الدعوات إلى اتفاق فوري ..هل تُنهي الأزمة المستعصية في اليمن ؟

تتجه الأنظار هذه الأيام إلى اليمن وما يمكن أن يتمخضّ عن الدعوات الأخيرة إلى إنهاء الأزمة عبر التوصل إلى اتفاق شامل يعيد اليمن «السعيد» إلى سالف عهده .

إذ يشهد هذا البلد منذ سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية، والحوثيين المسيطرين على محافظات من بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014. 

وأودت هذه الحرب بحياة 233 ألفا، ويعتمد 80 بالمائة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوإ أزمة إنسانية في العالم، وفق الأمم المتحدة. كما بات القطاع الصحي في اليمن شبه منهار، وهو ما يزيد من المخاطر في ظل جائحة «كورونا».

صفحة جديدة
فبعد قرابة 7 سنوات على تفجّر هذه الأزمة ، يبدو أن مبادرات التسويات التي مهدت لطيّ صفحة الأزمة الليبية ، ومناخ المصالحات القائم في المنطقة قد فتحت الباب أمام تسوية ما للملف اليمني. وفي خضم هذا المشهد، دعا أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، «جميع الجهات الفاعلة وأصحاب المصلحة إلى بذل قصارى جهدهم لتسهيل التوصل إلى اتفاق فوري يعيد اليمن إلى طريق السلام». وأضاف غوتيريش أنه «مع دخول الصراع في اليمن عامه السابع، لازال اليمنيون يواجهون وضعا إنسانيا مزريا، بما في ذلك احتمال حدوث مجاعة واسعة النطاق، في الوقت الذي توجد فيه فجوة تمويل كبيرة (للمساعدات الإنسانية)». ودعا إلى «السماح لسفن الوقود بالدخول إلى ميناء الحديدة».

المبادرة السعودية
وكانت السعودية قد أعلنت عن مبادرة لـ«حل الأزمة اليمنية»، تتضمن وقف إطلاق النار من جانب واحد. قوبلت بترحيب الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وسلطنة عُمان وموريتانيا . وتتضمن المبادرة السعودية التي أعلن عنها وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، وقف إطلاق النار من جانب واحد، وبدء مشاورات برعاية أممية، معربا عن أمله في استجابة الحوثيين «صونا للدماء اليمنية». كما رحبت الخارجية اليمينية بالمبادرة، وحمّل جماعة الحوثي مسؤولية تداعيات عدم التعامل إيجابيا مع المبادرة السعودية، مؤكدا حرص حكومته على السلام وعملها جاهدة لتحقيقه.
كما دعا مجلس الأمن الدولي قبل أيام وتحديدا يوم 18 مارس الجاري، جميع الأطراف إلى العمل مع المبعوث الأممي إلى اليمن، دون شروط مسبقة من أجل وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية.

ويبدو أنّ هناك تحركات دبلوماسية على أعلى مستوى بين القوة الفاعلة والمؤثرة لإنهاء هذه الأزمة العالقة استجابة لقرار دولي بطيّ صفحة الحرب اليمنية . وقال وزير خارجية بريطانيا دومينيك راب إنه التقى مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن وكذلك وزيري خارجية ألمانيا وفرنسا لبحث مبادرات سلام من أجل اليمن.
ويرى عديد المحللين بأن التسوية اليمنية المرتقبة جزء لا يتجزأ من

الإستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه الشرق الأوسط بقيادة بايدن، خاصة أن إعلانه عن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران والحديث عن مباحثات سرية بين أطراف إيرانية أمريكية لتفعيل الاتفاق... ستنعكس بشكل إيجابي على الساحة اليمنية التي كانت طيلة الأعوام الماضية إحدى أهم وأخطر ساحات الصراع الإقليمي بين المحور السعودي المدعوم أمريكيا والحوثيين المدعومين من حلفائهم الإيرانيين .

والخاسر الأكبر من هذه الحرب ومن الحصار المفروض على اليمن منذ 6 سنوات اليمينيون العزل فقد ارتفع معدل الوفاة لدى أطفالهم دون الخامسة إلى 300 طفل يومياً، ونتيجة الحصار توفيت 8000 امرأة سنوياً فيما تعاني 1.8 مليون امرأة من سوء تغذية ومليون آخر من مضاعفات آثار الحصار.كما يعاني أكثر من 2.6 مليون طفل دون الخامسة من العمر من سوء تغذية حاد، و500 ألف طفل حياتهم مهددة بسوء التغذية الوخيم جراء الحصار، حسب أرقام صادرة عن وزارة الصحة اليمنية .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115