إصابات كورونا حول العالم تتجاوز 123.5 مليون والوفيات 2.8 مليون: عودة لسياسة الإغلاق رغم تزايد وتيرة حملات التطعيم

لم تمنع الآمال التي تم تعليقها بعد بدء أكبر حملة تطعيم بعدة لقاحات مضادة لوباء كورونا حول العالم من عودة الإغلاقات وسياسة تشديد القيود

في عدد من الدول الغربية خاصة بعد تسجيل موجة ثالثة من انتشار الفيروس الذي يتهدد البشرية .كما رافقت الشكوك والإحترازات المشهد الراهن سواء فيما يتعلق بنجاعة اللقاحات أو بالتوزيع العادل لها بين مختلف دول العالم.

ومع ارتفاع أعداد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا وبطء حملات التطعيم، أعلنت دول أوروبية عديدة عن أنها دخلت في موجة ثالثة من الجائحة. ورغم اشتداد الأزمة الصحية علقت العديد من الدول الأوروبية استخدام لقاح أسترازينيكا نتيجة مخاوف من تسببه بجلطات. إلا أن وكالة الأدوية الأوروبية حسمت نهاية الأسبوع قرارها باعتبار هذا اللقاح «آمنا» رغم الشكوك التي رافقته. ومع دخول أوروبا الموجة الثالثة وتسجيل أغلب دول القارة ارتفاعا كبيرا في أعداد الإصابات رغم حملات التلقيح ، أعلنت بعض الدول عن عودة الإغلاق لفترات مختلفة على غرار فرنسا وإيطاليا وألمانيا التي لجأت إلى فرض جملة من القيود مجددا .

يشار إلى أن أوروبا، هي القارة الأكثر تضرراً جراء الجائحة، إذ فاقت عتبة الأربعين مليون إصابة ، بالإضافة إلى الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات ..ووفق إحصاء «رويترز» فاقت أعداد إصابات كورونا حول العالم الـ 123.5 مليون إصابة ، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى مليونين و845989. وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دولة ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر.

قيود جديدة وإغلاقات
ففي إيطاليا -حيث تخطى عدد الوفيات 100 ألف- عمدت السلطات إلى تصنيف معظم المناطق «مناطق حمراء» الى السادس من أفريل بما يشمل عيد الفصح. مع إغلاق المدارس والمطاعم والمتاجر والمتاحف في غالبية مناطق البلاد.
أما في ألمانيا فقد دعت الجمعية الألمانية لأطباء العناية المركزة اليوم الحكومة إلى العودة الفورية للتدابير الصارمة لاحتواء الموجة الثالثة من كوفيد-19، بعد أن قامت السلطات بتخفيفها. وقال كريستيان كارايانيدس المدير العلمي للجمعية «استنادًا إلى البيانات المتوفرة لدينا وبسبب انتشار الفيروس المتحور البريطاني، فإننا ندعو بشدة إلى العودة إلى الإغلاق الآن للحد من موجة ثالثة قوية».

ولا تزال قيود صارمة مفروضة في ألمانيا، لكن أعيد فتح الحضانات والمدارس منذ نهاية فيفري. أما فرنسا التي اقتربت من عتبة 90 الف وفاة، فتعتزم إجلاء حوالي 100 من مرضى كوفيد-19 هذا الأسبوع من المنطقة الباريسية حيث بلغت أقسام الإنعاش في المستشفيات قدرتها الاستيعابية القصوى تقريباً. وأعلن الرئيس ايمانويل ماكرون أنه «في الأيام المقبلة ستتخذ على الأرجح قرارات جديدة» لمكافحة تفشي الوباء.

وفي النرويج أعلن ريمون يوهانسن رئيس بلدية العاصمة أوسلو ا البدء في تطبيق تدابير أشد صرامة لاحتواء الموجة الثالثة وقال «ليس هناك شك في أننا نواجه موجة ثالثة من العدوى.
ولئن مثّل الإعلان عن وصول عدد من اللقاحات مراحل متقدمة قمن التطعيم ، إلاّ أن المخاوف مستمرة حول مدى أمان اللقاحات وانتفاع كل الدول على حدّ السواء.

ولاقى الإعلان عن اللقاحات تفاؤلا دوليا مشوبا بالقلق يتعلق بالأساس بأولويات المرحلة المقبلة من جهة ، وبتداعيات وآثار الجائحة على قدرة بعض الدول للحصول على اللقاح من جهة أخرى. ويعيش العالم هذه الآونة سباقا متسارعا تحت مسمى ‘’إنقاذ البشرية’’ ، وسط صراع محتدم بين كل من أمريكا وروسيا وألمانيا والصين ، والتي سيرتبط النجاح فيها بنجاحات أخرى ذات بعد سياسي واقتصادي على الصعيد الدولي.

ورغم سباق التطعيم يستمر العالم في فرض إجراءات مشددة يوما بعد يوم لمواجهة هذا التحول الدولي الطارئ بعد إنتشار فيروس «كورونا» في أغلب الدول وعدم تراجع أعداد الإصابات. ولم تقتصر التغييرات على الجوانب الإقتصادية والإجتماعية والسياسية في العالم بل ألقت بظلالها على النظام الدولي برمته وهددت مستقبل تحالفاته التقليدية في ظل هذه التحولات وتداعياتها الخطيرة على الصورة النمطية المعتادة لإصطفافات العالم وخلال الأزمة الأخيرة اتخذت دول أوروبا إجراءات وقيود مشددة لمجابهة انتشار فيروس «كورونا» المستجد ، تلتها مرحلة من تخفيف القيود ، لكن المرحلة الحالية تشهد عودة تدريجية نحو فرض مزيد من القيود والإجراءات المشددة بعد انتشار خطير وسريع لهذه الجائحة .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115