون دولار.
وخلال العام الماضي، حققت القناة إيرادات بلغت نحو 5.6 مليار دولار، وفق بيانات هيئة القناة وذلك رغم تأثيرات جائحة كورونا .
فبناء قناة بن غوريون -بحسب عديد الخبراء- سيخفض من تجارة النفط عبر قناة السويس بنحو 16 %. وبحسب تقارير إسرائيلية فان القناة الصهيونية الجديدة المنافسة لقناة السويس ستستغرق مدة بنائها 5 سنوات وسيعمل في المشروع 300 ألف مستخدم من مهندسين وفنيين في جميع المجالات ، يأتون من كوريا ومن دول آسيوية، ومن دول عربية مثل مصر الاردن للعمل في هذه القناة. وستكلف القناة دولة الاحتلال الصهيوني حوالي 16 مليارًا ومن المتوقع ان تجني تل ابيب حوالي 6 مليارات في السنة وما فوق من هذا المشروع.
وسعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الحد من مخاوف المصريين بشأن البدائل التي يمكن أن يبحث عنها العالم بعد أزمة قناة السويس والتعطيل الذي طالها واستمر لأيام. وقال السيسي «لقد نجح المصريون في إنهاء أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس، وإعادة الأمور إلى مسارها الطبيعي، مما يطمئن العالم أجمع على مسار بضائعه واحتياجاته التي يمررها هذا الشريان الملاحي المحوري». ورغم ذلك فإن الضغوط والتحديات التي تواجهها القاهرة تتصاعد بعد أزمة تعطل قناة السويس خاصة ان إسرائيل استغلت الوضع لتعلن عن بدء الانطلاق في مشروع قناتها البديلة بكل ما يحمله ذلك من مخاطر ليس فقط على الأمن القومي والاقتصادي لبلاد النيل ولكن أيضا على أمن المنطقة ككل .
ويؤكد هذا بأن حلم «إسرائيل» بالتمدد والتغلغل في المنطقة لا يتوقف عند حدود فلسطين الطبيعية والتاريخية ، وان نهمها لاقتلاع المزيد من الأراضي لا يعرف حدودا، وحتى اتفاق السلام الموقع بين الجانبين المصري والإسرائيلي لم يحل دون تمادى «إسرائيل» في افتكاك المزيد من المصالح بضوء اخضر امريكي وبتواطؤ إقليمي .
«قناة بن غوريون» البديلة لقناة السويس... تهديد قومي لمصالح مصر : عين «إسرائيل» على أهم الممرات المائية في الشرق الأوسط
- بقلم روعة قاسم
- 09:41 02/04/2021
- 1756 عدد المشاهدات
أعلنت «دولة» الاحتلال الإسرائيلي عن البدء بإطلاق العمل بما يسمى بقناة بن غوريون البديلة لقناة السويس. هذا المشروع الذي