في خطوة تؤكد الدعم الدولي المتزايد للحكومة الجديدة التي تمخضت عن حوار سياسي ماراطوني صعب بين مختلف الأطراف المتصارعة في ليبيا وبرعاية الأمم المتحدة. ويرى مراقبون أن هذه الزيارة التي جاءت بعد زيارة أولى أداها رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى ليبيا في إطار تأكيد دعم تونس للحكومة الليبية الجديدة، تأتي في إطار الدعم الأوروبي للسلطة التنفيذية الجديدة التي تم اختيارها في جنيف الشهر الماضي.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو أن «التطور في ليبيا يعد أحد النقاط القليلة المضيئة على مستوى السياسة الخارجية في العام الأخير... لأوروبا مصلحة كبرى في تحقيق السلام في ليبيا. إذا عملنا بشكل موحد، سيمكننا فعل الكثير».
ويزور ماس ليبيا مع نظيريه الفرنسي والإيطالي، جان إيف لودريان ولويجي دي مايو، أين التقوا مع رئيس الحكومة الانتقالية للبلاد عبد الحميد الدبيبة وكذلك أعضاء مجلس الوزراء.وقال ماس: «مهمتكم الكبرى الآن هي توحيد البلاد»، وأوضح أنه يندرج ضمن ذلك توفير الإمدادات للسكان في جميع أنحاء البلاد وإعداد الانتخابات وكذلك تنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار ومراقبته- بما تشمله من السحب الكامل لجميع القوات الأجنبية والمقاتلين.
وتبرز هذه الزيارة التي أداها وزراء خارجية كل من فرنسا ألمانيا وإيطاليا بعد أقل من أسبوعين على تشكيل الحكومة أن دبيبة يتمتع بشرعية دولية وغطاء دولي متماسك سيساعده على إيجاد مناخ داخلي ملائم لإنجاح انتخابات ديسمبر المقبل بعد سنوات من الفوضى السياسية وغياب الأمن في ليبيا. وتحتاج حكومة دبيبة هذا الدعم لحسم عدد من الملفات العالقة في البلاد والتي أثرت سلبا على المشهد الليبي وساهمت في إطالة أمد الأزمة، من بينها القوات الأجنبية والمرتزقة وهو ملف معقد زاد من حالة الفوضى الأمنية التي أرقت ليبيا على امتداد سنوات طويلة .
ونجحت حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها الدبيبة وتتألف من نائبي لرئيس الوزراء و 26 وزيرا وستة وزراء دولة، على ثقة البرلمان وأدت اليمين الدستورية خلال الشهر الحالي.
وتتولى السلطة التنفيذية الجديدة مسؤولية توحيد مؤسسات الدولة والإشراف على المرحلة الانتقالية إلى حلول موعد انتخابات 24 ديسمبر، عندما تنقضي مدتها بموجب خارطة الطريق الأخيرة.يضاف إلى ذلك التحدي الأبرز المتمثل في إخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة البالغ عددهم نحو 20 ألفا منتشرين في معظم مناطق ليبيا.
رهان وتحديات
ويراهن المجتمع الدولي على نجاح حكومة دبيبة التي تأتي بعد سنوات من ضبابية المشهد في بلاد عمر المختار شهدت حربا أهلية عنيفة بين مختلف الفرقاء وساهمت في تعطل عمل مؤسسات الدولة لسنوات طويلة ، يراهن على نجاح الحكومة الجديدة في إيجاد حلول لعدد من الملفات الشائكة التي تحتاج دعما دوليا كبيرا خاصة وأن أزمة ليبيا شهدت تداخل أطراف وفاعلين دوليين متعددين وهو ماساهم أيضا في مزيد تشعب الملف وتعقده .
وتعيش ليبيا بالإضافة إلى الحراك السياسي ومحاولات كسب الشرعية الدولية عراقيل وتحديات تواجهها الحكومة الانتقالية الجديدة برئاسة عبد الحميد دبيبة، ومن بينها عدد من المعضلات التي لم تجد الأطراف الليبية تسوية لها رغم المبادرات المتعددة وبرعاية المجتمع الدولي ودول الجوار، ولعلّ من بين أهم هذه المعضلات هي معضلات القوات الأجنبية المتمركزة في البلاد من سنوات ومدى مساهمتها في إطالة أمد الحرب في ليبيا وبالتالي الفشل في إرساء حل سياسي سلمي .
وقد سعت البعثة الأممية في ليبيا وغيرها من الأطراف الإقليمية لإلزام الأطراف المتصارعة في ليبيا باحترام وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر المنقضي ، إلاّ أنّ الخروقات استمرت في ظل الانتشار الكبير للميليشيات المسلحة في البلاد بالإضافة إلى فوضى السلاح الذي أغرق ليبيا منذ عام 2011 رغم القرار الدولي الخاص بحظر السلاح في ليبيا. ويرجع مراقبون غرق بلاد عمر المختار بالأسلحة والقوات الأجنبية والمرتزقة سواء منها الداعمة لحكومة الوفاق بقيادة السراج أو الداعمة لقوات المشير خليفة حفتر، كان من بين أهم أسباب فشل التفاوض بين الأطراف الليبية وتداخل أطراف دولية في مسار الأزمة لسنوات طويلة .
وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا في زيارة إلى ليبيا: حكومة دبيبة تحشد الدعم الدولي ومعضلة القوات الأجنبية على طاولة النقاش
- بقلم وفاء العرفاوي
- 12:55 26/03/2021
- 703 عدد المشاهدات
أدى وزراء خارجية كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا يوم أمس زيارة إلى ليبيا هي الأولى منذ تولي الحكومة الإنتقالية برئاسة عبد الحميد دبيبة